
أجمل هدايا الثورة.. تتعالى الأصوات بميدان التحرير ، تنادي على بضائعها ، بين الأصوات المتعالية يقف الفتى محمد صامتا بسنواته الـ 16 يرتب بضاعته ويفرد أعلامه لترفرف عاليا في سماء الميدان، وبجوارها وجدت العقود والسبح والدبابيس التي تحمل ألوان العلم المصري والليبي أيضا.
على العربة تراصت صورا تدين الفاسدين ، في صورة بعنوان "الزفة الكبيرة" وضعت كلمات على وزن أشعار أحمد فؤاد نجم تقول : دولا مين ودولا مين / دولا الحرامية النصابين / الحزب الوطني الفسدانين / بتوع الأمن السفاحين / ولاد الست المنفوخين.
صورة أخرى لمبارك معلقا على المشنقة وبجواره وزرائه الفاسدين بالبدلة الحمراء وكتب تعليق "مصر فوق الجميع" ، بجوارها صورة أخرى للمساجين كتب عليها "عيش وحلاوة" ، وبوستر لمبارك والقذافي بملابس العصابات كتب عليها "مافيا" ، بينما استأثر القذافي بعدة صور أخرى أحدهم تحمل عنوان "السفاح" وأخرى بشعر طويل أشعث وتحتها تعليق "مجنون ليبيا".
لم يقف محمد بالميدان إلا منذ يومين فقط بعد أن أخذ أجازة الصيف فقرر أن يساعد خاله، حيث اعتاد على العمل في الصيف ليساعد والده المتوقف عن العمل حاليا بسبب إجراء عدة عمليات في ظهره.. لكن العمل في الميدان ليس ربحا دائما كما يظن البعض " ممكن في يوم ربنا يكرمنا قوي ويوم تاني ولا جنيه لكن الحمد لله رضا".
محمد سعيد بوقوفه في الميدان ويعتبرها فرصة لمتابعة أحوال البلد، وعن الثورة يقول "الثورة في البداية كانت حلوة واللي وقفوا قبل كده كان لهم هدف وحق لكن دلوقتي الناس بتخرب في البلد".
لا يقف محمد بمفرده بل يساعده أخيه الأصغر "أحمد" الذي يدرس في الصف الخامس الابتدائي.. وبرغم كل ما سمعه أحمد عن الشرطة وكراهيتها إلا أنه يتمنى أن يصبح ضابط شرطة وليس جيش..!
المصدر : محيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق