الأربعاء، 21 ديسمبر 2011
صناعة الفوضي صناعة أمريكية
الفوضي الخلاقة اختراع أمريكي يستهدف تحلل الأمم وانعدام الامن بها, وتراجع اقتصادها حتي تصبح كيانا هشا
وقد يتجه الأمر لاندلاع الحروب الأهلية في تلك الدول من خلال الصراعات المتجددة بين الفرقاء بها لتصبح تلك الدول معتمدة علي الغرب من خلال المعونات فتفقد قرارها المستقل, ولواشنطن تاريخ طويل في إسقاط الانظمة وابدال اخري موالية لها بها لكنها لم تستطع الوقوف امام منطقة الشرق الاوسط التي نبعت الديمقراطية من داخلها حتيوقفت كالبطة العرجاء طويلا امام الثورات العربية في بدايتها حيث لم تكن قادرة علي قراءة المشهد بالكامل ولم تستطع الحكم علي الامور سريعا بالنسبة لشعوب تذهب بإرادتها الي صناديق الاقتراع لأول مرة في انتخابات نزيهة لم يكن واضح لواشنطن من الذي ستؤول اليه الامور في اعقابها وكيفية تعاملها معه بعد دعم طويل من جانبها للديكتاتوريات التي انهارت مثل مبان كانت آيلة للسقوط.وإذا عدنا تاريخيا الي الوراء فانه مع ترنح الامة الامريكية تحت وطأة القنابل واعمال الشغب بعدما تحولت الاحتجاجات ضد حرب فيتنام داخل الولايات المتحدة الامريكية الي العنف, كلف الرئيسان الامريكيان السابقان جونسون ونيكسون وكالة المخابرات المركزية( سي أي إيه) بتحديد الحكومات المعادية وتعزيز الاضطرابات القاتلة داخلها بتحريض جماعات قومية سوداء مثل( حزب الفهود السوداء)(BPP) واليسار الجديد مثل حركة طلاب من اجل مجتمع ديمقراطي(Sds)كتاب حملة وكالة المخابرات المركزية الامريكية لنشر الفوضي للمؤلف فرانك رافلكو الصادر عن معهد الصحافة البحرية في328 صفحة يشرح كيفية قيام المخابرات الامريكية بأدوار سرية لنشر الفوضي لدي الانظمة المعادية الي جانب الايهام بوجود أياد خفية تستهدف الداخل الامريكي ايضا.العديد من نشطاء السلام الامريكيين قاموا بجولات في كوبا وتونس لتدريب الميليشيات هناك حيث اصبح العنف اداة ثورية لاسقاط الانظمة, وفورا تم انشاء مجموعة العمليات الخاصة للمخابرات المركزية والمعروفة داخل واشنطن باسم( الخدمات السرية) واطلق عليها اسم( الفوضي) وتخصصت في الادوات الاساسية من التجسس والتنصت علي المكالمات الهاتفية وتجنيد العملاء.كضابط في المخابرات الامريكية لمدة32 عاما يكتب مستر فرانك رافلكو بنظرة خبير مكافحة التجسس, وهو مؤلف لاربعة مجلدات تتبع تاريخ مكافحة التجسس, وتتضمن المجلدات وثائق وكالة المخابرات المركزية الامريكية لنشر الفوضي في الدول المعادية لامريكا.ويقول المؤلف إن نشر المخابرات الامريكية للعنف لم يقتصر علي الخارج فقط بل كان يحدث داخليا ايضا لاظهار ان الولايات المتحد تواجه خطرا كبيرا, ويقول المؤلف ان الشخص الذي كان يعمل علي إثارة العنف الداخلي هو بيل ايرز وهو الذي افتخر بالاعتراف انه مسئول عن ادارة شرطة مدينة نيويورك والكابيتول والبنتاجون وتفجير القنابل بهم, وكان ايرز قد ضم البيت الابيض الي هذا النطاق ايضا حتي في عهد الرئيس الامريكي الحالي باراك اوباما, ويقول ايرز: اشعر اننا لم نفعل الكثير في هذا النطاق علي حد قوله.وكان ايرز يريد من وراء ذلك كما يقول المؤلف أن يظهر أن هناك ميليشيات داخلية تحاول تقويض الولايات المتحدة.ويقول المؤلف ان المخابرات الامريكية تعمل خارج حدود القانون بالنظر الي ان ميثاقها لايسمح للامريكيين بالتحقيق مع الوكالة الاستخباراتية.ويشير المؤلف الي ان فرق المخابرات الخاصة كانت تحرص علي ايجاد ادلة مباشرة تشير الي ان هناك قوة اجنبية وراء الحركات المناهضة للحروب في داخل واشنطن.وحقيقة ان السوفيت والكوبيين تعرضوا لعصابات واسعة النطاق تعمل علي التخريب السياسي وتلقين التدريب للمتطرفين في الداخل والخارج.شوهنا وقعت الولايات المتحدة الامريكية ـ وفقا للمؤلف ـ في ازدواجية الاساليب الثورية للاطاحة بالحكومات المعادية وارتداء عباءة الاصلاحيين في نفس الوقت.ويعترف المؤلف بان امريكا كانت قادرة علي صناعة الفوضي سواء في وقت حرب فيتنام أو الآن
المصدر: الاهرام المسائي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق