الثلاثاء، 17 مايو 2011

مخاوف إسرائيلية من تولي العربي أمينا عاما لـ الجامعة العربية



وسط ترحيب عربي كبير نجحت مصر في الاحتفاظ بمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، بعد اختيار وزير الخارجية المصري، نبيل العربي، كأمين عاما للجامعة العربية خلفا لمواطنه السيد عمرو موسى، الذي يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، وتعهد الدكتور نبيل العربي بالعمل على تعزيز العمل العربي المشترك وتحقيق طموحات الشعوب العربية.
تطوير الجامعة العربية
اختيار العربي الذي يحظى بالتقدير مصريا وعربيا ودوليا في هذا التوقيت يلقي على عاتقه العديد من التحديات نظرا للظروف والأجواء الاستثنائية التي تعيشها المنطقة العربية حاليا على صعيد الثورات الشعبية في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا، فالثورة نجحت في مصر وتونس حتى الآن في الوقت الذي ما زالت ليبيا واليمن وسوريا تشهد المزيد من حمامات الدماء بسبب الاستخدام المفرط للقوة ضد الثوار والمتظاهرين دون وجود دور واضح للجامعة العربية في وقف نزيف الدماء في تلك البلدان أو القيام بدور فاعل في التعامل مع ملف الثورات العربية.

فالتحدي الآن هو تطوير الجامعة العربية من الداخل لكي تستطيع مواكبة التغييرات التي تحدث في العالم العربي من خلال مشروع سياسي واضح إزاء القضايا الرئيسة التي تواجه المنطقة ومنها على سبيل المثال تفعيل التعاون السياسي والاقتصادي العربي، ومواجهة الأطماع الإيرانية والغربية في المنطقة وما يمثله ذلك من تأثير على الأمن القومي العربي في هذه الفترة وخاصة الصراع العربي الإسرائيلي خاصة على المسار الفلسطيني والمعروف عن العربي مواقفه المتشددة ازاء اسرائيل ومساندته لحقوق الشعب الفلسطيني .

كما يمثل استمرار الاحتلال الامريكي للعراق، وقضية السودان والاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية في فلسطين ولبنان وسوريا وقضايا المياه ونزاعات المياه العربية الاسرائيلية قضايا ذات اهمية كبرى على اجندة الجامعة العربية .
فوز مصر بالمنصب
وفقا للمواقف السياسية والوطنية للدكتور نبيل العربي فهل يمكن أن يدفع الجامعة العربية على مسار الإصلاح عبر رؤية ثورية للقيام بالدور المنوط بها في خدمة الشعوب والقضايا العربية خاصة انه حظي بإجماع وتوافق عربي كبير لاختياره كأمينا عاما للجامعة العربية في هذه الفترة ذات الحساسية الشديدة على المستوى السياسي العربي الذي يشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي .

فاختيار العربي جاء بعد اجتماع ثنائي بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية المصري، قبيل اجتماع مجلس الجامعة انتهى إلى اتفاق على أن ترشّح مصر بديلاً للفقي وسحب قطر لمرشحها عبد الرحمن العطية .

وتم استبعاد المرشح المصري الدكتور مصطفى الفقي، بعد أن أثار ترشيحه جدلا واسعا بسبب ارتباطه بنظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، والاتهامات التي وجهت إليه في العام 2005 بتزوير الانتخابات التشريعية في دائرته ليفوز بعضوية مجلس الشعب المصري، كما أن الفقي لم ينجح في الحصول سوى على تأييد 12 دولة عربية، فيما أيّدت تسع دول عربية المرشح القطري، بينما يتطلب انتخاب أيّ مرشح تأييد 15 دولة عربية .

وأشارت مصادر صحفية إلى أن الأسبوع الأخير قد شهد مشاورات مكثفة بين المجلس العسكري ووزارة الخارجية المصرية مع عدد من الدول العربية المتحفظة على ترشيح القاهرة للفقي لأمانة الجامعة العربية، وأسفرت المشاورات عن تغيير الفقي من أجل الاحتفاظ بالمنصب العربي .

ومن جانبه أشار الدكتور مصطفى الفقي إلى انه ليس حزينا على سحب ترشيحه للمنصب، لانه كان يعلم أن هناك معارضة قطرية لتوليه هذا المنصب، وان الأهم هو أن يظل المنصب مصريا أيا كان المرشح له .



مخاوف إسرائيلية

وسائل الإعلام الإسرائيلية علقت على اختيار العربي أمينا عاما لجامعة الدول العربية، بأن العربي أصبح الآن يقود 22 دولة عربية ضد إسرائيل واصفة إياه بأنه " معاد للسامية " .
وذكرت صحف هاآرتس وجيروزاليم بوست ويديعوت أحرونوت، أن مخاوف الحكومة الإسرائيلية قد أصبحت أقوى مما كانت من قبل بعد تولي العربي المنصب نظرا لتاريخه المعروف بالعداء لإسرائيل بدءا من اتهامه لإسرائيل في الامم المتحدة بالإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وفي أعقاب ثورة الـ 25 من يناير نجح في توقيع اتفاقية مصالحة بين حركتي حماس وفتح من أجل رأب الصدع وإنهاء الانقسام الفلسطيني، كما وعد أيضا بفتح معبر رفح بشكل دائم من أجل رفع المعاناة عن أهل غزة، فضلا عن إعادة النظر في علاقة بلاده مع طهران .

ومن المتوقع أن ينعكس اختيار العربي لهذا المنصب على القضية الفلسطينية نظرا لإيمانه بحقوق الشعب الفلسطيني ومواقفه القوية إزاء إسرائيل التي وصلت إلى حد وصفه هو ورئيس الوزراء المصري عصام شرف بـ " المعادين للسامية .
يذكر أن الدكتور نبيل العربي قد تخرج في العام 1955 في كلية الحقوق بجامعة القاهرة ، ثم نال درجة الماجستير في القانون الدولى، ثم على درجة الدكتوراه فى العلوم القضائية من مدرسة الحقوق بجامعة نيويورك.

ترأس العربي وفد مصر فى التفاوض لإنهاء نزاع طابا مع إسرائيل (1985 - 1989)، وكان أيضًا مستشارًا قانونيًّا للوفد المصرى أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام فى الشرق الأوسط عام 1978، كما عمل مستشارًا للحكومة السودانية فى التحكيم بشأن حدود منطقة أبيى بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.

عمل العربى قاضيًا فى محكمة العدل الدولية من 2001 إلى 2006، وكان عضوًا بلجنة الأمم المتحدة للقانون الدولى من 1994 حتى 2001، ويعمل كعضو فى محكمة التحكيم الدائمة فى لاهاى منذ 2005، وشغل منصب رئيس مركز التحكيم الدولى، والقاضى السابق بمحكمة العدل الدولية، وتم تكليفه فى ديسمبر 2009 بإعداد الملف المصرى القانونى لاستعادة تمثال الملكة نفرتيتى من برلين، وفى 4 فبراير 2011، تم تعيينه عضوًا فى لجنة الحكماء التى تم تشكيلها أثناء اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011، إلى أنه تم تعيينه وزيراً للخارجية فى 7 مارس الماضى قبل أن يُختار اليوم أمينا عاما للجامعة العربية خلفا لعمرو موسى





المصدر : محيط







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق