الاثنين، 4 يناير 2010

هنتنجتون : بن لادن حدد هوية أمريكا بأنها أمة مسيحية


صاحب كتاب صدام الحضارات
الكاتب الامريكي صمويل هنتنجتون الذي أثار جدلا عالميا حول كتابه الشهير صدام الحضارات واعادة تشكيل النظام العالمي الجديد يطل بعد رحيله على قراء العربية بكتاب اخر يعترف فيه بأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن حدد هوية الولايات المتحدة بأنها أمة مسيحية منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001.ويقول ان بن لادن حدد بدقة الهوية المسيحية لامريكا وانه عدو جديد خطير أكيد ملا الفراغ الذي أحدثه الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف.
ويضيف هنتنجتون 1927-2009 في كتابه من نحن.... المناظرة الكبرى حول أمريكا تحت عنوان الاسلام المتشدد في مواجهة أمريكا أن أمريكا في نظر المتشددين الاسلاميين عدو للاسلام ولا يمكن للامريكيين الا أن يروا في المتشددين الاسلاميين عدوا لبلادهم ويعتبر المؤلف هذه العلاقة حربا جديدة لها كثير من سمات الحرب الباردة.
ويحدد بعض هذه السمات بشبكة من الخلايا عبر العالم يقول ان الجماعات الاسلامية المتشددة تحتفظ بها مثلما فعل الشيوعيون خلال الحرب الباردة.
ويقول ان وصف الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريجان للاتحاد السوفيتي بأنه امبراطورية الشر يماثل وصف الرئيس الامريكي السابق جورج بوش لدولتين اسلاميتين هما العراق وايران الى جانب كوريا الشمالية بأنها امبراطورية الشر بما يعني تحويل الحرب الايديولوجية مع الشيوعية الى الحرب الدينية والثقافية مع الاسلام المتشدد.
وبما يشبه الاتفاق في الرأي يسجل هنتنجتون التساؤل الذي طرحه الكاتب الامريكي جون أبدايك.. بدون الحرب الباردة ما جدوى أن تكون أمريكا..
ويقول هنتنجتون ان النظرية الاجتماعية والشواهد التاريخية تدل على أن عدم وجود عدو خارجي أو اخر يشجع على عدم الوحدة الداخلية فغياب التهديد الخارجي في رأيه يقلل من الاحتياج لحكومة قوية وأمة متماسكة.
وكتاب من نحن.... المناظرة الكبرى حول أمريكا الذي ترجمه الى العربية أستاذ اللغة الانجليزية بجامعة القاهرة أحمد مختار الجمال يقع في526 صفحة كبيرة القطع وصدر عن المركز القومي للترجمة في القاهرة وراجعه وقدم له السفير المصري السابق السيد أمين شلبي الذي يقول ان كتاب هنتنجتون الجديد امتداد وتوسيع لكتابه صدام الحضارات.
ويضيف أن المؤلف يحذر من تاكل الهوية الامريكية وأساسها الانجلو-بروتستانتي وما يتهددها من انقسام لغوي وثقافي... يضع أمريكا في مواجهة الاسلام.
ويقول هنتنجتون ان أحد أسباب عداء المسلمين لامريكا هو التأييد الامريكي لاسرائيل ولا يستبعد أن تنخرط أمريكا في السنوات القادمة في أنواع مختلفة من الصراعات العسكرية مع الدول والجماعات الاسلامية الا أنه يتساءل.. هل ستوحد هذه الحروب أمريكا أم أنها ستؤدي الى انقسامها..
ويقارن بين موقف أوروبا وأمريكا من الدين مسجلا أن التدين يميز الامريكيين عن معظم الشعوب الاوروبية اذ ان الامريكيين مسيحيون بشكل طاغ... تدين الامريكيين يقودهم الى أن يروا العالم على أساس الخير والشربدرجة تفوق رؤية الاخرين لهذه الثنائية.
ويتابع قائلا ان زعماء المجتمعات الاخرى يرون هذا التدين ليس فقط فوق العادة بل انه أيضا مزعج بالنسبة للقيم الاخلاقية العميقة التي يولدها هذا التدين عند بحث قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية من خلال منظور ديني.
ولا يرى هنتنجتون غرابة في هذا اذ سار الدين مع القومية متعانقين في تاريخ الغرب.ويقول ان عقد التسعينيات شهد تحولا كبيرا نحو الدين اذ أيد الامريكيون بشكل ساحق أن يكون للدين دور أكبر في الحياة العامة وأيد 78 بالمئة عام 1991 أن يسمح للتلاميذ بأداء الصلاة داخل المدارس بعد أن كانت المحكمة العليا عام 1962 حظرت الصلوات الاجبارية في المدارس.
ويسجل أن الدين لعب دورا بارزا في الانتخابات الرئاسية عام 2000 اذ أنشأ الرئيس السابق بوش في البيت الابيض بعد عشرة أيام من توليه السلطة مكتبا للمبادرات القائمة على الدين ذات الطابع الخيري وخصص له مراكز في خمس وزارات لتسهيل تنفيذ برنامجه وهو اجراء غير مسبوق لم تفكرفيه الادارات السابقة وأصبح الدين عنصرا شرعيا في أداء الحكومة الفيدرالية لوظائفها بطريقة لم تحدث من قبل.
ويقول ان القرن الحادي والعشرين هو بداية عصر الدين فالنماذج العلمانية الغربية للدولة تواجه تحديا ويتم استبدالها في أكثر من دولة ومنها الجمهورية الاسلامية في ايران وروسيا التي اعتبرت الارثوذكسية أمرا جوهريا وتركيا والهند.
وفي الولايات المتحدة عام 2002 امن 59 بالمئة بأن التنبؤات الغيبية في سفر الرؤيا ستتحقق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق