الجمعة، 3 يونيو 2011

محاكمة عسكرية لشاعرة هاجمت ملك البحرين ورئيس وزرائه



طالبت النيابة العسكرية فى مملكة البحرين من أسرة الشاعرة الشابة آيات القرمزى باختيار محامى للقيام بالدفاع عن ابنتهم التى ستعرض على أمام محاكم السلامة الوطنية। وكانت آيات القرمزى البالغة من العمر عشرين عامًا، قد ألقت قصيدتى هجاء ضد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان أثناء اعتصام دوار اللؤلؤة، وبحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشعر العربى، فإن النيابة العسكرية أخطرت أسرة الشاعرة باختيار محامٍ لابنتهم التى سوف تبدأ جلسات محاكمتها أمام محاكم السلامة الوطنية «المحاكم العسكرية» والتى شكلت أثناء قانون السلامة المدنية.وآيات حسن القرمزى، تدرس فى معهد إعداد المعلمات وتنظم الشعر باللهجة البحرينية، وشاركت فى الاحتجاجات التى شهدتها البحرين خلال شهرى فبراير ومارس الماضيين للمطالبة بالمزيد من الحريات والعدالة الاجتماعية والإصلاحات السياسية، وأثناء الاحتجاجات ألقت آيات قصيدة فى دوار اللؤلؤة الذى كان مركز الاحتجاجات، والذى قامت السلطات لاحقاً بإزالة النصب الذى يتوسطه، وتضمنت القصيدة هجاءً مباشراً لرئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.ومنذ ذلك الحين تلقت آيات الكثير من التهديدات، وقالت والدتها "سعدة" فى حديث لإذاعة هولندا العالمية "كانت الرسائل التى تتلقاها آيات مليئة بالكلام البذىء جداً والتهديدات وخـُصصت صفحات على الفيس بوك لشتمها. وقد قامت بإبلاغ الشرطة البحرينية بتلك التهديدات لكنها تعرضت للسخرية والإهانة فى مركز الشرطة، وقد احتفظت بالرسائل التى وصلتها وأبلغتها إلى منظمات حقوق الإنسان".وعائلة القرمزي، لها تاريخ فى معارضة النظام البحريني، ففى التسعينات اعتقل والد آيات، الشاعر حسن القرمزى، بسبب قصيدة أيضًا، كما سبق لبعض أشقائها أن اعتقلوا. وبسبب هذه التجارب وبسبب التهديدات فقد غادرت آيات بيت والديها واختبأت فى بيت أحد الأقارب.وكشفت والدة آيات أن خمسة عشر شخصًا داهموا منزلهم، وكان بعضهم بزى الشرطة وبعضهم بالزى المدنى، وفى الخارج كان هناك العديد من الشرطة والسيارات، وكسروا أبواب الغرف، وعبثوا بكل شىء. أخرجوا الجميع من غرف نومهم بما فى ذلك الأطفال، وحطموا الكثير من الأثاث، وسرقوا بعض الأموال، كما سرقوا ساعة ذهبية، وصادروا كثيرًا من الأشياء الموجودة فى غرفة آيات، أقراص كمبيوتر وصور وكتب".وقالت الأم إن أحد أفراد المجموعة الذى بدا وكأنه قائدهم، قال لأفراد الأسرة مهدداً "سأخرج إلى الشارع لأدخن سيجارة وحين أعود ستخبروننى بمكان آيات، وإلا فإن لدينا أوامر من فوق بأن نهدم البيت على رؤوسكم"، مضيفة "وحينها قلنا لهم إننا سنذهب معهم إلى مكان اختباء آيات، وذهبنا بصحبة الشرطة إلى منزل أقربائها حيث تختبئ، وهناك وجدناها مستعدة وقد وضعت فوطتها على رأسها وعباءتها على كتفيها، وقالت الشرطة لنا إن علينا أن نذهب فى اليوم التالى إلى مركز شرطة الحورة".وأوضحت الأم فى حديثها للإذاعة الهولندية أن مركز شرطة الحورة، أرسلهم إلى قسم التحقيقات، وحولهم إلى مركز الشرطة فى مدينة حمد، الذى أعادهم إلى مركز الحورة، وهكذا ظلت الأسرة فى دوامة لا تعرف شيئا عن مصير ابنتهم الشابة.ويذكر أن مركز البحرين لحقوق الإنسان، وهو منظمة مستقلة، ذكر فى تقرير له أن عدد المعتقلين والمفقودين 400 شخص بينهم عشر نساء، وأن غالبية المعتقلين لا يـُعرف مكان احتجازهم.


المصدر : اليوم السابع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق