الجمعة، 25 ديسمبر 2009

عفواً "جميلة بو حريد" هذا ليس زمنك !!!


اتهموها بتشويه صورة الجزائر
الإسم
: جميلة بوحيرد تاريخ: ترويه بلادي يحفظه بعدي أولادي تاريخ امرأة من وطني جلدت مقصلة الجلاّد ॥ هل تذكرون من تكون إنها المناضلة الجزائرية ،التي ناضلت من أجل تحرير بلادها من جيش الاستعمار الفرنسي و كانت في الستينيات وحتي وقت قريب ملء السمع والبصر حتي انقطعت أخبارها وظن كثيرون انها رحلت ، جميلة بوحريد هذه المرأة التي دوخت جيوش فرنسا وبسببها الآن يعيش الشارع الجزائري حالة من الصدمة بسبب نداء استغاثة بعثت به المجاهدة الجزائرية جميلة بوحريد، تطلب فيه من الشعب الجزائري مساعدتها للعلاج بالخارج من عدة أمراض تعاني منها، في الوقت الذي أكد وزير سابق بالحكومة الجزائرية بأن "الرئيس بوتفليقة تكفل عام 2007 بعلاج المجاهدة الكبيرة"। الخبر نشرته جريدة "الشروق" الجزائرية منذ عدة أيام ، وكانت بعض الصحف الجزائرية ومواقع الإنترنت قد تناقلت استغاثة المجاهدة الكبيرة وجرت نقاشات ساخنة جداً بين الجزائريين في المنتديات والمواقع التفاعلية على شبكة الإنترنت خصوصا الفيس بوك، وانقسم المهتمون بقضية "جميلة الجزائر" بين مؤيد لخرجتها الإعلامية وبين معارض وحتى مشكك لها ، فقد اتهم البعض السلطات الجزائرية بـ"تعمد تهميش رموز الثورة وقيادات كبيرة في البلد من أمثال بوحريد "، بينما رفض آخرون التهمة وشددوا على أن "الرسالة غير واضحة الهدف ، وأن هناك من دفع المجاهدة لتقول هذا الكلام ، لأنه من غير المعقول أن تكون مجاهدة كجميلة بوحريد فقيرة لهذه الدرجة، وهي التي ساعدت كثيرين في حل مشاكلهم مع السلطات"، ثم تظهر في مثل هذا التوقيت لتشوه صورة الجزائر ، إذن فهناك من دفع لها لتقول هذا الكلام في هذا الوقت غير المناسب من وجهة نظر الكثيرين ، السطور التالية نقدمها لمن لا يعرف من هي جميلة بوحريد ، ولمن يعرف أيضاًنداء استغاثةبدأت القصة عندما نشرت بعض الصحف الجزائرية نداء "استغاثة" للمجاهدة جميلة بوحريد، توجهت فيه بطلب المعونة من الشعب الجزائري ليساعدها في دفع تكاليف العلاج بالخارج من عدة أمراض تعاني منها وعلى رأسها مرض في القلب।كما رفضت اقتراح طبيب فرنسي نصحها بتسجيل نفسها في الشبكة الاجتماعية الفرنسية لتستفيد من الرعاية الصحية، لكنها رفضت مقترحه بشدة وقالت: كيف أعالج بأموال الدولة التي حاربتها؟".ونقلت صحيفة "صوت الأحرار" الناطقة باسم الحزب الحاكم في الجزائر، جبهة التحرير الوطني، حياة بوحريد في شقتها الكائنة بحي المرادية الراقي الذي يضم أيضا مقر رئاسة الجمهورية، وقالت الصحيفة في عددها لنهار اليوم الثلاثاء إنها "تعيش في شقة يعبق منها تاريخ الثورة متكونة من ثلاث غرف بالطابق الـ15 للعمارة".وقالت جميلة - 74 سنة - ورغم ذلك تحتفظ بمسحة من جمال ، إن ما أنطقها هو "المرض الذي ألم بها وبدأ يحاصرها"، كما كشفت أنها تلقت بعد نداء استغاثتها "اتصالات من مختلف مسئولي الدولة وشخصيات مرموقة من دول الخليج يواسونها ويعرضون عليها المساعدة مجدداً لحل مشكلتها".وتقول عنها رفيقة دربها المجاهدة فاطمة أوزقان في تصريح لصحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية في عدد الاثنين 14 / 12/ 2009 إن "جميلة بوحريد انتقلت إلى باريس للعلاج بعدما حصلت على تكفل من الدولة، ولكن وجدت نفسها في فندق غير لائق للإقامة، وعندما اشتكت للسفير الجزائري بباريس ميسوم صبيح لم تجد منه التجاوب المطلوب". وتضيف رفيقة درب الشهيدة الحية بالقول " قررت بوحريد بمجرد عودتها إلى الجزائر كشف المستور والحديث عما تعرضت له من إهانة".رسالة "جميلة"إلى السيد رئيس جزائر أردتُها مستقلة سيدي،أسمح لنفسي بلفت انتباهك إلى وضعيتي الحرجة، فتقاعدي ومعاشي الضئيل الذي أتقاضاه بسبب حرب التحرير لا يسمحان لي بالعيش الكريم، وكل من البقال والجزار والمحلات التي أتسوق بها يمكن لهم أن يشهدوا على القروض التي يمنحونها لي، ولم أتخيل يوما أن أعزز مدا خيلي بطرق غير شرعية أصبحت للأسف منتشرة في بلدي.أنا أعلم أن بعض المجاهدين الحقيقيين والمجاهدات يعيشون نفس وضعيتي، بل أسوأ منها، وأنا لم أقصد تمثيلهم بهذه الرسالة، ولكن من خلال موقعكم لا تستطيعون ولا تريدون معرفة فقرهم وحاجتهم.هؤلاء الإخوة والأخوات المعروفين بنزاهتهم لم يستفيدوا من شيء، والرواتب التي تمنح لهم لا تتجاوز المستحقات التي تمنح عامة لنواب المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، وكذا ما تتقاضونه أنتم وكل الذين يحومون حولكم.وبناء على هذا، أطلب منكم أن تتوقفوا عن إهانتنا وعليكم أن تراجعوا معاشنا الضئيل، وذلك حتى نُكمل الوقت القليل المتبقي لنا في هذه الحياة بما يتناسب مع الحد الأدنى من الكرامة.مع تحياتي الوطنيةجميلة بوحيردالجزائر في 09 ديسمبر 2009إخواني وأخواتي الجزائريين الأعزاءإنني إذ أتوجه إليكم بهذا الخطاب اليوم، فذلك لكونكم تمثلون هذا الشعب المتنوّع والدافئ والمعطاء الذي أحببته دوما. واليوم، أجدني مضطرة لطلب مساعدتكم.اسمحوا لي أولا أن أقدم لكم نفسي: أنا جميلة بوحيرد التي حُكم عليها بالإعدام في عام 1957 من طرف المحكمة العسكرية في الجزائر العاصمة.إنني أجد نفسي اليوم في وضعية حرجة، فأنا مريضة والأطباء طلبوا مني إجراء 3 عمليات جراحية خطيرة وجد مكلّفة لا يمكنني التكفل بها، سواء تكاليف الإقامة في المستشفى والعمليات الجراحية والعلاج والدواء والإقامة في فندق، حيث لا يسمح لي معاشي الضئيل والمنحة التي أتقاضاها بسبب حرب التحرير بالتكفل بكل هذه النفقات. ولهذا، أطلب منكم مساعدتي في حدود إمكانياتكم.وقبل أن أنهي رسالتي، أريد أن أشكرك بعض أمراء الخليج العربي الذين أعتبرهم إخواني من أجل سخائهم وتفهمهم، حيث عرضوا علي بعفوية وكرم التكفل بكل النفقات العلاجية، لكنني رفضت عرضهم.مع تشكراتى لكل الأخوات والإخوة الجزائريين وحناني الأخوي.جميلة بوحريدصدمة ودهشةخبر الاستغاثة الذي نشرته الصحف الجزائرية كان صادماً للعالم كله ، العالم الذي يعتبر جميلة بطلة شرفت بطولاتها الشعب الجزائري والأمة العربية من المحيط إلى الخليج ، ذكرت في رسالتها ، أنها تضطر إلى شراء حاجياتها بالديون، داعية من يريد التأكد إلى سؤال الجزار والبقال وأصحاب المحلات التي تتعامل معها.هذا الخبر دفع الكثيرين إلي التساؤل هل هكذا يكون تكريم بطلة لها تلك القامة العالية وهي في سنوات عمرها الخمس والسبعين، هل هكذا يكون التعامل مع من قدموا الروح والدم فداء للأوطان ، الخبر الصادم اعتبره الكثيرين دليلاً جديداً على واقع مؤلم، يشغلنا بانتصارات وقتية، لا قيمة لها بمرور الوقت، ويلهينا عن واجب صون كرامة الذين ضحوا بكل ما امتلكوا، وكانت الروح لديهم على الأكف، لأجل إيمانهم بعزة الأوطان، فلم تكن قضيتهم مجرد مباراة كرة قدم .لمن لا يعرف جميلة بوحريدولدت جميلة بوحريد بحي القصبة بالجزائر العاصمة وهي مجاهدة جزائرية تعد الأولى عربياً وتلقب بـ"الشهيدة الحية" كون الكثيرين من العرب وحتى الجزائريين يعتقدون أنها سقطت في ثورة التحرير التي شاركت فيها كفدائية وواحدة من حاملات القنابل، بسبب أنه حكم عليها بالإعدام عام 1957، وهي فضلت العيش في الظل منذ استقلال البلاد وإلى غاية اليوم.وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان، واصلت تعليمها المدرسي ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء ، مارست الرقص الكلاسيكي وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 حيث انضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في مقاهي وأماكن تجمعات الفرنسيين.ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم واحد، حتى تم القبض عليها عام 1957 بعد إصابتها برصاصة في الكتف بعدها بدأت رحلتها القاسية مع التعذيب من صعق كهربائي لمدة ثلاثة أيام بأسلاك كهربائية. تحملت التعذيب ولم تعترف على زملائها ثم تقرر محاكمتها صورياً يوم 11 (يوليو 1957، بعد انتهاء التحقيق، وبعد أن رفض عديد من المحامين الفرنسيين الاشتراك في الدفاع عن (جميلة بوحريد) لرفض المحكمة اطلاعهم على ملف القضية ولرفضها أيضاً استبعاد التحقيقات التي أخذت خلال جلسات التعذيب ، وصدر ضدها حكم بالإعدام وقالت وقتها عبارتها الشهيرة آنذاك: (أيها السادة، أنني أعلم أنكم ستحكمون على بالإعدام ، لأن أولئك الذين تخدمونهم يتشوقون لرؤية الدماء، ومع ذلك فأنا بريئة، ولقد استندتم في محاولتكم إدانتي إلى أقوال فتاة مريضة رفضتم عرضها على طبيب الأمراض العقلية بسبب مفهوم، والى محضر تحقيق وضعه البوليس ورجال المظلات وأخفيتم أصله الحقيقي إلى اليوم، والحقيقة أنني أحب بلدي وأريد له الحرية، ولهذا أؤيد كفاح جبهة التحرير الوطني، أنكم ستحكمون علي بالإعدام لهذا السبب وحده بعد أن عذبتموني ولهذا السبب قتلتم إخوتي، ولكنكم إذا تقتلونا لا تنسوا أنكم بهذا تقتلون تقاليد الحرية الفرنسية ولا تنسوا أنكم بهذا تلطخون شرف بلادكم وتعرضون مستقبلها للخطر، ولا تنسوا أنكم لن تنجحوا أبداً في منع الجزائر من الحصول على استقلالها )وقد خرجت صرخة جميلة من قاعة المحكمة إلى أرجاء العالم، و ثار العالم من أجل جميلة، ولم تكن الدول العربية وحدها هي التي شاركت في أبعاد هذا المصير المؤلم عن جميلة فقد انهالت على (داج همرشولد) السكرتير العام للأمم المتحدة وقتها البطاقات من كل مكان في العالم، تقول: (أنقذ جميلة) وبعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية الزملاء عام 1962، ولم يتم إعدام جميلة بوحريد كما حكمت المحكمة ،. وعندما أطلق سراح جميلة، تزوجت بعد أشهر من محاميها.رمز للتحرر والوطنيةبعد الاستقلال، تولت جميلة رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، لكنها اضطرت للنضال في سبيل كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها مع الرئيس آنذاك، أحمد بن بلة ،وقبل مرور عامين، قررت أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد، فاستقالت وأخلت الساحة السياسية. لكن العالم ما زال يعتبرها رمزاً للتحرر الوطني.مع استعادة الجزائر لسيادتها الوطنية، خرجت جميلة من السجن لتعيش حياتها مثلها مثل أي مواطن عادي رافضة تولي أية مسؤولية أو الاستفادة من أي امتياز، معتبرة أن ما قدمته للوطن كان واجبا لا يحق لها أن تأخذ مقابله أي ثمن.في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، كانت أبواب رئاسة الجمهورية تفتح دوماً أمام البطلة الجزائرية التي كانت تلجأ من حين لآخر لبومدين من أجل حل مشاكل بعض المجاهدين الذين يقصدونها، وكان الرئيس لا يرد لها طلبا.جميلة هي ذلك النموذج العربي لجان دارك البطلة الفرنسية ، جميلة هي المرأة المجاهدة التي شرفت الوطن العربي كله صارت الآن تستجدي حكومتها لأجل علاجها ، ثم من بعد ذلك ترجئ إجراء ثلاث عمليات جراحية خطيرة، لعدم امتلاكها ما يكفي للإنفاق عليها.جميلة بوحريد تستغيث، هل الخطأ فيها أم في هذا الزمن الذي صارت فيه كرة قدم تقيم الدنيا ولا تقعدها ، وتحدد مصائر شعوب وتقطع أواوصر عروبة وإخوة وتاريخ ودين .قدر جميلة أنها تعيش الآن في عصر يأكل أبطاله ورموزه ولا يحتفي إلا بالقدم والكرة ، وأنها ولدت في أوطان لم تعد تحتفي بالنضال أو المناضلين ، ولو أنها ولدت في مكان آخر لصارت نموذج للنضال ورمز للوطنية وصارت لها مرتبة القديسين مثل الفرنسية جان دارك ، عفوا جميلة هذا ليس زمنك هذا زمن لم يعد فيه أبطال ولم تعد للبطولة مكان .في عام 1961 كتب الشاعر الراحل نزار قباني قصيدة تحمل اسم جميلة بوحريد وهزت الدنيا بأسرها ، وقد وردت في ديوانه حبيبتي الذي صدر عام 1961م من القرن الماضي، وإليكم القصيدة .الإسم: جميلة بوحيردرقم الزنزانة: تسعونافي السجن الحربيّ بوهرانوالعمر اثنان وعشروناعينان كقنديلي معبدوالشعر العربيّ الأسودكالصيف ॥كشلاّل الأحزانإبريق للماء॥ وسجّانويد تنضمّ على القرآنوامرأة في ضوء الصبحتسترجع في مثل البوحآيات محزنة الإرنانمن سورة (مريم) و(الفتح)الإسم: جميلة بوحريدإسم مكتوب باللهب ..مغموس في جرح السحب في أدب بلادي. في أدبي ..العمر اثنان وعشرونا في الصدر استوطن زوج حماموالثغر الراقد غصن سلامإمرأة من قسطنطينةلم تعرف شفتاها الزينةلم تدخل حجرتها الأحلاملم تلعب أبدا كالأطفاللم تغرم في عقد أو شاللم تعرف كنساء فرنساأقبية اللذّة في (بيغال)الإسم: جميلة بوحريدأجمل أغنية في المغرب أطول نخلهلمحتها واحات المغرب أجمل طفلهأتعبت الشمس ولم تتعب يا ربّي . هل تحت الكوكب ؟يوجد إنسانيرضى أن يأكل .. أن يشربمن لحم مجاهدة تصلب ..أضواء ( الباستيل) ضئيلةوسعال امرأة مسلولة ..أكلت من نهديها الأغلال أكل الأندال( لاكوست) وآلاف الأنذالمن جيش فرنسا المغلوبةإنتصروا الآن على أنثىأنثى .. كالشمعة مصلوبةالقيد يعضّ على القدمينوسجائر تطفأ في النهدينودم في الأنف .. وفي الشفتينوجراح جميلة بوحريدهي والتحرير على موعدمقصلة تنصب .. والشراريلهون بأنثى دون إزاروجميلة بين بنادقهمعصفور في وسط الأمطارالجسد الخمريّ الأسمرتنفضه لمسات التيّار وحروق في الثدي 3الحلمة ..في .. في .. يا للعار ..الإسم: جميلة بوحيردتاريخ: ترويه بلادييحفظه بعدي أولادي تاريخ امرأة من وطني جلدت مقصلة الجلاّد ..إمرأة دوّخت الشمسا جرحت أبعاد الأبعاد ..ثائرة من جبل الأطلس يذكرها الليلك والنرجس يذكرها .. زهر الكبّاد ..ما أصغر( جان دارك ) فرنسافي جانب( جان دارك ) بلادي
محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق