الأستاذ رءوف توفيق يأخذك من الوهلة الأولى التى تقرأ له فيها إلى حالة من الشاعرية والصدق.. إنه يتخير الكلمات فتقع فى سحر اللغة حباً ومتابعة لم يحدث مرة أن قرأت كتاباً للأستاذ رءوف توفيق وشغلنى شىء ما عن إتمام القراءة.
فالكتب التي تناقش السينما السياسية صريحة وواثقة وصادقة.. والكتب التي تبحث عن المشاعر الجميلة تجدها مغلفة بلغة راقية رومانسية.. وكذلك سينما الحب.. ثم تقع في مشاعر غاضبة مع سينما الزمن الصعب.. وهو ناقد ويعرض لسينما اليهود.وهي كلها كتب عن افلام منتقاة شاهدها الأستاذ رءوف توفيق أثناء عمله بمجلة صباح الخير ناقدا فنيا متابعا للمهرجانات الدولية. كانت البداية عام1974 عندما فاجأ الاستاذ رءوف القراء والنقاد علي السواء بكتابه السينما عندما تقول لا.. وحظي الكتاب بإعجاب شديد من القراء والنقاد علي السواء ثم توالت الكتب: سينما الحب عام77 ـ سينما الزمن الصعب(80) سينما المرأة(83) سينما الحقيقة(88) ـ السينما مازالت تقول لا(93) سينما المشاعر الجميلة(96) سينما اليهود(97) رحلات صحفية حول العالم2003, وأخيرا سيناريو فيلم زوجة مهم(2010).ثم في عام1988 اكتشفنا رءوف توفيق كاتبا للسيناريو في فيلم( زوجة رجل مهم) الذي ناقش فيه الفترة التي عاصرت حياة عبدالحليم حافظ وتأثيره الرومانسي علي مشاعر الفتيات.. ليس فقط كمجرد مطرب عاطفي رقيق كما كتب عنه الناقد الراحل سامي السلاموني, وإنما عبدالحليم العصر أو المرحلة بكل المعاني والدلالات والقيم التي جاءت مرحلة الفيلم لتطمسها ومن النقيض إلي النقيض.وكان المكسب كبيرا فقد انضم كاتب سيناريو متميز إلي كتاب السيناريو للسينما المصرية.. وقد لفت هذا السيناريو الانظار إليه برغم انه شارك مع المخرج محمد خان في كتابة سيناريو فيلم( مشوار عمر) عام86. وتلاه فيلم( مستر كاراتيه) لمحمد خان وأحمد زكي ايضا ثم فيلم( فرح) اخراج هاني لاشين.وقد حصل علي جائزة أحسن سيناريو عن فيلم( زوجة رجل مهم) من جمعية الفيلم عام89.. التي تبحث عن الافلام المتميزة فنيا وإخراجيا وكتابة لمسابقتها.والكتاب يعتبر فرصة لكل من يفكر في الكتابة للسينما للتعرف علي أسلوب كتابة فيلم سينمائي متميز.الكتاب شيق وممتع مثل كل كتب الاستاذ رءوف توفيق. كما انك ستشعر بالشخصية الحقيقية للمؤلف فهو رجل يتكلم همسا.. وله احساس شاعري واضح في كل كتاباته.. كما أنه يتمتع بصدق وصراحة ورومانسية اصبحت مفتقدة في زمننا هذا.. فهناك الكثير من الكتاب الذين اصبحوا يتباهون بسوقية اللغة وركاكتها, ويعتبرون هذا سلما للشهرة.. بينما الاساتذة الكبار الذين استحقوا الشهرة عن جدارة إلي جانب الاحترام والتقدير فهم الذين حافظوا علي سحر اللغة.. والصدق في الكتابة.الكتاب أصدرته دار( آفاق السينما) المتخصصة في النشر السينمائي.. وهو يعد اضافة جديدة لمن يتابعون الاستاذ رءوف توفيق كاتبا ومحللا
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق