الشيخ - محمود عاشور , د/ احمد عمر هاشم
وفي نظر وسائل الإعلام, التي تروج للأسف بسطحية مايردده العوام, او تستجيب لرغباتهم.. ولكن الحقيقة بعيدا عن هذا وذاك ـ ان الحكم بالشهادة امر ديني؟ ينظمه الشرع وفقا لقواعد محددة بنصوص ثابتة.
أولي هذه القواعد يحدثنا عنها فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية والتي تحددت بموجب حديث نبوي ينص علي الآتي: إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار.
ولما سئل الرسول صلي الله عليه وسلم عن سبب مصير المقتول, قال لانه كان حريصا علي قتل صاحبه.
ويوضح الشيخ عاشور ان القتل بالسيف ينطبق كذلك علي اي وسيلة أخري من شأنها ازهاق الروح وقتل الآخر.
إلا ان هذه القاعدة لها استثناؤها الموضح بحديث شريف اخر يجيز للانسان قتل المعتدي علي ارضه, او ماله, أو نفسه من قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد.
اما المعتدي فيكون في النار, وهذا الدفاع عن النفس والمال ـ يضيف الشيخ محمود عاشور ـ مرتبط بعدم إلقاء النفس في التهلكة والدفع بها إلي المخاطر دون قضية حقيقية تستحق ذلك, فمقاومة الظلم, والتصدي للفساد, والانحراف, من الأمور التي تستوجب الدفاع والصمود لأن الرسول صلي الله عليه وسلم وصفها بانها نوع من الجهاد بل افضله: افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.
وهذا ينطبق علي من خرجوا في ثورة25 يناير ضد حاكم ظالم وضد نظام فساد, اما الآن فليسوا مجاهدين ولاتنطبق عليهم احكام الجهاد ولا الشهادة لاننا لانعلم ضد اي شيء يجاهدون؟!
الدكتور احمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية يفرق بين نوعين من الجهاد:
احدهما في ميدان القتال ضد اعداء الوطن أو اعداء الدين, وبين الجهاد داخل البلد ضد المفسدين أو المغتصبين للحكم وللمال العام.
ويري ان من حق المظلوم وصاحب الحق ان يدافع عن نفسه ضد من سلب حقه.. دون افساد في الأرض.. او اضرار بممتلكات ابرياء لاذنب لهم.
وبعيدا عن آراء علماء الدين كان سؤالنا للدكتور عادل عبدالغفار استاذ الاذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة حول دور وسائل الاعلام بجميع انواعها المرئية والمسموعة والمقروءة في الترويج لحكم الشهيد علي كل القتلي في الأحداث التي تشهدها الميادين والمنشآت في الفترات الأخيرة حيث لايتم ذكر اعداد القتلي دون ان تلحق بهم صفة الشهداء!!
استاذ الإعلام اكد لنا خطأ الاستخدام الدائم لهذا الوصف دون رجوع إلي أهل العلم, خاصة المؤسسة الدينية الرسمية الممثلة في الأزهر الشريف ودار الافتاء.. باعتبارها الجهة التي تحدد لنا الأحكام الشرعية في جميع الأمور التي تخص المجتمع وقضاياه.. ويضيف.. بالطبع أرفض ان تروج وسائل الإعلام لأحكام دينية, دون رجوع إلي المصادر الموثوق بها, ولا يصح ان نفعل ذلك انسياقا مع الرأي العام المجتمعي, لان وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في تصحيح المفاهيم.. وقيادة الرأي العام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق