خيوط العنكبوت السحرية تنسج صفحة رقيقة لها منحنيين بينهما شريط ضيق من حرير يختلف عن أي نسيج آخر في متانته وقوته, حيث يراعي أن الشد والجذب هو النهاية.
اذا كان ذلك فكر العنكبوت فما بالنا نحن اذا تزوج طرف من نقيضه.. امرأة في برودة شهر طوبة ونصيبها يكون مع رجل يمثل شهر أمشير بزوابعه ومايجلبه من تقلبات؟يعتقد الكثيرون أن الاختلاف في الشخصية عامل ضروري لنجاح الحياة الزوجية, كما يقول الدكتور ناجي أسحق استاذ العلوم النفسية بجامعة عين شمس لكن حقيقة الامر أن كلا منهما يتمتع باخلاق وصفات مشتركة لايشترط ان يتماثلا ويتفقا, فالخطان المتوازيان لايتفقان ابدا ولايلتقيان ولانطالب بأن تكون المرأة صورة من زوجها فإذا كانت العروس بارده المشاعر كطوبة فإن القليل من العوامل المحيطة يحولها لدفء المشاعر بشرط الا تصبح كركوبة كما يردد المثل وتتكون بلا تأثير أو تأثر لأن المؤكد أن لها طباعا أخري عليها اظهارها ودعمها لتتسلح لها اذا ماثارت زوابع الرجل الامشيري الذي غالبا ماتكون ثورية علي بطء حركتها وتصرفها وتتأثر الزوجة لأن طباعه ثائرة ومتحفزة دائما لاتعترف بالنقائص ولا العيوب واذا ماواجه زوجته التي تأخذ أمور الحياة ببلاهة أو برود فإن ذلك يثير اعصابه وتتناثر الاشياء أمامه ويقتلع بزوابعه كل ماحوله كأمشير تماما لكن يبقي دائما يقين للمرأة أنه سيهدأ اذا ماتغاضت عن انفعالاته وحاولت أن تصلح من نفسها بالمناقشة معه والحوار الهاديء المثمر وعدم أخذ الامور ببرود خاصة اذا كانت الامور مصيرية حتي لايشعر الزوج بأنه يعيش في عالم وزوجته في كوكب غريب باردوتعقب علي ماقيل الدكتورة خديجة البدراوي استاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة قائلة أن هناك مايستند عند الزواج إلي سمات ابراج تتفق مع بعضها وهذا يناقض واقع الحياة فالنصيب هو الحكم وقد يحدث وفاق بين شخصيتين لاسمات واضحة تجمعهما لكن الدراسات الاجتماعية أشارت الي أن التكيف مع الواقع أقوي من محاولة تغيير الطباع والرغبة في حياة زوجية مستمرة يتطلب التغاضي عن السلبي أملا في الايجابي ولاتوجد في الكون شخصية كاملة منزهة والنقائص خلقت لتكتمل بالآخرين فالمرأة الثرثارة مثلا يتحملها الرجل شهرا أو شهرين ثم يعلن عدم تحمله ويثور وتنفلت اعصابه فما يملأ حياة الزوج هو الحديث الهاديء الذكي المتجدد والعكس كذلك مع المرأة التي لايعجبها ان يكون زوجها قليل الفعل كثير الكلام أو صامت كأبو الهول او بارد كلوح الثلج.وأوضحت أن الحياة الزوجية بين شخصين مختلفين لاتعني نهاية الحياة بل الرضا بالواقع من أجل هدف أسمي هو تكوين أسرة جديدة تحتاج من الطرفين تغيير صفات لاتعجب الآخر.. والتنازل لايعني الاذلال بل قمة المرأة وقوتها في ضعفها الذي يحبه الرجل والذي يسعده أن يري في شريكته مايتمناه.. وعلي الزوج دور أساسي أيضا في هدوء اعصابه وعدم ثورته علي كل صغيرة وكبيرة لأن شعرة الاحترام بينهما تحمي من الكثير مهما كانت العواصف التي تمر بهما فالتوتر والقلق وعدم المصارحة بين الزوجين ومكاشفة الطباع السيئة بلا نقد أو توبيخ يفتح الباب أمام المحاولة من أجل اسعاد الآخر لأن الاستقرار قلب الحقيقة وليس شرطا أن يجد في الزوجة كل ماهو جميل من الصفات فالرجل أيضا ليس بالكامل إنما التوافق النفسي والروحي هما أساس نجاح أي علاقة.. فالاحصائيات تمتلأ بالبيوت الفاشلة والطلاق السريع لأن طوبة لاتحتمل أمشير ولا أمشير ينتظر حتي يأتي الربيع لتزدهر الحياة بالصبر والتحمل لتثمر بالنجاح.وأضاف الدكتور ناجي اسحاق حقيقة علمية أن90% من الزوجات يتغيرن بعد الزواج وأول بوادر التغير انتقالهن من عالم الشاعرية والخيال الي أرض الواقع الصلبة والمسئولية فيغيرن اخلاقهن وطباعهن لتتلاءم مع أخلاق وطباع أزواجهن ولما كان الرجل الشرقي يعتز اكثر بتقاليده وصفات رجولته فإنه يتغير بنسبة75% وفق ماتمنحه له المرأة من حب وتفان وليس صحيحا أن الرجل لا عاطفة له بل العكس عواطفه كامنة داخله تنتظر من يوقظها ويجعلها تتدفق.. ومهما كانت زوابع الرجل الامشيري فإن كلمات رقيقة حانية تبدله180 درجة لكن أن تقابل ثورته ببرود فإن هذا يزيد من ثورته وعواقبها وأول رمال تأتي من زوابعه قد تعمي من أمامه اذا لم يتحاشاها قبل أن تأتي علي الرطب واليابس والنتيجة لاتكون في صالح المرأة دائما والأمثلة كثيرة, لذلك لابد من التأثير والتأثر من الزوجة من أجل حياة مستقرة بلا شد وجذب ولنقتدي ببيت العنكبوت الذي يحافظ عليه وهو أوهن البيوت.
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق