الجمعة، 9 ديسمبر 2011

زلزال الغضب الشعبي يهدد النظام الروسي



بوتين يتهم الولايات المتحدة بإثارة الاحتجاجات
علي نتائج الانتخابات ويتوعد بمعاقبة المتظاهرين


اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أمس الولايات المتحدة بتشجيع الاحتجاجات علي الانتخابات البرلمانية الروسية‏,‏








متوعدا بمعاقبة المحتجين علي نتائج الانتخابات في حالة خرقهم القانون, وذلك في الوقت الذي اكتسبت فيه المعارضة الروسية قوة دفع جديدة حيث يعتزم عشرات الآف من الروس تنظيم مظاهرات حاشدة في البلاد غدا وبعد غد احتجاجا علي ما وصفوه بتزوير الانتخابات.
ففي أول تصريح له منذ اندلاع المظاهرات اليومية ضد نتائج الانتخابات التي اجريت الأحد الماضي, قال بوتين ان انتقادات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون للعملية الانتخابية في البلاد أعطت إشارة لمعارضي الكرملين, وأن كلينتون حددت توجهات بعض نشطاء المعارضة في البلاد وأعطتهم الإشارة فبدأوا في العمل بدعم من وزارة الخارجية الأمريكية.
وأضاف بوتين أن مئات الملايين من الدولارات الواردة من الخارج استخدمت للتأثير علي العملية الانتخابية وأن بعض المتظاهرين الذين يصفون النتائج بالمزورة, يسعون لتحقيق نفع سياسي, مؤكدا أن أغلب الروس لا يريدون اضطرابات سياسية كالتي حدثت في أوكرانيا وقرغيزستان. ومضي يقول نحن كبار ونفهم أن بعض المنظمين يتصرفون بما يتوافق مع سيناريو معروف وبما يخدم مصالحهم السياسية النفعية.
وتوعد رئيس الوزراء الروسي بمعاقبه أي محتج يخرج عن القانون أثناء المظاهرات, داعيا في الوقت نفسه إلي حوار بين السلطات والمعارضة قائلا لابد أن ندخل في حوار مع المعارضة لإعطائهم الحق في التعبير عن أنفسهم مستخدمين حقهم الدستوري في التظاهر والتعبير عن رأيهم. ومن جانبه, أكد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف ان البرلمان الروسي المنتخب سيبدأ عمله في الوقت المحدد له رغم الاحتجاجات الشعبية, مشيرا إلي ان المظاهرات في الشارع تعكس الديمقراطية في البلاد.
وفي واشنطن, واصلت الولايات المتحدة انتقادها السلطات الروسية, حيث أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها بشأن الطريقة التي تتعامل بها السلطات مع المحتجين الروس المعتقلين عقب مشاركتهم في المظاهرات الحاشدة ضد نتائج الانتخابات البرلمانية, وقال مارك تونرالمتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تدعم بكل وضوح حق التظاهر السلمي في كل مكان في العالم بما فيه روسيا. ومن جانبها, حثت لجنة هلسنكي الأمريكية روسيا علي الالتزام بتعهداتها بالديمقراطية بما في ذلك احترام الحق في التظاهر بعد الانتخابات البرلمانية التي وصفها منتقدو الكرملين بأنها غير نزيهة. وقالت اللجنة في بيان أمس إنها منزعجة بشدة من تقارير عن إساءة معاملة المئات من المتظاهرين الروس المحتجزين الآن والذين يشكون من عدم السماح لهم بالاتصال بمحامين وعدم توفير مساعدات طبية أو مواد غذائية أساسية لهم.
ولجنة هلسنكي هيئة حكومية أمريكية مستقلة تختص بمراقبة لالتزام باتفاقيات هلسنكي الموقعة عام1975 وهي اتفاقيات متعددة الأطراف بين الشرق والغرب شملت تعهدات بالالتزام بحقوق الانسان.
وكانت الشرطة الروسية قد اعتقلت نحو600 شخصا في وسط العاصمة موسكو الثلاثاء الماضي خلال مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف الروس المحتجين الذين اصروا علي أن الانتخابات البرلمانية شابها الكثير من التزوير في اكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ فترة التسعينيات التي شهدت أوضاع مضطربة.
وفي مفاجأة مدوية وصفعة كبيرة لحزب بوتين, كشفت مجموعة المواطن المراقب الروسية المستقلة لمراقبة الانتخابات أن حزب روسيا المتحدة بزعامة بوتين حصل فقط علي29.8% من الأصوات وهو ما يقل بنحو20% عن النسبة التي اعلنتها السلطات الرسمية وهي أقل من50%.
كما كشفت المجموعة المستقلة أن حزب يابلوكو الليبرالي حصل علي14% من الأصوات وهي أصوات كافية تؤهله للحصول علي مقاعد في البرلمان علي العكس تماما من النتائج الرسمية التي قالت أن الحزب حصل علي3.3% فقط النسبة التي لا تؤهله لدخول مجلس الدوما. وبالنسبة للحزب الشيوعي, قالت المجموعة أن عدد الاصوات الحقيقية التي حصل عليها الحزب الشيوعي هو22.6% و ليس19.6% وفقا للأرقام الرسمية.
ومن جانبه, دعا زعيم الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف السلطات الروسية إلي إجراء انتخابات برلمانية جديدة لتهدئة الشارع. وقال جورباتشوف, في تصريحات لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية, إن المزيد و المزيد من الروس بدأوا يعتقدوا أن نتائج الانتخابات غير نزيهة, وأعتقد أن تجاهل الرأي العام ينزع الثقة في السلطات و يؤدي إلي اضطراب الوضع.
وفي الإطار ذاته, ذكرت صحيفة كوميرسانت الروسية أمس أن استطلاعا للرأي أجري أخيرا أظهر أن58% من الروس لا يثقون في زعماء المعارضة من خارج إطار السلطة. وأوضح الاستطلاع أن المشرفين علي الاستطلاع لا يتوقعون أن تتمكن المعارضة خارج إطار السلطة من لفت أنظار المجتمع لبعض الوقت من خلال تنظيم مظاهرات الاحتجاج علي تزوير نتائج الانتخابات البرلمانية, ثم يتلاشي اهتمام المجتمع بها قبل الانتخابات الرئاسية في مارس القادم.



المصدر : الاهرام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق