يبدو أن الضربة الموجعة التي تلقاها قطاع الطيران والسفر باستخدام الطائرات في الفترة الأخيرة جراء بركان أيسلندا وما خلفه من غبار بركاني أصاب حركة الطيران بالشلل. لن تكون الأخيرة. بل قد تلحق بها ضربة أشد قسوة ربما تعود بهذا القطاع إلي الصفوف الخلفية في مضمار نقل المسافرين والتنقل عبر الدول. الضربة المقبلة كما يقول الخبراء لن تكون ناتجة عن ثورات الطبيعة كما كان الحال في بركان أيسلندا. بل ستأتي من وسيلة مواصلات قديمة اخترعها الإنسان في القرن التاسع عشر لكنها تراجعت نسبياً في النصف الثاني من القرن العشرين في ظل التطور الكبير الذي شهده عالم صناعة الطائرات والسيارات. وهذه الوسيلة هي السفر والتنقل باستخدام القطارات. يؤكد الخبراء أن الأعوام القادمة ستشهد سيطرة مطلقة للقطارات في ظل المشاكل التي قد تعترض السفر بالطائرات ومنها نفاد الوقود المستخدم لتسيير هذه النوعية من وسائل النقل. فضلاً عن الحوادث الكثيرة والمتكررة التي جعلت من ركوب الطائرات مغامرة غير محسوبة العواقب. يشير كريستيان وولمر الكاتب المتخصص في شئون وسائل النقل بصحيفة "فاينينشيال تايمز" البريطانية إلي أن القطارات حققت نجاحاً مبهراً في الفترة الأخيرة في مجال نقل الركاب. خاصة تلك النوعية التي يطلق عليها قطارات فائقة السرعة ومنها قطار "يوروستار" الذي يتم تسييره في أكثر من 12 دولة أوروبية بسرعة تزيد علي 200 ميل في الساعة. مضيفاً أن هذه القطارات لم تحقق فقط ثورة في مجال نقل الركاب بين بلدان القارة الأوروبية. بل أصبحت دليلاً دامغاً علي تطور الدول التي تستخدمها.
الجمهورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق