الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

مذبحة جديدة تهز بني مزار بـ صعيد مصر


يبدو أن مركز بنى مزار بمحافظة المنيا المصرية بات مرتبطا بالجرائم المروعة والغامضة في الوقت ذاته ، حيث استيقظ الأهالي هناك صباح الاثنين الموافق 21 ديسمبر على مذبحة جديدة أعادت للأذهان على الفور جريمة عام 2005 .ففي قرية أبو العباس بمركز بنى مزار وعلى بعد 3 كيلوات فقط من قرية شمس الدين التي شهدت مذبحة 2005 ، استيقظ الأهالى فى السادسة من صباح الاثنين على جريمة مقتل أم وأولادها الثلاثة فى ظل غياب زوجها الذى سافر للعمل فى ليبيا منذ 3 أشهر.وأعلنت أجهزة الأمن بمحافظة المنيا "300 كم جنوب القاهرة" أنها تلقت بلاغا يفيد بمصرع راضية عبد العليم على "35 عاما " ربة منزل وأولادها محمد مبارك محمود محمد عبدالعليم "9 أعوام" وشقيقيه على "7 أعوام" وطه "4 أعوام" .وأكدت مصادر أمنية أن الجريمة تم اكتشافها عن طريق عامل توزيع الخبز بالصدفة عندما ذهب كالمعتاد إلى المنزل فى صباح الاثنين وطرق الباب أكثر من مرة دون مجيب فذهب إلى المنزل المجاور وهو منزل شقيق زوجها المدعو محمد محمود محمد عبدالعليم "عامل" وأخبره بأنه ذهب إلى منزل شقيقه وطرق الباب ولم يرد عليه فأسرع شقيق الزوج بصحبة العامل إلى منزل شقيقه ليستطلع الأمر .وأضافت المصادر أن شقيق الزوج طرق الباب بقوة فلم يرد عليه أحد فاضطر لدخول المنزل من أعلى السطح وهنا كانت المفاجأة عندما عثر على زوجة شقيقه "راضية" ملقاة على ظهرها فى ممر المنزل المكون من طابق واحد وعثر على أطفالها الثلاثة مخنوقين أسفل سجادة فى غرفة مجاورة لغرفة نومهم وبجوارهم عدد من الحبال يرجح أن يكون قد استخدمها الجانى أو الجناة فى إرتكاب جريمتهم البشعة .وتابعت المصادر أنه تبين من المعاينة الأولية أن راضية كانت مسجاة على ظهرها بعد أن تم خنقها بإيشارب وبها طعنتين نافذتين بالرقبة والبطن، كما وجد أبناؤها الثلاثة مخنوقين بالحبال وتم العثور على ملابس الضحايا مبعثرة بجميع أروقة المنزل وكذلك الحبال المستخدمة، وكشفت التحريات أن زوج القتيلة يعمل بليبيا منذ ثلاثة أشهر. وأشارت التحريات الأولية لفريق البحث إلى عدم وجود أى كسور أو أعمال عنف خاصة بأبواب المنزل أو نوافذه الأمر الذى يؤكد ان الجانى أو الجناة معروفين لدى الضحايا .ونفت المصادر أن تكون الجريمة بقصد السرقة حيث أن المجنى عليها وأطفالها فقراء ولايملكون سوى المنزل الذى يعيشون فيه بالاضافة إلى بقرة عثر عليها حية داخل "زريبة" المنزل، ورجحت المصادر أن تكون الأم قد دفعت حياتها ثمنا للدفاع عن شرفها وذلك عندما هاجمها أحد أبناء القرية وحاول الإعتداء عليها فقاومته الأمر الذى دفعه لقتلها وعندما شاهده أطفالها الثلاثة قام بقتلهم هم الأخرين خوفا من أن يتعرفوا عليه .وأشارت المصادر إلى أن النيابة العامة قررت نقل جثث الضحايا من موقع الحادث إلى مشرحة مستشفى بنى مزار العام والبدء فى إجراء التحقيقات الموسعة مع عدد من الأهالى والجيران والأقارب الذين تم إستدعائهم للاستماع إلى أقوالهم فى الجريمة البشعة .ووفقا لأهالى قرية أبو العباس التابعة لمركز بنى مزار فإن المجنى عليها "راضية" تتمتع بسمعة طيبة ولا توجد خلافات بينها وبين الجيران كما أشار بعض الأهالى إلى أنها كانت حاملا فى الطفل الرابع.مذبحة بني مزاروبالنظر إلى أن قرية أبو العباس التى تقع في منطقة نائية ، فقد سيطرت حالة من الهلع والخوف على سكانها الذين يبلغ عددهم 10 آلاف نسمة خاصة وأنها يخيم عليها الهدوء ولأول مرة تحدث فيها مثل هذه الجريمة ، هذا بالإضافة إلى أن الجريمة أثارت الذعر في كافة أنحاء بني مزار بل والمنيا بصفة عامة لأنها أعادت للأذهان الجريمة البشعة التي وقعت في قرية شمس الدين في 2005 والتي اشتهرت إعلاميا بمذبحة بني مزار.وكانت قرية شمس الدين بمركز بنى مزار شهدت في 31 ديسمبر عام 2005 جريمة قتل بشعة فى 3 منازل بالقرية راح ضحيتها 10 أشخاص لثلاث أسر بينهم 3 أطفال وعثر على جثثهم فى منازلهم وبطونهم مفتوحة وأعضائهم التناسلية مبتورة وألقت أجهزة الأمن وقتها القبض على المتهم محمد عبد اللطيف ووجهت له النيابة تهمة قتل الأشخاص العشرة.وتداولت محكمة جنايات المنيا القضية على مدى 7 جلسات استمعت فيها لأقوال النيابة والمتهم والدفاع والشهود والطب الشرعى وضباط الشرطة القائمين بضبط المتهم ثم أصدرت حكمها ببراءة المتهم من التهم المنسوبة اليه .وفي 22 ديسمبر 2008 ، أيدت محكمة النقض المصرية الحكم الصادر من محكمة جنايات المنيا ببراءة المتهم بارتكاب مذبحة بني مزار والتي راح ضحيتها 10 أشخاص تم قطع أجزاء من جسدهم ورفضت المحكمة طعن النيابة العامة على الحكم الصادر في القضية .يذكر أن محكمة الجنايات بمحافظة المنيا كانت قضت ببراءة المتهم محمد عبد اللطيف استنادا إلى بطلان إذن النيابة العامة بالقبض عليه لكونه قائما على تحريات غير جدية ولعدم مراعاة إجراءات التحريز بالنسبة للمضبوطات من أدلة الاتهام وعدم تصور ارتكاب المتهم للجريمة بمفرده دون استيقاظ أي من المجني عليهم مستندا في ذلك إلى التقرير الطبي، وبطلان اعترافات المتهم كونها وليدة إكراه مادي ومعنوي .وتباينت التفسيرات حول الجريمة السابقة ، فهناك من ربطها بسرقة الأعضاء، فيما ربطها البعض الأخر بالانتقام في إطار انتشار ظاهرة الأخذ بالثأر في صعيد مصر .


محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق