السبت، 19 فبراير 2011

المصـابون يروون تفاصيل معركة الثورة


بعد أن قضي شباب الثورة ‏18 ‏ يوما متواصلة بميدان التحرير استطاعوا خلالها الصمود أمام البلطجية الذين اعتدوا عليهم فيما أطلق عليه بعد ذلك موقعة البغال
والتي استشهد فيها‏11‏ شابا وأصيب الآلاف. التقت الأهرام بعض من اصيبوا سواء في موقعة الاربعاء الأسود أو في المصادمات التي وقعت بين الشرطة والمتظاهرين‏.‏وروي المصابون أسرار الأيام الأولي لأندلاع الثورة وبداية الدعوة لها ومشاهد الألم التي عاشوها عندما فقدوا أصدقاءهم الشهداء أمام أعينهم وهو الأمر الذي زادهم قوة وعزيمة لاستكمال الثورة حتي النهاية مهما كان الثمن‏.‏بدأ مرجان عبدالله ـ26‏ سنة ـ كلامه بقراءة الفاتحة علي أرواح الشهداء ليروي بعدها قصة اصابته في يده في موقعة الاربعاء الدامي حيث كان يستعد لالتقاط لأحجار من الأرض وإنحني قليلا‏,‏ وفي هذه اللحظة جاءته طوبة كبيرة من الرخام الثقيل علي يده ولم يشعر بها أثناء المعركة التي دارت بين من وصفهم ببلطجية النظام السابق ومعارضيه‏,‏ مشيرا الي أنه ظل متماسكا حتي لا يفقد حماسه وإحراره علي مطاردتهم‏.‏وأضاف أنه لم يبوح بما اصابه إلا بعد أن تم فض الاشتباك وعودتهم الي الميدان وهناك فوجيء بأشخاص آخرين فقدوا أصابعهم بسبب عبوات المولوتوف التي كانت تلقي عليهم من فوق أسطح العمارات المجاورة للميدان وآخرين فقدوا أبصارهم‏.‏ويلتقط زميله سامح السعيد‏24‏ سنة أطراف الحديث ليروي إصابته بطلق من الرصاص المطاطي الذي استخدمته قوات الشرطة في يوم جمعة الغضب وقال‏:‏ كنت أقف في مقدمة الصفوف التي كانت تمنع المتظاهرين بالاحتكاك برجال الشرطة في الوقت الذي جنود الشرطة يهرولون لتخويف المتظاهرين بقوتهم وفي اثناء ذلك اصابتني رصاصة وسقطت علي الفور ولم أشعر بشيء سوي وأنا يقدم لي الاسعافات الأولية في مستشفي الميدان وبعد إسعافي عدت حرة ثانية أكثر إصرارا لأخذ حقي رغم أن الرصاص كان لازال في رأس ولم تستطيع إخراجه لأنه كان يحتاج الي عملية جراحية‏.‏ويؤكد نعمان عبدالله أن هناك أصدقاء له سافروا الي السعودية لاستخراج الرصاصات التي ملأت إجسادهم بعد دعوة أولياء أمورهم بالسفر اليهم حيث يقيمون هناك‏.‏كما روي نعمان عبدالله عن إصابته في رأسه بواسطة طوب دبش كان يتم خلعه من الأرض بعد أن نفذت الأحجار التي كانت بحوزتهم مشيرا الي أنه تلقي العلاج علي الفور بعد أن تم إسعافه بمعرفة المستشفي الميداني وعمل غرزتين في الرأس ليعود مرة ثانية متقدما الصفوف لتوفير الأحجار لزملائه وإعادة روح النصر وعدم العودة للوراء‏.‏الدعوة الي الثورةوعن ذكريات يوم‏25 يناير أكد مرجان عبدالله‏26‏ سنة ويعمل مطربا في أحد الفنادق السياحية أنه تلقي دعوة من خلال الفيس بوك ومن خلال صفحة كلنا خالد سعيد بدأت أتحاور مع هؤلاء الشباب دون سابق معرفة من قبل ووجدت الفكرة تلقي قبولا لدي أوساط الشباب حتي فكرة اللقاء في‏25يناير يوم عيد الشرطة ليكون يوما أسودا علي هؤلاء الذين تسببوا في قتل خالد سعيد والدعوة لمسيرة يوم الجمعة التالي‏28‏ يناير في جميع المحافظات ونجحنا في ذلك وكانت المفاجأة في هذا اليوم إنه تم قطع الاتصالات والانترنت مما أصاب الشعب كله بغضب شعبي وخسائر مادية لهم من جراء ذلك العمل الغير مسئول مما ساهم في المزيد من الأصرار علي إسقاط هذا النظام الفاسد‏.‏أيام الصمودوحول الأيام التي قضاها في العراء وقال مرجان‏:‏ لم نشعر بشيء سوي التماسك رغم الظروف الصعبة التي مرت بنا وضغوط من الأهل بترك الميدان ولكن الوجوه كانت رافضة والاعداد تتزايد يوم بعد يوم لدرجة أننا لم نستطيع النوم لمدة‏3‏ أيام متتالية حتي بدأنا في ترتيب أنفسنا بضرورة ذهاب مجموعة للراحة أثناء النهار والعودة مرة ثانية في الليل للحفاظ علي وحدتنا وتماسكنا ومن خلال هذه الأيام تعرفنا علي أشخاص وأصدقاء جدد وبدأت أفكر في الغناء والطرب لهم من منطلق أنني مطرب وأطلقوا علي مطرب الثورة وكنت أبدأ الغناء في الواحدة صباحا ومن أهم اغنياتي سنه حلوة يا عميل30‏ سنة في الخدمة والنهاردة الرحيل‏.‏كما شاركت في صلاة القداس بأغاني المسيح لعبدالحليم حافظ مشاركة مني لعازف العود فادي ميخائيل الذي يعمل في الفرقة‏.‏لواء شرطة سابق قائد الجمالةويؤكد إسلام مجيب‏24‏ سنة لاعب كرة بأحد الأندية الشعبية وحاصل علي بكالوريوس تجارة أنه شعر بالدفء مع اصدقاءه أثناء الثورة تركت كل أعمالي من أجل نجاح الثورة والحصول علي الحرية التي افتقدناها لمدة‏30 سنة من ظلم وفساد واستبداد من جانب فئة كانت مستفيدة من النظام ولم أشعر بالجوع في أي وقت وكنا نتقاسم الطعام سويا وكان السميط هو القاسم المشترك في كل الوجبات التي تناولها بالاضافة الي قطع من الجبن والتمر في أغلب الأوقات وكلها كانت تأتي دون ترتيب أو اعداد سبق مع أحد مشيرا الي أن المطالب زاد سقفها بعد مرور أسبوع نظرا لزيادة التجارب من الشعب ونجحنا في أقامة‏5‏ أيام بمظاهرة مليونية وكانت بسبب العناد الملحوظ من جانب السلطة وحول أمنيات شباب ثورة‏25 يناير في المرحلة المقبلة أكد علي أهمية الاستجابة لمطالب الشباب والقضاء علي البطالة واتاحة المزيد من فرص العمل والغاء جهاز مباحث أمن الدولة وأقامة هيئة إعلامية مستقلة بعيدة عن النظام وتعبر عن الشعب‏.‏ ويلتقط زميله نعمان عبدالرحمن ليحكي قصة يوم الاربعاء الدامي حيث قال‏:‏ إن تفكير هؤلاء البلطجية بلغ من الغباء أن يحضروا لنا البغال والحمير والجمال ليفرقوا مليون مواطن مرابطون في الميدان منذ‏12 يوما وتحملوا الصعاب وبرودة الشتاء والأمطار التي تسببت في إغراق الخيام والبطاطين ولم يستطيعوا النوم في ذلك اليوم إيمانا منهم بقضيتهم‏,‏ مشيرا الي الشباب شعروا في ذلك بأن جنود الله كانت معهم في هذه اللحظة وكان هتافهم الله أكبر وهم يقذفون عليهم بالحجارة حتي قذف الله بجنوده الرعب في قلوبهم وتراجعوا وأستطاعنا القبض علي مجموعة من المشاركين معهم وتبين وجود لواء شرطة من بينهم وأمناء شرطة وعاملين برئاسة الجمهورية وأعضاء من الحزب الحاكم وتم اقتيادهم الي محطة مترو الأنفاق المخصصة لإحتجاز الموالين للنظام كما تم التحفظ علي‏3‏ من الجمال و‏4‏ سيارات ملاكي و‏8‏ خيول و‏3‏ موتوسيكل وتم تسليم هذه الغنائم الي الجيش الذي وقف بجانب الثورة وحافظ علي نجاحها‏.‏ويؤكد نعمان أنه لم يشعر بمرور هذه الأيام بسرعة لوجود تكاتف قوي الشعب من جميع الفئات مشيرا الي أنه التقي مع رياضيين مثل نادر السيد وسحر الهواري وفنانين أحمد عيد وأحمد العدل وشقيقة مدحت العدل ونهي العمروسي ود‏.‏مها يوسف ومني أبوالسعود زوجة نادر السيد وغيرهم من الذين شاركونا في الثورة‏.‏

الاهرام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق