قال إنه يتعارض مع الكتاب المقدس
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة عشرات الحاخامات للسكان المحليين إلى عدم بيع أو تأجير عقارات لغير اليهود وهي دعوة أثارت توترات مع عرب إسرائيل.ووصف نتنياهو الثلاثاء دعوة الحاخامات بأنها غير ديمقراطية وتتعارض مع الكتاب المقدس وتلمّح إلى تاريخ من التمييز عانى منه اليهود أنفسهم.
وقال نتنياهو بخصوص خطاب مفتوح من بين الموقّعين عليه حاخامات يتقاضون رواتب حكومية "أرض إسرائيل ترفض هذه التصريحات رفضاً قاطعاً".وينقل الخطاب المقرر نشره في المعابد اليهودية والدوريات الدينية تحذيرات لحكماء قدماء من أن العيّش مع غير اليهود يمكن أن يؤدي إلى "الضلال"، ويتضمن الخطاب بواعث قلق أخرى بشأن قيمة العقارات.
ومن جانبه، أكد يوسف شاينين كبير حاخامات مدينة أسدود الساحلية جنوبي إسرائيل وأحد الحاخامات الموقعين على الخطاب وعددهم 41 لراديو الجيش الإسرائيلي عندما ُسئِل عن الخطاب "أرض إسرائيل لشعب إسرائيل".
ولا تحظى التعاليم الدينية بإهتمام كبير وكثيراً ما يجري تجاهلها في إسرائيل التي يغلب عليها العلمانيون لكن الخطاب أثار قلقاً لانه يبرز التوتر بين اليهود والعرب مع وصول الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين إلى طريق مسدود فضلاً عن مخاوف سكانية بعد تدفق الأفارقة المهاجرين بطرق غير مشروعة.
وصرح نتنياهو في خطاب أمام المتسابقين في مسابقة سنوية في المعرفة بالكتاب المقدس "هذه الأشياء يجب ألا تقال لا عن اليهود ولا عن العرب، يجب ألا تقال في أي أرض ديمقراطية خصوصاً في دولة يهودية ديمقراطية تحترم أخلاقية تراث إسرائيل والكتاب المقدس".
ويمثل العرب 20% تقريباً من سكان إسرائيل البالغ عددهم 7.5 مليون نسمة ويشكو بعضهم من التمييز الدؤوب، ويكفل القانون الإسرائيلي حقوقاً كاملة للمواطنين غير اليهود.ولمح نتنياهو إلى تاريخ العداء للسامية بالإضافة إلى ما يعتبره كثير من الإسرائيليين رفضاً لهم في جانب كبير من العالم العربي.
وأردف نتنياهو قائلاً "يعيش بيننا يهود وغير يهود، كيف سيكون شعورنا إذا قال بعضهم إنه لن يبيع شقة لليهود، سنحتج ونحن نحتج بالفعل عندما يقال هذا بين جيراننا".
وطالبت رابطة الحقوق المدنية في إسرائيل ونواب معارضون بتأديب هؤلاء الحاخامات، وقال عضو الكنيست أحمد الطيبي وهو من عرب إسرائيل "هذا يستلزم... محاكمتهم بتهمة التحريض العنصري".
وتسعى رابطة الحقوق المدنية في إسرائيل إلى إقالة الحاخام شموئيل الياهو من منصبه الحكومي في بلدة صفد شمالي إسرائيل بعد أن أيّد حملة لحث السكان على عدم تأجير الشقق للطلاب العرب الذين يدرسون في كلية محلية.
وتتولى الشرطة التحقيق في موضوع صفد بعدما علقت ملصقات في شتى أنحاء البلدة تحث السكان على التنديد برجل في الثمانين من عمره من الناجين من المحرقة اليهودية، قالت إنه يعرض شققاً للإيجار للطلاب.ومن بين منتقدي خطاب الحاخامات يونا ياهاف رئيس بلدية حيفا وهي مدينة ساحلية في شمال إسرائيل يتعايش فيها العرب واليهود.
وقال ياهاف "هذا ضلال إنه يبث الكراهية والإنقسامات مع الناس الذين قررنا أن نشاركهم الحياة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق