أشعر بغيظ شديد عندما أسافر باريس وارى نهر السين هل تعلمون لماذا ؟لأنني أرى أن هذا النهر بالنسبة لنهر النيل العظيم هو مجرد ترعة صغيرة ولكنهم جعلوا من هذه الترعة الصغيرة جنة كبيرة ودجاجة تبيض ذهبا وفيرا ودعية للتقدم والحضارة أما نحن فقد أهملنا نهرنا العظيم فأصبح مقبرة للحيوانات وصرفا لمخلفات المصانع واسوا دعاية لمصر . إن الرحلات السياحية التي تجري في نهر السين تعد مصدرا هاما من مصادر الدخل السياحي وعنصرا جاذبا للسياح فالمراكب السياحية تكاد تغطي صفحة نهر السين وعلى النقيض انظر إلى نهر النيل فقد تركنا صفحته العظيمة والجميلة لقلة من المراكبية يتعاملون بشكل مهين مع السائحين والمواطنين ويشكلون عنصرا طاردا لهم بينما اقتصرت السياحة المنظمة فيه على قلة من البواخر الفاخرة التي تجبر زوارها على تناول وجبتي الغداء والعشاء في أماكن شبه مغلقة فكيف بالله أن استمتع بجمال النهر وأنا مشغول بطعامي وشرابي ومحبوس داخل جدران زجاجية معتمة ومحروم من نسيم النهر العليل . إن نهر النيل يمكن أن يشكل مصدرا هاما من مصادر الدخل السياحي إذا أحسنا استغلاله سياحيا سواء بالرحلات الراقية والمعتدلة السعر على صفحته أو الاهتمام بالمقاهي والمطاعم المطلة عليه ومراقبتها مراقبة صارمة لأن بعضها تحول إلى بؤر للفساد والبعض الآخر تعافه النفس نتيجة لعدم الاهتمام بنظافته وأيضا إزالة المباني التي ترتفع فوق منسوب الأرض وتحجب رؤية نهر النيل العظيم بالإضافة على الاهتمام بإنشاء المراسي اللائقة والاهتمام بتطوير جوانب النهر وتنظيفها بشكل مستمر وهنا يكون نهر النيل العظيم أجمل فعلا من نهر السين .
لقد هجرنا النهر شربا واصبحنا نشرب المياه المعبأه وهجرننا النهر بصرا واحساسا ومتعة مثلما هجرنا الاشياء الجميلة في مصر الحبيبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق