السبت، 19 فبراير 2011

المفقودون‏ ..‏ وجع في قلب الثورة


‏برغم مرور أسبوع علي نجاح الثورة المصرية فإن المفقودين مازالوا يمثلون وجعا مؤلما في قلب الثورة‏,‏ ومازال ذووهم واقرباؤهم يأملون في عودتهم سالمين ان كانوا معتقلين أو الحصول علي أي معلومة تخص مصيرهم إن كان مجهولا‏.‏
وبحسب تقديرات لجنة الحريات في نقابة المحامين فان عدد المفقودين بلغ‏033‏ مفقودا‏,‏ تلقت اللجنة بلاغات بتعرضهم للاختفاء بالفعل خلال أحداث الثورة‏,‏ وذلك من قبل ذويهم وأهاليهم‏.‏هذه البلاغات تمت احالتها الي النائب العام‏,‏ كما يقول أحمد سليم أبوزيد المحامي وعضو اللجنة مضيفا ان عدد المفقودين مرشح لبلوغ آلاف‏,‏ وأن اللجنة مازالت تتلقي البلاغات بشأنهم‏.‏من جهتهم صمم ناشطون علي الفيس بوك صفحة بعنوان صفحة المفقودين في ثورة مصر كما خصصت جهات عدة خطوطا ساخنة لتلقي البلاغات حولهم‏,‏ وفي مقدمتها القوات المسلحة ونقابتا المحامين‏,‏ والصحفيين كما تكونت مجموعة شبابية تقوم علي أمرهم‏.‏طارق عهبداللطيف‏(36سنة‏)‏ مهندس ميكانيكا بشركة بترول لديه ابنتان مريم‏(6‏ سنوات‏)‏ وسارة‏(‏ سنة‏)‏ نزل للصلاة مع اصدقائه يوم الجمعة‏28‏ يناير بمسجد مصطفي محمود من اجل المشاركة في الثورة‏,‏ ولأن شبكة الهواتف المحمولة في ذلك الوقت كانت مقطوعة لم تستدل اسرته عليه‏.‏كنت أول من التقط الدعوة لمظاهرة‏25 يناير من علي الفيس بوك تقول زوجة طارق رانيا شاهين وتضيف اخبرته بأمرها فلم يعلق عليها إلا أنه مع النجاح الباهر لها‏,‏ قرر الا تفوته مظاهرة جمعة الغضب‏..‏ لكن أحد أصدقائه قال إنه اختفي بعد العاشرة مساء ذلك اليوم بميدان التحرير‏.‏فيما يقول شقيقه خالد عندما كنت أسأل عنه رأيت الكثيرين يسألون ايضا عن ذويهم الان يعترينا القلق ووالدتي منهارة ومن حقنا ان نعرف أين اختفي طارق؟ ولماذا؟يا ريت تحسوا بالثورة دي عبارة قالتها شقيقة زياد بكير المقيمة بالمانيا محرضة اياه علي المشاركة في الثورة‏...‏ قبلها لم يكن لزياد أي نشاط سياسي كما لم يشارك في أي مظاهرة وقد استجاب لشقيقتهانه فنان تشكيلي يضع كل احاسيسه في عمله‏.‏ لكنه شأن جميع المصريين لم يكن راضيا عن الاوضاع وعندما اختفي سارعت اخته بالعودة من المانيا للبحث عنه‏.‏تقول والدته مهندسة للديكور سوسن محمود فؤاد قرر زياد المشاركة في الثورة بعد موافقتي علي نصيحة اخته فذهب لصلاة الجمعة‏28 ‏ يناير بمسجد محمود كان مريضا بالانفلونزا قلت له خذ الدواء يا بني اجاب مسرعا لما اجي لكنه لم يعد‏.‏وتتابع الآن أجلنا احتفالنا بنجاح الثورة حتي وصوله الينا سالما وتضيف‏:‏ إنه درس في مدارس رهبان ويتمتع بالتزام اخلاقي صارم لا يدخن وينتقي الفاظه واحمل مسئولية اختفائه للرئيس المخلوع ووزير داخليته وعندما يعود سنرفع قضية عليهما باذن الله‏.


الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق