الأحد، 23 مايو 2010

ايران تهدد بالعدول عن تبادل اليورانيوم و تؤكد انها لن ترضخ للضغوط


اعلن رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني ان ايران قد تعدل عن الاتفاق الذي ابرمته مع البرازيل وتركيا بشان تبادل اليورانيوم اذا لم توافق عليه الدول الكبرى كما هو فيما أكد مندوب طهران بوكالة الطاقه الذريه بأن بلاده لن ترضخ للضغوط الدوليه لوقف التخصيب.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن لاريجاني قوله ان "البرلمان يدعم اعلان طهران (حول تبادل اليورانيوم) بكل بنوده واذا سعوا الى بحثه جزئيا فان البرلمان لن يقبل". واضاف "اذا قدموا مطالب اخرى واستمروا في الخداع فان ذلك لن يكون ذلك مطابقا لاعلان طهران".
وقال لاريجاني ان الاتفاق "يمنحنا ما يمنحه للطرف الاخر. انه اطار معقول لمحادثات". وتتهم عدة عواصم غربية طهران بالسعي الى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء نشاطات مدنية وهو ما تنفيه الجمهورية الاسلامية.
خطأ تاريخي
من جانبه، هدد على أصغر سلطانية مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية المجتمع الدولى بالقول إن بلاده لن توقف تخصيب اليورانيوم، ووصف قرارات مجلس الأمن بالخطأ التاريخى.
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية عن أصغر سلطانية أن بلاده لن تساوم على المبادئ" فى الخلاف القائم على البرنامج النووى الإيراني. وأن إيران أثبتت أنها تلتزم تماما أنظمة الرقابة الشاملة على المواد النووية ومعاهدة حظر الانتشار النووى. غير أنه رفض رفضا قاطعا طلب مجلس الأمن تعليق تخصيب الأورانيوم.
وأضاف أن إيران تواجه "ضغوطا سياسية لأنها طرف فى معاهدة حظر الانتشار النووى". ورفض طلب مجلس الأمن تعليق تخصيب اليورانيوم فى إيران
وينص الاتفاق المبرم الاثنين في طهران على تبادل 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب (3,5%) في تركيا مقابل 120 كلغ من الوقود النووي المخصب بنسبة 20% تقدمه الدول الكبرى خصيصا لمفاعل الابحاث الطبية في طهران. وترى طهران ان هذا الاتفاق يمنح ايران الحق في تخصيب اليورانيوم لاغراض سلمية.
و تأتي تلك التصريحات مناقضة لاعلان علاء الدين بوروجردي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن القومي في البرلمان الايراني في وقت سابق السبت بان ايران تعتزم المضي قدما في الاتفاق الذي توصلت اليه مع تركيا والبرازيل لتبادل الوقود النووي رغم مشروع قرار عقوبات جديد ضد ايران لدى الامم المتحدة.
ونقلت وكالة الطلبة للانباء الايرانية شبه الرسمية عنه قوله "ايران ملتزمة بالتعهدات التي قطعتها وتريدها أن تصبح قيد التنفيذ وستوجه رسالتها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية."
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الرسمية يوم الجمعة أن ايران ستسلم رسالة رسمية الى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاثنين تتضمن تفاصيل اتفاق مبادلة الوقود الذي جرى التوصل اليه مع البرازيل وتركيا.
كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد توسطت بشأن أساس الاتفاق في أكتوبر الماضي في محادثات شاركت فيها ايران وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة لكنه سرعان ما تداعى وسط مطالبات ايرانية بادخال تعديلات عليه.
وذكر بيان من المجلس الاعلى للامن القومي الايراني نشر في صحيفة همبستكي ان المبعوثين التركي والبرازيلي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية سيرافقان مبعوث ايران في اجتماع مع رئيس الوكالة يوم الاثنين.
وأعلن قادة الدول الثلاث الاتفاق يوم الاثنين الماضي وينص على أن تشحن ايران 1200 كيلوجرام من مخزونها من اليورانيوم المخصب - مقللة بذلك مخزونها من المواد التي قد تصلح لصنع قنبلة ذرية - الى تركيا مقابل قضبان وقود لمفاعل طهران للابحاث الطبية.
رد جزئي

من ناحية أخرى، اكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير السبت من اسطنبول ان "محاولة" تركيا والبرازيل التوصل الى حللمشكلة البرنامج النووي الايراني سمحت "بتوضيح" المسألة.
وذكر كوشنير في لقاء صحافي بعد لقائه نظيره التركي احمد داود اوغلو على هامش مؤتمر حول الصومال بان الاقتراح الايراني حول تخصيب اليورانيوم في الخارج الذي شكل اساسا للاتفاق الذي ابرمته الدول الثلاث في طهران الاثنين، لم يكن "في النهاية الا ردا جزئيا على مطلب وجهته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تشرين الاول/اكتوبر" الى ايران. وقال "بات على الوكالة الدولية الاجابة".
واضاف "انها مرحلة"، وتابع "لا يسعني الا ان الاحظ انه غداة الليلة التي وقعوا فيها الاتفاق، صدر تصريح ايراني حول مواصلة تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20% وتوافق الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن حول مشروع القرار

وقال كوشنير "سواء كانوا (البرازيليون والاتراك) على صواب او على خطأ، فقد كانوا جيدين. التاريخ لن يقول انه كان ينبغي تجنب الامر. لا اعلم ان كان ذلك سيبدل الرد، لكن التاريخ سيسجل انهم حاولوا"، في اشادة ضمنية بالرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزيري خارجيتهما.
واضاف "لا اعتقد ان الامر سيحول دون صدور قرار مجلس الامن الدولي. ربما سيسرعه، لكنني واثق بشيء واحد، انه يلقي الضوء على الامور"، مشيدا "بوجود التزام من الجميع بتهدئة التوتر وعدم اثارة الضجة في منطقة لا تحتاج اليها، اي الشرق الاوسط".
واكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان معارضة بلاده للانتشار النووي في المنطقة مشددا على ضرورة مواصلة الجهود الدبلوماسية حول برنامج ايران النووي حسب ما اعلن مكتبه الصحافي السبت.
عقوبات جديدة
لكن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وبعد أشهر من المفاوضات أزاحت الاتفاق جانبا من خلال اعلان مشروع قرار بشأن مجموعة جديدة من العقوبات ضد ايران سلمته واشنطن الى مجلس الامن يوم الثلاثاء.
وأشار النائب البارز بالبرلمان الايراني محمد رضا باهونار يوم الخميس الى أن ايران قد تعدل عن الاتفاق اذا تمت الموافقة على قرار العقوبات.
وتخشى القوى الغربية من أن تكون ايران تسعى سرا لصنع أسلحة نووية لكن طهران تنفي ذلك وتقول انها لا تخصب اليورانيوم الا لانتاج وقود لمحطات نووية لتوليد الكهرباء.
وينص الاتفاق المفاجئ على أن تصل أول شحنة من اليورانيوم الايراني الى تركيا في غضون شهر مقابل قضبان الوقود لمواصلة تشغيل مفاعل الابحاث الطبية في طهران.
وطالبت تركيا والبرازيل - وكلاهما حاليا من الاعضاء غير الدائمين في مجلس الامن الدولي - وايران بوقف الحديث عن فرض مزيد من العقوبات بعد الاتفاق لكن القوى الغربية تشك في احتمال أن يكون ذلك تكتيكا ايرانيا لتفادي العقوبات أو تأخيرها.
وتستهدف العقوبات الجديدة والموسعة بنوكا ايرانية وتدعو لتفتيش السفن التي يشتبه بحملها شحنات مرتبطة ببرامج ايران النووية أو تلك الخاصة بالصواريخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق