الاثنين، 4 يناير 2010
القبض على مرتكب مذبحة بني مزار الثانية
تمكنت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية المصرية من كشف غموض حادث مذبحة بنى مزار الجديدة، والتى راح ضحيتها ربة منزل وأطفالها الثلاثة بقرية أبو العباس بمحافظة المنيا.
وأكدت جهود فريق البحث والتحريات التى استمرت لمدة أسبوعين أن وراء إرتكاب الجريمة البشعة جار المجنى عليهم والذى تسلل إلى منزلهم ليلا لسرقة "بقرة" يمتلكونها، إلا أن الأم إكتشفت وجوده بالمنزل قبل أن ينفذ جريمته فقام بقتلها وقتل أطفالها الثلاثة خوفا من إفتضاح أمره وفر هاربا .
وكانت قرية أبوالعباس بمركز بنى مزار بمحافظة المنيا "300 كم جنوب القاهرة" قد استيقظت صباح 21 ديسمبر 2009 على المذبحة المروعة التى راح ضحيتها كل من راضية عبدالحليم على "35 سنة- ربة منزل " وأبنائها الثلاثة محمد مبارك محمد عبدالعليم "9أعوام" وشقيقيه على "7 سنوات" وطه "4 سنوات" حيث عثر على جثثهم داخل منزلهم الريفى المكون من طابق واحد به حجرتين وحظيرة للمواشى .
ونظرا لأهمية الحادث وخطورته على الأمن العام وما سببه من حالة ذعر وهلع بين أهالى القرية التى يبلغ عدد سكانها حوالى 20 ألف نسمة وينعمون بالهدوء والسكينة، فقد أمر حبيب العادلى وزير الداخلية بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى ضم عدد كبير من مفتشى الأمن العام وقيادات وضباط إدارة البحث الجنائى بالمنيا لكشف غموض الجريمة البشعة وضبط الجانى .
وقد واصل فريق العمل الذى أشرف عليه اللواء عدلى فايد مساعد أول الوزير لقطاع الأمن العام العمل الليل بالنهار وقام على مدى أسبوعين بفحص علاقات الضحايا وتوسيع دائرة الاشتباه لتشمل كل العناصر الإجرامية سيئة السمعة بالقرية وجميع أفراد عائلتى المجنى عليها وزوجها وكل من لهم صلة بهما .
وأسفرت جهود فريق البحث الذى قاده اللواء أحمد عبدالباسط مدير مباحث الوزارة عن أن وراء ارتكاب الحادث أحد جيران المجنى عليهم ويدعى محمد حسين حافظ حسين "29 سنة -فلاح" والذى تسلل إلى منزل الضحايا ليلا لسرقة "بقرة" ثم ارتكب جريمته الشنعاء .
وعقب تقنين الإجراءات وإستئذان النيابة العامة تم ضبط المتهم وبمناقشته إعترف بارتكابه الواقعة، حيث قام بالتسلل إلى منزل جارته ليلا لسرقة "بقرة" وعقب دخوله المنزل إختبأ أسفل السلم المؤدى إلى سطح المنزل إنتظارا لنوم المجنى عليهم لتنفيذ جريمته، إلا أن الأم وقبل نومها توجهت إلى الحظيرة للاطمئنان على بقرتها وأثناء ذلك فوجئت بوجوده داخل المنزل فحاولت الاستغاثة إلا انه قام بوضع يده على فمها لمنعها من الصراخ إلا أنها قاومته بشدة لتهرب من بين يديه فالتقط سكينا وعاجلها بطعنة نافذة خلف رقبتها و3 طعنات أخريات بالصدر والظهر أودت بحياتها .
وأضاف المتهم أنه عقب ذلك استيقظ الطفلين "محمد وعلى" وناديا على والدتهما وشاهداه وخوفا من افتضاح أمره عاجل كل منهما بطعنة نافذة فى الصدر أدت إلى مصرعهما على الفور ، ثم استيقظ الطفل الثالث "طه" ونادى على والدته و شاهد المتهم ونادى عليه قائلا له "بتعمل ايه ياعمو محمد" فما كان منه إلا أن كتم أنفاسه باستخدام "إيشارب" ولكى يتأكد من وفاته قام بخنقه ببنطلون .
ثم أفرغ دولاب الملابس على جثث الأطفال الثلاثة فى محاولة منه لإخفائها عن عينيه بعد أن أصيب باضطراب وخوف من منظر الدماء ثم قام بلف السكين داخل قطعة ملابس وخلع مفتاح المنزل من "كالون" الباب وقام بغلقه خلفه دون أن يستولى على أية مسروقات ثم تخلص من السكين والمفتاح بأحد المنازل المهجورة . وقرر المتهم أن الدافع وراء جريمته هو السرقة وليس الإعتداء الجنسى كما أشيع .
ويأتى ذلك فى الوقت الذى تداول فيه أهالى القرية وبعض المقربين من أسرة المجنى عليهم بعض الأقاويل مفادها أن القاتل كان على علاقة غير شرعية بسيدة معروفة للمجنى عليها وأن المجنى عليها إكتشفت بالصدفة تلك العلاقة فقرر المتهم مواقعة المجنى عليها سواء بالتحايل أو القوة "مستغلا فى ذلك غياب زوجها للعمل بليبيا" حتى تتساوى مع عشيقته ومن ثم يتأكد من أنها لن تكشف علاقتهما وتفضح أمرهما، إلا أنه صُدم بعفتها ومقاومتها الشديدة له حتى الموت .
وعلى صعيد متصل وصف أهالى قرية أبو العباس خبر القبض على المتهم بأنه مفاجأة من العيار الثقيل نزلت عليهم كالصاعقة، حيث أنهم لم يتوقعوا أن يكون الشخص المذكور هو الجانى . وأكدوا أن والد الجانى يبلغ من العمر "90 عاما" وهو كفيف البصر وأمه ربة منزل وهم أسرة تتمتع بالثراء حيث يعمل أخوه الأكبر فى المملكة العربية السعودية والثالث مدرس بالأزهر أما الرابعة فهى طالبة بجامعة الأزهر .
وأضاف الأهالى أن الجانى معروف عنه الأخلاق الحسنة والسمعة الطيبة وكان دائم المحافظة على الصلاة وليس له علاقة سيئة مع أحد . كما أن المتهم متزوج ويعول 3 أولاد من ابنة عمه وكشفت بعض المصادر أن الجانى كان يعمل منذ 3 أشهر فى مدينة شرم الشيخ طباخا فى أحد المطاعم السياحية واستقر به الحال فى قرية أبو العباس ويسكن فى المسكن المقابل لمنزل المجنى عليهم .
محيط
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق