وهناك ايضا قنوات تخصصت في الأخبار لكن يسهل ان يدرك المشاهد أنها ليست محايدة تماما وإنما لها أهداف تدفعها لتقديم الأخبار بصورة موجهة, أما القنوات الدينية فصارت هي الأخري تدعو إلي تيارات بعينها وتتهم غيرها ممن يخالفها..
والسؤال الآن: ماذا يفعل المشاهد؟ ومن أي مصدر إعلامي يحصل علي المعلومات الصحيحة؟
ما رأي خبراء الاعلام وعلماء الدين وقطاعات المواطنين؟ هذا ما نرصده في السطور التالية:
يقول الدكتور فاروق أبو زيد نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وعميد كلية الاعلام إن معظم القنوات الفضائية3 انواع الأول تابع للدولة واتحاد الاذاعة والتليفزيون وهذه القنوات تعبر عن الموقف الرسمي ولا تتمتع بالاستقلال الكامل وبالتالي فهي أقرب للتعريف بسياسة الحكومة ويوجد نوعان من القنوات الخاصة سواء المصرية أو القنوات الخاصة العربية وبالنسبة للقنوات الخاصة المصرية فإن من الغالب والأعم يملكها رجال الأعمال باستثناء قنوات يملكها رئيس حزب الوفد ويوجد علي الساحة رجال اعمال يحافظون علي درجة عالية من الاستقلال وبالتالي تقدم قنواتهم برامج مؤثرة مثل التوك شو وتسمح بالحرية, والصوت العالي أما القنوات الدينية سواء الاسلامية أو المسيحية فهي تسمح باشعال الصراعات, والمشاحنات والخلافات حول موضوع فكري وعقيدي وهذه سلبية من سلبيات الفضائيات وبالنسبة للقنوات الاخبارية العربية فإن بعضها محايد والبعض الاخر لها اتجاهات مضادة لمصر ويتسم انحيازه الشديد لأغراض اخري.
ليلى عبد المجيد - و - عبد المعطى بيومى - و - محاسن على حسن
وتقول الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميد كلية الاعلام بجامعة الاهرام الكندية ان هناك بعض القنوات تحتاج الي معالجة مهنية لجميع القضايا بعيدا عن الإثارة وعدم التوازن في العرض, والطرح حيث توجد حالة من البلبلة والحيرة وأصبح المواطن حائرا بين هذه القنوات فلابد من تحديد الهدف وتحكيم العقل والبعد عن العواطف خاصة أننا نتأرجح منذ عشرة اشهر بعد ثورة25 يناير الي الان والمجتمع يحتاج الي ان يعيد استقراره ويجب ان تتعامل هذه القنوات بموضوعية لأن نسبة المشاهدة فيها عالية جدا.
ويقول الدكتور عبدالمعطي بيومي عميد كلية اصول الدين بجامعة الأزهر سابقا وعضو بمجمع البحوث الاسلامية إن جو الحرية كشف عن مفاجآت ببعض القنوات التي تعتبر الدين تكاليف شرعية صعبة وشاقة ومتعددة ويبدو الدين صعبا رغم ما فيه من تسامح ورحمة والغريب ان معظم الذين يعتلون منابر هذه القنوات أشخاص لم يدرسوا في الأزهر وليس عندهم الثقافة الإسلامية وعلومها. ولم يدرسوا دراسة منهجية فاكتفوا بالتعامل مع الألفاظ علي ظاهرها دون معانيها الحقيقية التي يفرضها المسياق أو المناسبة وهناك قنوات أخري لا تهتم بالجانب الديني بجانب ماتهتم بإثارة الغرائز وتزييف الواقع وترويج الشائعات بحيث تتحول الشائعة الي واقعة غير حقيقية يظنها الناس وقعت بالفعل, ثم تبحث وراء هذه الشائعة وتستنزف الوقت والجهد بحيث لا تجد في النهاية أثرا أو يجري تضخيمها.
قنوات تأخذ لنفسها خطا معينا لاتحيد عنه ولها وجهة نظر تريد أن تفرضها علي الجميع, فتتوسع في نشر ما يتفق مع هواها واتجاهاتها السياسية والفكرية وتهمل بقية صور الحياة الأخري والتيارات التي لا تتفق معها وهذه أحادية في التفكير ومن يدير هذه القنوات يتصلب في رأيه ويتظاهر بقبول الحوار, وهناك قنوات أخري تكتم الحقائق ونحن في عالمنا العربي في حاجة إلي إعلاميين أمناء مع أنفسهم وشعوبهم ومع الله قبل كل شيء وبعد كل شيء.. فلابد من الضمير الإعلامي النزيه المحايد الذي يستهدف الحقيقة وينشرها, لأن الإعلام هو الذي يكون الرأي العام والأفكار الشعبية وهو أخطر من المدرسة ومن المسجد لأن المدرسة مشغولة بمناهجها لتلاميذها فقط, والمساجد مشغولة بمن يأتي إليها فقط, أما التلفزيون فهو يجمعهم, ولذلك أقترح أن تكون هناك مادة في كلية الإعلام تهتم بالقيم الأخلاقية والدينية التي يجب أن تحتل مكانا في ضمير كل إعلامي.
وتقول الدكتورة محاسن علي حسن أستاذ الأمراض العصبية والنفسية بكلية الطب جامعة القاهرة. إن الفضائيات جاءت ببعض المتطرفين والمتشددين سواء كانوا من بعض التيارات الدينية أو السياسية, حيث إن مصر دولة اسلامية وسطية معتدلة وقامت الفضائيات بتجسيم هذا الرعب الشديد من بعض الشيوخ المتشددين وأصبح هناك خوف حقيقي لدي جميع الناس منهم, فلابد علي الفضائيات أن تحرص علي استضافة المعتدلين وأن يظهروا الحقائق فقط دون تضخيم أو مبالغات.
وتساءلت: ما هو دور وزير الإعلام في السماح لهذه القنوات بالبث المباشر في ظروف صعبة تمر بها البلاد؟ حتي أصحبت هناك أكثر من001 قناة تذيع بثا مباشرا من ميدان التحرير
وهناك قناة هدفها الأول هو رصد كاميرا علي ميدان التحرير وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء بدون تعليق من أي من المذيعين وهذه القناة تعمل طوال الـ42 ساعة, وهذا كله ينعكس سلبا علي نفسية المشاهد مما جعل الشعب المصري في حالة اكتئاب تام وإحباط شديد مما يحدث أمامه ولايستطيع أن يفعل شيئا.
ويقول مصطفي كامل محرم رئيس مدينة سلسيل بالدقهلية سابقا ان معظم رجال الأعمال يتجهون لفتح قناة فضائية ويسعون فقط لجلب الإعلان دون أي اعتبار لبث أي أفكار هدامة للوطن ويجب أن يكون البث الفضائي من مؤسسة ثقافية وتعليمية وليس من رجال أعمال يخضعون للأهواء ويذيعون أي شيء سواء كان صحيحا أو مغلوطا, حتي إن بعض الفضائيات الآن تتدخل في تحديد مصير الوزراء ورئيس الوزراء.
المصدر: الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق