السبت، 26 ديسمبر 2009

عام 2009 يطوي أوراقه .. المطربون بلا رعاة .. القرصنة أحاطت بالغناء


لم تعد هناك منافسة بين شركات الغناء المصرية لتبني الأصوات المصرية॥ لا توجد شركة تحرص علي أن تقدم صوتا جيدا.. تفرغت الشركات إما لضرب الأصوات الجيدة أو محاصرتها أو وقف نشاطها.. والمطرب نفسه أصبح حائرا بين الشركات وإذا انتمي لإحدي الشركات فإنه سرعان ما ينخدع في شروطها فيتركها إلي الشركة المنافسة ليلقي نفس المصير ولا يخفي علي أحد نظرية الاحتكار في شركة مثل روتانا التي تتمتع بثقل كبير في الوسط الغنائي وامكانيات ولكنها لا تضع في حسبانها علي ما يبدو تبني الأصوات الحقيقية خاصة المصرية وجل اهتمامها تقريبا بالأصوات الخليجية وإذا تبنت صوتا مصريا فإنه يكون صوتا واحدا للدعاية। أما عالم الفن فتبدو وكأنها قد تفرغت لاصدار تصريحات تستنكر فيها القرصنة وهي فيروس هذا العصر وسرقة الألبومات التي تصدرها وتوزيعها لتنتشر في النت مجانا وهو ما يضيع عليها الملايين التي تدفعها للمطرب أو الملحن أو الشاعر ولا أدري لماذا استسلمت لهذا المطب وبالتالي أصبحت غائبة عن الساحة اللهم إلا من مطرب واحد. وتكاد تكون "جودنيوز" الغنائية تتبني صوتا أو صوتين فقط ثم أين نصر محروس أو ميلودي وانتاجهما.. لقد أصبح الغناء المصري بلا راع وأصبح إصدار ألبوم علي نفقة مطرب مغامرة خاسرة ونحن نلاحظ أن الأصوات الثلاثة التي تقف عند القمة هي عمرو دياب وتامر حسني وشيرين عبدالوهاب وتصارع أنغام كي تثبت لنفسها مكانا أما باقي الأصوات فلم يعد بعينها إلا مجرد التواجد بأعمال ولا يعنيها أن تنجح أو لا ودعونا نتصارح هل هناك أغنية واحدة نلتف حولها ونرددها؟ ..أعتقد أنه لا يوجد والقائمة طويلة ويبدو أن كثيرا من الأسماء قد ارتضت أن تكون زبائن في حفلات الأفراح وأعياد الميلاد ونجوما في الصالات المغلقة أو بالكاد المواسم علي شواطئ البحر الأحمر أو الساحل الشمالي. وإذا كان هذا شأن الشركات فإن الجهات التي تنظم الحفلات "لايف" أصبحت قليلة خاصة بعد أن تخلت الاذاعة عن أضواء المدينة وحفل التليفزيون نفس الشيء تقريبا مع ليالي التليفزيون ولم تعد لدينا إلا ساقية الصاوي محفلا لتقديم فرص الغناء "لايف" وتذهب إليها كل الطبقات بسبب انضباطها. وإذا كان عمرو وتامر وشيرين في قمة الغناء فإن محمد منير قمة منفصلة وكذلك هاني شاكر وعلي الحجار ولكل لونه أما محمد ثروت فهو صاحب ركن خاص به ولاشك أن عام 2009 قد شهد تألقا من أنغام وجنات وفضل شاكر وعمرو مصطفي. ومن طرائف هذا العام أن سمية الخشاب أصدرت أول ألبومها ولم يلق الرواج المطلوب ولكنها ارضت رغبة بداخلها ولمعت دنيا سمير غانم ومي كساب في التمثيل وهما المطربتان ولكننا في النهاية لم نتوقف عند صوت واحد وغني واعد نشهد عليه ونجمع عليه فالكل متشابه..والأفضل لا وجود له.

الجمهورية - فكري كمون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق