السبت، 26 ديسمبر 2009

خبراء : البورصة المصرية إستعادت توزانها من تداعيات الازمة العالمية


جاءت المحصلة النهائية لأداء مؤشرات السوق المصرية ايجابية ونجحت فى تعويض جزء كبير من الخسائر التى تسببت فيها الازمة المالية العالمية رغم الاداء الذى لم يرض الكثير من المستثمرين أو المحللين والخبراء للبورصة المصرية فى الشهور الثلاثة الاخيرة।ويرى خبراء ومحللون إقتصاديون وكذلك تؤكد الارقام أن أداء البورصة المصرية تحسن كثيرا خلال عام 2009 خاصة فى الشهور التسعة التى تبدأ من منتصف يناير وحتى منتصف اكتوبر ويقول الدكتور عمر عبد الفتاح خبير أسواق المال إن أداء البورصة المصرية رغم بعض السلبيات التى ظهرت فى 2009 جاء إيجابيا بكل المقاييس وذلك إذا ما قارناه بالتوقعات التى كانت تسود السوق فى مطلع العام.وأضاف أن النهاية المأساوية لأسواق الاسهم العالمية ومنها البورصة المصرية فى العام الماضي والبداية الصعبة التى سجلتها الاسهم المصرية فى 2009 وأدت إلى زيادة خسائرها بما يقرب من 30 فى المائة جعل جميع التوقعات والتنبؤات أكثر تشاؤما ببقية العام.وأكد أن البورصة المصرية نجحت فى 2009 فى تعويض أجزاء كبيرة من خسائر المستثمرين التى لحقت بمحافظهم فى الربع الاخير من العام الماضي وصلت إلى أكثر من 70 فى المائة من قيمها وهو ما يعد إنجازا بكل المقاييس.وكانت البورصة المصرية قد سجلت ثالث أكبر إنخفاض بين بورصات العالم خلال العام 2008 بنسبة بلغت أكثر من 56 فى المائة من قيمة مؤشرها الرئيسي كما فقدت نحو 28 فى المائة إضافية فى الاسابيع الثلاثة الاولى من العام الجاري.وإنتقد الدكتور عمر عبد الفتاح خبير أسواق المال القول بأن عام 2009 كان عاما سيئا لافتا إلى أن البورصة المصرية جاءت بين البورصات الاعلى إرتفاعا خلال العام وإن لم تكن أكثرها إرتفاعا بالفعل حيث إرتفع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية حتى نهاية الاسبوع قبل الاخير من 2009 بأكثر من 35 فى المائة مقابل 24 فى المائة للبورصة السعودية و10 فى المائة لدبي و14 فى المائة لأبوظبي و6ر2 فى المائة لقطر بينما هبطت البورصة الكويتية بنسبة بلغت نحو 9 فى المائة.وأشار إلى أنه حتى على صعيد الاسواق الدولية فجميعها سجلت أداء أقل من البورصة المصرية حيث إرتفعت البورصة الامريكية بنسبة 23 فى المائة والفرنسية بنسبة 21 فى المائة والبريطانية بنسبة 21 فى المائة والالمانية 23 فى المائة واليابانية 17 فى المائة.وحتى الاسبوع قبل الاخير من عام 2009 سجل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية/إيجي إكس 30/ إرتفاعا بنسبة 4ر35 فى المائة ليصل إلى 44ر6380 نقطة وارتفع مؤشر الاسهم /إيجي إكس 70/ بنسبة 9ر31 فى المائة مسجلا 89ر653 نقطة وربح مؤشر /إيجي إكس 100/ الاوسع نطاقا 4ر34 فى المائة لينهي الاسبوع قبل الاخير عند مستوى 16ر1078 نقطة.وأوضح عبد الفتاح أن الارقام تؤكد أن أداء البورصة المصرية كان جيدا للغاية خلال العام وإن كانت الاسابيع الأخيرة شهدت بعض الهبوط للاسهم لكن هذا لا يجب أن يجعلنا نغفل المكاسب الكبيرة التى سجلتها السوق المصرية خلال الفترات السابقة للعام.وأكد أن أكثر المتفائلين بالعام 2009 فى الاسابيع الاولى منه لم يكن يتوقع أن يكون الاداء بهذا الشكل وكانت كل التوقعات تشير إلى خسائر ضخمة للشركات وتوقف تام للمشروعات وتراجع حاد فى النمو الاقتصادي وكل هذا لم يحدث.وأشار إلى أن أداء البورصة المصرية فى 2009 شهد محاولات عديدة من قبل المستثمرين للخروج الذاتي من حالة اليأس التى أصابت الاسواق فى نهاية 2008 كما أن أداء العام أعطي أملا فى الخروج التام من الازمة المالية التى ردد الكثيرون أنها ستظل مستمرة لسنوات بما يؤكد أن حدة الازمة إنكسرت.ولفت إلى أن التوقعات شديدة السلبية والتشاؤم الذى ساد السوق فى بداية العام تبدل تدريجيا مع الوقت وكاد أداء السوق يشير إلى نسيان أن هناك أزمة عالمية قد حدثت من الاصل وهو ما يؤكد إستعادة البورصة المصرية لتوازنها.وأرجع الدكتور عمر عبد الفتاح خبير أسواق المال حالة التوازن والاداء الجيد للبورصة المصرية فى 2009 ربما إلى عدم تأثر الاقتصاد المصري بشكل لافت بالازمة العالمية معتبرا أن التآثر الحاد الذى سجلته الاسهم المصرية فى نهاية العام الماضي ومطلع العام الحالي كان سببه الرئيسي نفسي وليس مالي أو إقتصادي ولكن مع مرور الوقت وإتجاه المستثمرين سواء الاجانب والصناديق والمؤسسات الاستثمارية وحتى الافراد إلى التفكير بهدوء وعقلانية وجدوا أن الاقتصاد المصري والشركات المصرية لم تتأثر أو على أكثر تقدير حدث تأثر محدودة.ورأى أن عدم تأثر الاقتصاد المصري بشكل كبير بالأزمة العالمية يرجع ربما فى المقام الاول إلى طبيعته الخاصة وعدم الانفتاح التام على الاقتصاد العالمي وهو ما عزز من قدرة الاقتصاد على التعافي السريع.وعن إيجابيات أداء البورصة المصرية فى عام 2009 أوضح الدكتور عمر عبد الفتاح خبير أسواق المال أن تماسك السوق والارتفاعات التى سجلتها الاسهم فى حد ذاتها تعتبر من أهم الايجابيات كما أن إعلان البنوك المصرية عدم تعرضها لقروض ضخمة لشركات متعثرة يعد أيضا من الايجابيات.وأشار إلى أنه من أبرز الايجابيات التى شهدها عام 2009 إستمرار الشركات فى تحقيق أرباح وإلى حد كبير جاءت الكثير منها إيجابية مما دفع هذه الشركات للقيام بتوزيعات نقدية مرضية لمساهميها حيث قامت أكثر من 300 شركة بإجراء توزيعات نقدية فى 2009 رغم الأزمة.ولفت إلى أنه من أهم مكاسب البورصة المصرية فى 2009 ظهور قوة الافراد وزيادة وعيهم الاستثماري حيث بدت ثقافة جديدة تظهر على إسلوب تعاملاتهم وإبتعدوا عن السلوك العشوائي فى البيع والشراء بل يمكننا القول بأن البورصة المصرية تعافت فى 2009 من أثار الازمة المالية بأيدي مستثمريها الافراد عندما غاب دور المؤسسات والصناديق وصناع السوق الحقيقيين.
اخبار مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق