الجمعة، 8 يناير 2010

عبدالمنعم أبو الفتوح .. اعتذر ضمنياً للسادات... لا يشرّف الإخوان محاربة الفن


القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين المصرية الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح إنه يحب الاستماع إلى أغاني سيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم، مؤكداً أنه لا يرى عيباً في أغانيها العاطفية مثل التي تقول فيها "بعيد وحدينا".وكشف في حديث لإحدى الفضائيات المصرية أنه كان يعتقد أنه فقط من الإخوان الذين يستمعون لأم كلثوم، لكنه عرف في ثمانينات القرن الماضي من المرشد الأسبق للجماعة الراحل عمر التلمساني أنه من عشاق أغانيها أيضاً. موضحاً أنه لا يشرّّف الإخوان القول إنهم يحاربون الفن والإبداع.

وفيما اعتبر اعتذاراً ضمنياً للرئيس الراحل أنور السادات عن صدامه الشهير معه في السبعينات من القرن الماضي عندما كان طالباً بكلية الطب، أشار أبوالفتوح إلى أنه لو كان حياً ما حدثه بنفس المنطق.وكان أبوالفتوح قد وصف بعضاً من المسؤولين بأنهم ينافقون السادات، ما أغضب الرئيس الراحل بشدة، وطلب منه عدة مرات أن يقف، في واقعة تناقلت الشائعات بعد ذلك قصصاً عديدة حول مصير أبوالفتوح.وتطرق إلى مسألة الحكم بإعلان قبوله لولاية المرأة والقبطي، قائلاً "لا أمانع في ترشيح امرأة أو قبطي لرئاسة الجمهورية، وهذه أزمتي مع الإخوان".وخرج عبدالمنعم أبوالفتوح من عضوية مكتب إرشاد الجماعة في الانتخابات الأخيرة، ما أثار ضجة واعتبر انتصاراً للحرس القديم من المحافظين على الإصلاحيين الذين يتزعمهم أبوالفتوح، والذين يطالبون بإصلاح الجماعة وتغيير مواقفها تجاه قضايا عديدة بما يتفق مع التغيرات العالمية.وقال للإعلامية المصرية الشهيرة منى الشاذلي في برنامجها "العاشرة مساء" الثلاثاء 5-1-2010: "لو تعارضت مصلحة الإخوان مع مصلحة مصر، فسوف أتنازل عن الإخوان، فلا يوجد نقاش في ذلك، لأن المحافظة على الوطن من الدين".ويختلف هذا الكلام مع الأبجديات الإخوانية المعروفة التي تُعلي من شأن الهوية الأممية للعالم الإسلامي.وحول سماعه لأم كلثوم أجاب بأن بعض الإخوان يعترضون على ذلك متسائلين، كيف تستمع لمطربة تغني "أنا وأنت وحدينا"؟ وهنا علّقت منى الشاذلي: لأنها خلوة شرعية، فقال متسائلاً: لماذا لا يتم تفسيرها على أنها مع زوجها؟واستطرد "لا يليق بتاريخ الإخوان المسلمين الذي يعتز كل مصري بأغلب أجزائه، ولا يشرف الإخوان المسلمون أنهم يحاربون الفن والإبداع وقتلوا النقراشي (في الأربعينات) وهذا ما يجب أن يعرفه جيل الشباب، فالأستاذ البنا (مؤسس الجماعة) أول من أنشأ فرقة مسرحية للإخوان المسلمين وكان عضوها عبدالمنعم مدبولي، لكن بعض الناس المتخلفين يؤكدون محاربة الإبداع".وامتدح أبوالفتوح الرئيس الراحل أنور السادات الذي قتله فصيل ينتمي لإحدى الحركات الإسلامية في مطلع الثمانينات، واعتبره في تطور مهم للخطاب الإخواني (رجل سياسة من الطراز الأول، فأنا آمنت بمبادئ لم تتغير، ولو كان السادات حياً وقتنا هذا لما استطعت أن أحدثه بذلك المنطق، كما أن الأولويات والأسلوب لا شك قد تغير".وكان صداماً شهيراً حدث بين الاثنين عندما كان أبوالفتوح طالباً بكلية الطب، أثناء لقاء مع وفد من طلاب الجامعات المصرية عندما احتج على منع الشيخ الراحل محمد الغزالي من الخطابة والإمامة في جامع عمرو بن العاص بالقاهرة، وتساءل عن قول السادات إننا دولة العلم والإيمان بينما تم نقل الغزالي إلى وزارة الأوقاف بلا عمل ووصف ذلك بتحنيطه.واستمر في مواجهته قائلاً: "لا يبقى في مصر بهذه الطريقة إلا العلماء الذين ينافقون السلطة وينافقون سيادتك وبقية الحكام". ما أغضب الرئيس السادات بشدة ورد بعنف "قف قف. أنا لا أسمح أبداً. ما فيش حد بينافقني ولا أقبل النفاق، ولو كان هناك من ينافقني أو أقبل النفاق كان حالكم النهاردة كبلد غير كده خالص. أنتم النهاردة أمامي".واستطرد السادات "لم يكن ليسمح لكم أن تأتوا هنا أمامي أو تناقشوني، أو تقفوا تقولوا آراءكم. إنما للبلد أمن وإجراءات. من يريد عمل زعامات عن طريق استغلال الدين أو المذاهب المختلفة الذين كلنا نشكو من أنها مستوردة، واستغلال الدين لا تسمح به الدولة. قف مكانك. قف مكانك. مكانك".وأضاف في ثورة غضبه "الغزالي لم يفصل من عمله ولم يعتقل ولم يسجن ولم يشرد. تعلموا الأدب في مخاطبة الناس. فرد أبوالفتوح "يا افندم أنت قلت لنتكلم بصراحة".. لكن السادات واصل ردة فعله الغاضبة قائلاً: هذه ليست صراحة، فقاطعه أبوالفتوح: هل حقق معه؟ فقال السادات: هذا ليس شغلك، ليس شغلك. تستطيع أن تكتب هذا وتبعثه في شكوى، ويتم التحقيق فيها. عندما يحاول واحد أن يفرض زعامة عن طريق الدين، أو استغلالاً للدين، واستجداء لعواطف الناس المشبعة بالايمان والدين، فهذا الرجل لا يجب أن يكون له تأثير في فتنة طائفية تحدث داخل البلد. ثم تأتي لتقول ينافقوني". وواصل السادات "لا يوجد في هذا البلد من ينافقني ولا أقبل نفاقاً، ولولا هذا ما كنت تقف موقفك أمامي وما جئتم كلكم. الزموا حدود الأدب. الدين والإسلام علمكم الأدب". فرد أبوالفتوح: "يا فندم كلامي واضح، هناك فرق بين أن ينافقوك وبين أنك تقبل النفاق". فصاح فيه السادات: "لا أريد أن أسمع إذا خرج الكلام عن حدود الأدب. الزم حدودك. الاحترام للقيم والمعاني. الدين لم يقل له أن يقف ويقول هذا الكلام أمام رئيس العيلة ورئيس البلد".وبعد هذا الصدام الشهير انطلقت الإشاعات في مصر بأن الطالب أبوالفتوح اختفى أو أنه تم قتله في حادث سيارة، ولم يكن ذلك حقيقياً، إذا ظل في جامعته واستمر في حصوله على درجات التفوق بكلية الطب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق