ليلة الأمس اندلع حريق هائل في مبني المجمع العلمي الكائن بشارع قصر العيني بعد إلقاء الزجاجات الحارقة, مما أدي إلي إنهيار جدران المبني,وبرغم جهود اخماد النيران واستخدام الحواجز الحديدية للفصل بين المبني والمحتجين إلا أن الاشتباكات ظلت تتزايد بين المحتجين وقوات الجيش,
وكانت الحجارة تتطاير يمينا وشمالا في كل الاتجاهات وكأنها حرب الحجارة وبعد أن أخلي الجيش بعض مناطق الاشتباكات بدأت بعد ظهر أمس عودة مجموعات من المحتجين إلي ميدان التحرير لكنها لم توقف حركة المرور, وإستمرت المجموعات في رشق قوات الجيش بالحجارة أثناء عودتها إلي منطقة قصر العيني وظل الكر والفر يتكرر في عدة مناطق مجاورة للميدان, وقامت قوات الجيش بفض الخيام والمستشفيات الطبية ونقلوا المصابين إلي سيارات الاسعاف, كما تم القبض علي عدد من المحتجين ومثيري الشغب وسط هتافات ومطاردات أمنية في الشوارع المحيطة وصعد أفراد من قوات الأمن إلي أسطح العقارات المطلة علي الميدان لضبط كل كاميرات القنوات الفضائية ومنع المتسللين.. ومعرفة ما إذا كان هناك من يمارسون أنشطة مخالفة للقانون خاصة في الشقق المؤجرة.. بجوار الميدان.وبرغم محاولات قوات الجيش إخلاء الميدان سرعان ما كانت تعود مجموعات المحتجين بعد نحو الساعة وفي شارع قصر العيني عكفت قوات الحماية المدنية علي مكافحة الحرائق التي اشتعلت في عدد من المباني الحكومية ومنها المقران الإداريان الشعب والشوري والمبني التاريخي لهيئة الطرق والكباري والنقل البري والمجمع العلمي.وطاردت قوات الجيش عددا من المتظاهرين والمحتجين الذين هرعوا إلي ميدان طلعت حرب وبعض الأماكن المجاورة له خوفا من القاء القبض عليهم والذين أكدوا لنا اصرارهم علي العودة إلي ميدان التحرير وأنهم سوف يجددون الاعتصام.الأمر الذي دعا قوات الجيش إلي الابتعاد عن الميدان والعودة إلي خطها الأول في تأمين المباني والمنشآت الحكومية بعد اكتشاف عدد من الاصابات بين أفراد وجنود القوات المسلحة.وجلس المتظاهرون علي رصيف شارع طلعت حرب مرددين هتافات يسقط يسقط حكم العسكر وغيرها من الكلمات التي تندد بما يحدث.وقد ألقت قوات الجيش القبض علي أربعة من المتظاهرين منهم سيدة في عقدها الرابع كانت تقوم بالتهاف ضد الجيش وكانت ترتدي جلبابا أسود وتضع طرحة بيضاء وفتاة أخري في العقد الثالث واثنان من الشباب.بينما أصيب ثلاثةمن الجنود جراء رشقهم بالحجارة من قبل المتظاهرين علي الرصيف.وكان رجال القوات المسلحة قد بدأوا في الساعات الأولي من صباح أمس بوضع حواجز واسلاك شائكة حول منطقة مجلس الوزراء ومجلس الشعب والشوارع المؤدية اليهما سواء من ناحية شارع قصر العيني أو من ناحية ميدان التحرير كما تم ارسال تعزيزات أمنية إلي مكان الأحداث في الوقت الذي استمرت فيه الاشتباكات بين قوات الجيش والمتظاهرين من ناحية مجلس الشعب وتبادل التراشق بالحجارة كما تم استخدام خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين قاموا بتكثيف هجماتهم ناحية القوات خاصة بالقرب من مبني المجمع العلمي المصري التابع لمجلس الشعب والذي نشبت فيه النيران وتم تدميره بالكامل, كما دوت انفجارات داخل المبني حيث قام بعض المتظاهرين بإلقاء اسطوانات البوتاجاز داخل النيران وقد خرجت منه السنة اللهب والدخان الكثيف الذي غطي سماء ميدان التحرير بالكامل.وظلت النيران مشتعلة به لأكثر من ثلاث ساعات وعلي الجانب الآخر كانت هناك جبهتا قتال وتراشق بالحجارة بين المتظاهرين واحدة في شارع قصر العيني من جهة التحرير والأخري من ناحية سور المجلس المجاور لمبني الجامعة الأمريكية كما ظلت النيران مشتعلة في المبني التابع لهيئة الطرق والكباري في حوالي الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس, احتدت المواجهات وتمكن خلالها المتظاهرون من تحطيم مبني سور مجلس الشعب واقتحموا الحديقة المحيطة بمبني مجلس الشعب وقاموا بالاستيلاء علي خراطيم المياه التي كانت تستخدمها القوات لتفريقهم وانتقلت الاشتباكات الي داخل المبني وبعدها قامت قوات الجيش بتكثيف هجماتها علي المتظاهرين وسمع صوت دوي طلقات نارية وهرول المتظاهرين الي خارج المبني في اتجاه ميدان التحرير وظلت قوات الجيش تطاردهم وتم اقتحام ميدان التحرير واستخدمت القنابل المسيلة للدموع حتي فرضت قوات الجيش سيطرتها علي الميدان.واستمرت عمليات الكر والفر حتي سيطرت اجهزة الأمن علي كوبري قصر النيل بالكامل الذي ما لبثت أن جاءت مسيرة من اتجاه الدقي بعد أن جمع المتظاهرين أنفسهم مرة أخري, وتمكنت من الوصول إلي نهاية الكوبري في اتجاه ميدان التحرير لتبدأ مصادمات عنيفة بين المتظاهرين والجيش بهذه المنطقة لتتمكن خلالها قوات الجيش من السيطرة علي الكوبري مرة أخري حتي منطقة الأوبرا كما استمرت المواجهات علي الجانب الآخر حتي وصلت إلي ميدان طلعت حرب وفي تلك الاثناء سقط عشرات المصابين الذين قامت سيارات الاسعاف بنقلهم إلي مستشفي قصر العيني.كما تم إغلاق منافذ مترو الانفاق ومنع صعود ونزول أي شخص منها.وخلفت الأحداث مزيدا من التدمير والتكسير وتحطيم زجاج بعض السيارات الخاصة وعربات الباعة الجائلين وواجهات بعض المحال والمناطق السكنية المجاورة للأحداث, وقد لوحظ استعانة قوات الجيش بأفراد من رجال الشرطة المدنية مرتدين الزي المدني لازالة مخلفات الأحداث من علي الأرض بعد سيطرة القوات المسلحة علي مداخل ومخارج ميدان التحرير بعد ظهر أمس.وفي الوقت الذي يحلم فيه المصريون بأن تهدأ الأوضاع كانت قوات الدفاع المدني تبذل جهودا خارقة لمساعدة الأهالي للسيطرة علي حريق مبني المجمع العلمي الملاصق لمبني مجلس الوزراء, بعد أن ظهرت به بعض الشروخ التي أدت إلي انهيارات جزئية فيه أثناء عملية الاطفاء.وفي وسط حالة الحزن ظهر بعض الشباب المخلصين يرددون هتافا واحدا الشعب والجيش إيد واحدة وسعي الشباب إلي فض الاشتباكات والمدهش أن حركة المرور لم تتوقف والتدفق البشري ظل مستمرا حتي في المناطق المجاورة للأحداث.. في حين كانت هناك مجموعات أخري تهتف ضد المجلس العسكري مطالبة بتسليم السلطة إلي سلطة مدنية.وقد لوحظت عمليات النهب والحرق المنظمة لمبني الطرق والكباري والمجمع العلمي كما تم ضبط عناصر مندسة بين المتظاهرين تحاول اقتحام مجلس الوزراء وتصدت لها عناصر التأمين بالمجلس فضلا عن ضبط مجموعات تخريبية تحاول سرقة وثائق المجمع العلمي المصري أو حرقها
المصدر: الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق