السبت، 10 ديسمبر 2011

فتاة الأحلام



بريد السبت يكتبه: احمد البرى




توقفت كثيرا أمام رسالة القرار النهائي التي يروي فيها صاحبها قصة زواجه الثاني السري‏,‏ وخشيته من أن تعرف زوجته الأولي بأمره فتطلب الطلاق ويتشرد ابنه الوحيد‏,‏ ووجدتني أعيش ظروفا متشابهة ولا أدري ماذا أفعل؟





فأنا شاب مثالي في نظر من حولي, وأعمل في وظيفة مرموقة, ومن عائلة عريقة ومحترمة وملتزمة, وأحوالي المادية مستقرة, ولي علاقات واسعة مع الكثيرين, وبرغم أنني لم أبلغ سن الثلاثين بعد فإنني أصبحت عضوا فعالا في المجتمع, وشابا مرغوبا من أسر كثيرة إذا سعيت للزواج من إحدي بناتها, لكني كنت أبحث عن الحب, وعن فتاة بمواصفات خاصة, أقصد أن تكون لها شخصيتها المستقلة, وحضورها الدائم, ونشاطها الملحوظ, ولما لم أجد وقتها من تتمتع بهذه الصفات فإنني استجبت لضغوط أهلي وأقاربي وتزوجت من إحدي بنات أسرة معروفة, وأقمنا حفل زفاف أسطوريا, وعشنا في شقة فخمة حياة هادئة ومستقرة, وإن لم تكن سعيدة, فهناك شيء مفقود دائما في علاقتنا معا, وكثيرا ما تمنيت لو أنها تكون هي الفتاة التي رسمتها في خيالي.
ومرت أشهر وإذا بي أفاجأ بأنني أمام فتاة الأحلام التي تمنيتها واقعا ملموسا وجها لوجه, فاقتربت منها, وتعرفت عليها, ووجدتني أبوح لها بكل شيء ولمست منها تجاوبا معي, وبأنها تشاركني الشعور والاهتمام نفسه, وهنا فكرت في الزواج منها, لكن وجدتني أتوقف وأسأل نفسي: وما ذنب من ارتبطت بها والتي لم أجد منها ما يغضبني أو يعيبها, وبعد قليل أشعر بغليان داخلي وأقول لنفسي: لقد وجدت فتاة الأحلام بصعوبة, وإذا ضاعت منك فقد تندم بقية العمر.
إنني أعلم أنني أسير في نفس طريق كاتب رسالة القرار النهائي, ومع ذلك أنساق إليه, ولا أعلم هل أنا علي صواب أم أنني سأكون سببا في خراب بيتي, وتشريد أسرتي ومولودي الذي لم ير النور بعد؟
> لا يدرك المرء دائما قيمة ما بين يديه إلا عندما يفقده, وهكذا الأزواج والزوجات لا يدركن قيمة شريك الحياة إلا عندما ينفصلان, ويرتبط كل منهما بشريك آخر.. وحتي الكثير من الزيجات التي قامت علي الحب, فشلت بعد فترة طالت أو قصرت.. والسؤال هل هذا ناتج عن تركيبة الانسان نفسه رجل أو امرأة, أم أنه مرتبط بالظروف الحياتية الجديدة التي يفاجأ بها المرء بعد الزواج؟!
وإني أتعجب لانصراف بعض الأزواج عن زوجاتهم بعد شهور أو سنوات قليلة من الارتباط للبحث عن حب جديد.. أو زوجة أخري, حتي إذا وقع الانفصال مع الزوجة الأولي ثم الارتباط بالزوجة الثانية يدرك هؤلاء أنهم وقعوا في الفخ, ويصبح الزواج والطلاق بالنسبة لهم سهلا, والنتيجة هي تشرد الأولاد, وتفكك الأسرة.
ولعلك ياسيدي قد تعلمت الدرس من كاتب رسالة القرار النهائي الذي وصل الي هذه النتيجة ولكن بعد فوات الأوان, فحاول إصلاح ما تراه نقصا في زوجتك, فهي الأبقي لك.. أما الانسياق وراء ما تسميه فتاة أحلامك فسوف يقودك الي نهاية مؤلمة سوف تندم بعدها أشد الندم.. وسيصبح حينئذ رأب الصدع الذي أصاب حياتك مستحيلا.
فكن حكيما واعرف قيمة زوجتك, ويكفيها أنها تعاملك بحب واحترام وأنت لا تنكر عليها ذلك.. وبمرور الأيام سوف تتأكد أنك كنت واهما حين فكرت في الانفصال عنها.. وفقك الله وهو وحده المستعان








المصدر : الاهرام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق