السبت، 30 أبريل 2011

فيروسات الكمبيوتر‏..‏حرب الموساد الجديدة ضد إيران






برغم نجاح فيروس‏Stuxnet‏ في تعطيل أجهزة كمبيوتر البرنامج النووي الإيراني أو بالأحري عرقلة عمل المفاعلات لعدة أشهر فإن ما حدث يعد كارثة عالمية أضرت بالعديد من الدول وليست إيران وحدها.
علي حد وصف مسئولي بعض أجهزة المخابرات الغربية وخلف الكواليس تتبادل هذه الأجهزة الاتهامات فيما بينها عمن المسئول عن زرع هذا الفيروس الغامض الذي أصاب أكثر من‏100‏ ألف جهاز كمبيوتر حول العالم وهل تعطيل عمل المفاعلات الإيرانية لعدة أشهر يبرر الضرر الذي أصاب دول أخري في كل الأحوال فإن أصابع الاتهام تشير إلي تورط جهاز الموساد الإسرائيلي في هذه العملية ولفهم ما حدث يجدر بنا قراءة ملف الـ‏Stuxnet‏ وربطه بحوادث الاغتيالات التي طالت عددا من العلماء الإيرانيين في الفترة الأخيرة بالأمس اعتقلت إيران عددا من عملاء جهاز المخابرات الإسرائيلي بتهمة الوقوف وراء مقتل العالم‏'‏ مسعود علي محمدي‏'‏ استاذ الفيزياء النووية العام الماضي حينما وضع شخص مجهول دراجة بخارية مفخخة أمام منزله انفجرت فور اقتراب مسعود منها‏,‏ أما زميله وصديقه المقرب البروفيسور‏'‏ ماجد شهرياري‏'‏ استاذ الفيزياء النووية الذي يحمل العديد من الألقاب العلمية والذي شارك في إعداد جيل من العلماء النوويين الإيرانيين وكان من أبرز المشاركين في مشروع‏Sesame‏ وفي الفترة الأخيرة ساهم في تطوير المفاعلات النووية ومقالاته العلمية نشرت في دوريات كثيرة خارج إيران فقد لقي هو الآخر مصير مسعود فبعد أن استقل سيارته وبرفقته زوجته وحارسه الخاص تبعته دراجة بخارية تحمل شخصين وعندما توقفت السيارة بالقرب من ساحة انتظار سيارات بشمال طهران اقترب أحد الشخصين من باب السيارة ووضع شحنة ناسفة واختفي هو وزميله في لمح البصر وما هي إلا ثوان حتي حدث انفجار في الجانب الذي يجلس فيه شهرياري أودي بحياته واصيبت زوجته وحارسه‏,‏ وفي نفس التوقيت وفي حي آخر بطهران كان هناك عالم نووي آخر هو الدكتور‏'‏ فريدون عباس دواني‏'‏ في طريقه لمقر عمله بجامعة الشهيد بهشتي حيث اقتربت منه دراجة بخارية يستقلها شخصان لكن فريدون كان يقظا وأكثر حذرا من نظيره شهرياري فهو يمتلك حسا أمنيا نظرا لعمله السابق في الحرس الثوري الإيراني‏,‏ خبراء المخابرات في العالم أكدوا أن الانفجارين كانا بمثابة طلقتي وداع من‏'‏ مائير داجان‏'‏ رئيس الموساد قبل أن يترك منصبه وما أعلنه الرئيس الإيراني‏'‏ محمود أحمدي نجاد‏'‏ أخيرا كان محل اهتمام رجال المخابرات‏,‏ فقد عقد نجاد مؤتمرا صحفيا أعلن فيه عن تهديد جديد للبرنامج النووي الإيراني وهو فيروس ستوكسينت واتهم إسرائيل والحكومات الغربية بالضلوع في هذا الأمر‏,‏ في إسرائيل لم تحظ تصريحات نجاد باهتمام وسائل الإعلام علي الجانب الاخر أثار موضوع الفيروس اهتمام الكثيرين‏,‏ خبراء في مجال المخابرات وأجهزة الكمبيوتر في ألمانيا قالوا في تصريحات لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ان الفيروس سبب بالفعل ضررا ليس بسيطا للمشروع النووي الإيراني ويحتمل أن يكون قد عرقل تقدمه لعدة أشهر لكن في المقابل سبب أيضا ضررا كبيرا لمن أنتجه وطبقا لما كشفته السلطات الإيرانية فإن محاولة زرع الفيروس لم تبدأ في الشهور الأخيرة لكن قبل ذلك بفترة طويلة ففي عام‏2007‏ ألقت أجهزة الأمن الإيرانية القبض علي رجل أعمال باسم‏'‏ علي أشتري‏'‏ بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وحكم عليه بالاعدام ونفذ الحكم في‏28‏ نوفمبر عام‏2008‏ وفور القبض عليه نشرت السلطات الإيرانية صورا لاجهزة اتصالات قالت ان الموساد زود بها عميله في إيران واعترافات أشتري التي نشرتها يديعوت أحرونوت كشفت عن محاولات إسرائيل المستمرة وأساليبها المتعددة لعرقلة وتخريب المشروع النووي الإيراني والتجسس علي وحدات الصواريخ هناك وطبقا لاعترافات أشتري فإن الموساد سعي لتجنيده لكونه صاحب مكانة خاصة في إيران إضافة لكونه رجل أعمال مستقلا لايخضع لرقابة أجهزة الأمن وعلي مدي‏15‏ عاما نجح علي أشتري في أن يكون أهم مستورد لاجهزة الاتصالات وتوريدها للأجهزة الأمنية وطبيعة عمله هذه فرضت عليه السفر خارج إيران مرات عديدة لانهاء أعماله دون أن يثير الشك وعملاء أشتري أو زبائنه كانوا أجهزة أمنية إيرانية إضافة إلي هيئة الطاقة النووية ومراكز أبحاث ووحدات عديدة في الجيش الإيراني وأهمها وحدات الصواريخ‏,‏ وبمرور الوقت أصبح أشتري محل ثقة جهات حساسة في إيران جعلها تكشف أمامه عن تفاصيل عديدة عن أنظمة اتصالاتها وتشاورا معه حتي في مشروعات لم يكن مشاركا فيها واليوم بعد حوالي عامين من إعدامه قالت وسائل إعلام إيرانية إن جانبا من المعلومات التي نقلها للموساد عن نظم الكمبيوتر الموجودة في جهات حساسة في إيران استخدمتها إسرائيل فيما بعد لنشر فيروس‏Stuxnet‏ وطبقا لما كشف عنه أشتري في التحقيقات التي تمت معه فإن من أوقع به هم ثلاثة من عناصر الموساد أطلقوا علي أنفسهم أسماء جاك وشارل وتوني وتعرفوا عليه في اوروبا وعرضوا عليه التعاون في مجال اتصالات الأقمار الصناعية وهو مجال لم يتم اختياره اعتباطا فأجهزة الأمن الإيرانية التي تنتشر وحداتها في كل أنحاء إيران تستخدم أجهزة الاتصال عبر الأقمار الصناعية بشكل موسع وقضية أشتري كشفت أنه كان أول خطوة في محاولة زرع فيروس‏Stuxnet‏ في أجهزة كمبيوتر البرنامج النووي الإيراني‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق