لا أعرف بأى منطق.. أو لأى دافع.. أو تحت أى لافتة.. أو بحثا عن أى مصلحة عامة.. ينشغل المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، إلى هذا الحد بإقامة احتفال لتكريم أبطال الرياضة المصرية فى العامين الماضى والحالى.. وهو الاحتفال الذى تأجل أكثر من مرة لتعارض موعده مع أحداث سياسية مهمة ستسرق كل الأضواء وتخطف كل الاهتمام من المجلس القومى ورئيسه واحتفالاته.. مع أننى لو كنت مكان الرجل.. لكان أول قرار لى فى مثل هذه الظروف هو تمزيق ملف هذا التكريم بكل صفحاته وأوراقه وتكاليفه وإفساح سطح مكتبى الأنيق لملفات أخرى أهم وأجدى..
كنت مثلا سأنشغل بلائحتى الجديدة التى اخترعتها دونما حاجة أو مبرر حقيقى.. وأدخلتنى فى صدام قضائى وسياسى وإعلامى مع النادى الأهلى وإدارته.. صدام سيضطرنى من جديد للاستعانة بإدارتى القانونية العظيمة التى لم تربح لى أى قضية مع أو ضد أى أحد.. كأن الآخرين يستعينون فى قضاياهم بمحامين ورجال قانون، بينما أفضل أنا الاستعانة بهواة أهم ما يميزهم خفة الدم والصحبة الجميلة والممتعة.. وكنت سأبقى أقرأ فى لائحتى بحثا عن مبررات أقولها وتفسير لتغيير أقدمه للغاضبين والساخرين من لائحة جديدة لى قلت عنها إنها إصلاح لعيوب وأخطاء لائحة حاليا كنت أنا أيضا الذى أصدرها وحارب من أجلها للأسف الشديد..
أو كنت سأعيد التفكير قبل التوقيع على قرار بتعيين كامل أبوعلى ومجلسه لإدارة النادى المصرى لعام جديد.. فقد سبق أن أعلنت أننى لن أعين مجلسا لمدة عام آخر وإنما سأدعو أعضاء المصرى لانتخاب مجلس جديد بكامل حريتهم وإرادتهم.. ومهما كانت رهاناتى على أن الناس ستنسى وسط زحام همومها وشواغلها وعودى وتصريحاتى القديمة.. إلا أننى يجب أن أحترم، ولو بقدر قليل، كل ما أعلنه على لسانى وبمحض إرادتى.. ويجب أيضا أن أنتبه إلى أننى أصبحت أضع مقادير أربعة أندية كروية كبرى فى يدى وحدى أتحكم فيها كما أشاء.. المصرى الذى سأخنقه لعام جديد فى قبضتى بمجلس معين.. والإسماعيلى والاتحاد اللذان سأخترع بالتأكيد سببا لبقائهما فى قبضتى أيضا بمجلسين معينين إلى ما شاء الله..
والزمالك الذى لم أتردد يوما طيلة خمس سنوات فى تخريبه وتدميره، حتى إن النادى الكبير والعريق أوشك أن ينسى الديمقراطية والانتخابات وكلمات غريبة على الأذن مثل إرادة الناس وحق الاختيار.. وقد أحاول أيضا تصعيد العداء مع الأهلى وأقرر حل مجلس إدارته حتى تكتمل رؤيتى وفرحتى بإفساد كل وأهم أندية الكرة فى مصر.. أو كنت بالتأكيد سأتفرغ لحربى المقدسة للفوز بتنظيم ألعاب المتوسط فى الإسكندرية عام ٢٠١٧.. فالفوز بتنظيم ألعاب المتوسط قد يكون شفيعا لى للبقاء فوق مقعدى حتى إقامة تلك الدورة بالفعل والتى ستنفق حكومة بلدى عليها أكثر من مليارى جنيه فى هذه الظروف الصعبة دون أى عائد حقيقى سواء مادى أو إعلامى أو دعائى..
ولكنه قطعا ثمن قليل مقابل احتفاظ رجل مثلى وبكفاءتى بمقعده وسلطانه.. كما أنه كان من الواجب أن ألفت انتباه الموظفين فى مكتبى والذين تحت رئاستى إلى أن هذا الاحتفال بأبطال الرياضة فى مصر قد يعيد إلى الأذهان أننى بدأت مثل تلك الاحتفالات لمجرد الاقتراب أكثر من الرئيس السابق والتى كانت تسمح لى بفرصة مصافحته والوقوف بجانبه ساعة أو ساعتين إلى جانب التنسيق التليفونى الدائم مع جمال وعلاء مبارك وكل رجال وكبار النظام السابق.. إلى درجة أننى اخترعت أصلا عيدا للرياضة فى مصر..
وحددت الثالث من مارس كل عام لهذا العيد رغم أنه ليس ذكرى أى انتصار رياضى أو كروى أو حدث أثر وغير فى مسار الرياضة المصرية، وإنما كان يوما شهد بالمصادفة تكريم مبارك لبعض الأبطال واللاعبين.. وقد يتذكر صحفيون من أصحاب الدم الثقيل كل ذلك فيكتبون عنه ويتذكر كل الناس ما كان يجرى فى الماضى وهذا بالقطع ليس فى مصلحتى.. وبالتأكيد فالأفضل من كل الوجوه هو إلغاء أى احتفال للرياضة أصلا.
المصدر: المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق