الأحد، 23 مايو 2010

البروتين النباتى أفضل البدائل وسلاح لمواجهة ارتفاع الأسعار


ساهم ارتفاع أسعار اللحوم من ناحية والمقاطعة من ناحية أخرى فى تغييب اللحوم عن المائدة المصرية لتنطلق دعوات بضرورة تغيير نمط الاستهلاك والعادات الغذائية، التى تربت عليها الأسر المصرية، وأخذ المتضررون بالبحث عن بدائل غذائية تغنيهم عن اللحوم وتعوض نقص البروتينات وتفى بحاجة الجسم من المواد الغذائية لتصبح بدائل الأطعمة التقليدية وسيلة لمواجهة الأزمات كأزمة ارتفاع أسعار اللحوم حتى تعود الأسعار إلى ماكانت عليه فى السابق قبل حدوث الموجات المتلاحقة من الزيادات الأخيرة، وقد دفع ذلك عددا من جمعيات حماية المستهلك وبعض الأكاديميين إلى تبنى هذه الدعوة، حيث نظمت الجمعية الاعلامية لحماية المستهلك ندوة بكلية الاقتصاد المنزلى حول بدائل اللحوم شارك فيه عدد كبير من أساتذة الأغذية والمستهلكين. لقد أعلنا المقاطعة لمدة ثلاثة أسابيع وقد انتهت فى الأسبوع الأول من شهر مايو الجارى كمحاولة لاتخاذ موقف جاد من الارتفاع الجنونى فى أسعار اللحوم بحسب سعاد الديب رئيس الجمعية الإعلامية لحماية المستهلك، مؤكدة نجاح حملة المقاطعة بفضل من التزموا بها خاصة من الفئات القادرة، التى وجهنا إليها الدعوة باعتبارها الأكثر استهلاكا للحوم، مشيرة إلى أن الكثير من المستهلكين يتساءلون عن بدائل اللحوم فى ظل ثقافة سائدة بأهميتها، لافتة إلى ضرورة تغيير هذه الثقافة وإكساب المستهلكين عادات غذائية سليمة بنشر الوعى بينهم وتعريفهم بالبدائل المناسبة وتوفير وجبات صحية ومتكاملة بأقل الأسعار، وتؤكد الديب العادات الغذائية السيئة، التى تنشر بين أغلب فئات المجتمع، والتى ينتج عنها نقصا فى العناصر الأساسية، التى يحتاجها الجسم موضحة أن التغيير يحتاج إلى إرادة. النباتيون عمرهم أطولتشير الدكتورة الهام محمد أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزل إلى ربط المصريين بين الصحة وتناول اللحوم، مؤكدة خطأ هذه النظرية وموضحة أن البروتين له وظيفتان أساسيتان خاصة بالنسبة للأطفال، وهما بناء الخلايا وتعويض التالف منها، بينما بالنسبة للكبار يقتصر دور البروتين على تعويض التالف فقط من الأنسجة بما يؤكد أن استهلاك الكبار للحوم لا يفيدهم كثيرا بل بالعكس الإسراف فى تناولها يسبب أمراض شرايين القلب، وضغط الدم وأمراض الكبد والكلى فضلا عن أن زيادة الدهون فى اللحوم تؤثر على قدرة البنكرياس فى إفراز الأنسولين، لافتة إلى أن التجربة أثبتت أن عمر النباتيين أطول لأنهم لا يصابون بأمراض اللحوم، كما أكدت أن ثلث احتياجات الجسم من البروتينات تعتمد على البروتين الحيوانى، وأشارت إلى البروتين المتوافر فى الأسماك، والطيور والبيض أقل خطرا من اللحوم، مشددة على أهمية تناول البقوليات والحبوب لتعويض البروتين الناقص، كما أكدت على وجبة الكشرى المكونة من أرز، وعدس، ومكرونة وبصل تحتوى على وجبة متكاملة بها نسبة عالية من البروتين، وكذلك الفول والطعمية وجميع الأكلات الشعبية الرخيصة. فيما تؤكد الدكتورة راوية رزق أستاذ التغذية بقسم التغذية وعلوم الأطعمة أن الأغذية النباتية يمكن لها أن تفى بحاجة الجسم من المواد الغذائية مع شرط التنوع على أن يصاحب هذا التنوع الكم المناسب من الأطعمة، الذى يقابل الشخص النباتى من السعرات الحرارية، التى تحويها بعض البروتينات مثل البقوليات، المكسرات، البسلة منتجات الصويا، منتجات الألبان مشيرة إلى إمكانية صنع برجر من العدس، أو حمص الشام أو صنع حساء من الخضروات أو المكرونة خالى من اللحوم، وتشير رزق إلى أطعمة الطاقة المهمة للعمليات الحيوية والهضم مثل الحبوب، والبطاطس، والبطاطا والزيوت النباتية، التى لا تحتوى على الكوليسترول فضلا عن أهمية البروتين النباتى فى عدم احتوائه على الأحماض الأمينية، وتؤكد رزق أن كل كيلو جرام من جسم البالغ يحتاج إلى 8 جرامات من البروتين، وهو ما يمثل نحو 10 ــ 15% من مجموع السعرات الكلية للجسم فضلا عن حاجته إلى نسبة تتراوح ما بين 15 و20% من الدهون. الطعام السليمالكثيرون لا يحسنون اختيار غذائهم ويجب توافر الوعى اللازم ونشره بصحة الاختيار لتغيير ثقافة الغذاء فى المجتمع المصرى تبعا للدكتور عبدالرحمن عطية العميد السابق لكلية الاقتصاد المنزلى، مؤكدا أن أغلب شكاوى المستهلكين من المواد الغذائية تأتى من اللحوم ومنتجاتها، معبرا عن دهشته من تهافت الكثيريين على تناول اللحوم، كاشفا عن وجود غش وتدليس فى تطبيق المواصفات القياسية فى اللحوم المعروضة بالأسواق، والتى تضر بصحة المستهلك.مشيرا إلى أن اللحوم المفرومة التى تباع يجب ألا تقل فيها نسبة اللحوم عن 54 80% وفقا للمواصفة القياسية لكن ما يعرض فى الأسواق عبارة عن نسبة قليلة من اللحم مع كثير من فول الصويا، مخلوط بمواد ملونة لإخفاء العيوب كذلك السجق يجب ألا تقل اللحوم فيه عن 55% وأن تصل نسبة الدهون به إلى 35% لكن السجق الذى يقبل البعض على شرائه، أغلبه دقيق ونشا وفول صويا، ويشير إلى نوع آخر من الغش فى مواصفات الأغلفة، التى يجب ألا يزيد وزنها فى عبوة أى منتج للحوم كالبسطرمة على سبيل المثال على 8%، لكنها تمثل أكثر من 15% من وزن البسطرمة فضلا عن زيادة الوزن بالحلبة والتوابل والثوم، التى يجب ألا تزيد على 5%، ويشير عطية إلى أهمية تدوين حقيقة مكونات اللحوم على العبوات كنوع من الشفافية.
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق