السبت، 13 أبريل 2013

«اليوم السابع» فى جمهورية الخصوص القمامة تحاصر السكان.. ومستشفى واحد يخدم 5 . 2 مليون مواطن «الحرية والعدالة» و«النور» يوفران الخدمات الأساسية للمواطنين.. و5 كنائس تغطى احتياجات الأقباط


تلال القمامة تحاصر 2.5 مليون مواطن يسكن الخصوص

تلال القمامة تحاصر 2.5 مليون مواطن يسكن الخصوص
صمت مطبق ومواطنون متخوفون ورجال أمن متراصون أمام المنازل.. هذا هو المشهد الآن بمنطقة الخصوص التى استيقظت يوم السبت الماضى على أحداث فتنة تقع فيها للمرة الأولى راح ضحيتها 6 أفراد. تعانى منطقة الخصوص من مشاكل اقتصادية واجتماعية، ولا يتوقف الأمر بها فقط عند حد أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة تبدأ من الغياب التام للبنية التحتية وعدم توافر مياه شرب نظيف، إضافة إلى وجود مستشفى واحد تخدم 2.5 مليون مواطن.

يتغيب دور الأمن بشكل واضح بمنطقة الخصوص، وظهر هذا فى الأحداث الأخيرة، وهو ما أكد عليه المواطنون، ناهيك عن انتشار الأسلحة فى المنطقة.

ويسيطر على المنطقة حالة من الريبة وانتشار الشائعات، هذه المشاكل المنتشرة فى المنطقة بدت مادة خصبة لنشر الفتنة.. «اليوم السابع» أجرت تحقيقا عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية لمنطقة الفتنة.


القمامة تحاصر السكان.. ومستشفى واحد يخدم 5 . 2 مليون مواطن «الحرية والعدالة» و«النور» يوفران الخدمات الأساسية للمواطنين.. و5 كنائس تغطى احتياجات الأقباط

مواطنون يتراصون، منحنية ظهورهم داخل عربات نقل مغطاة، وتلال قمامة متراكمة فى كل مكان، وعشوائية تحاصرك بمجرد أن تطأ قدمك منطقة الخصوص التى تقع على حدود محافظة القاهرة، وتتبع جغرافيا محافظة القليوبية، واشتهرت منطقة الخصوص فى الأيام الماضية، بعد ما شهدته من أحداث فتنة طائفية بين عائلتين، إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية، راح ضحيتها 6 حالات وفاة، 5 مسيحيين ومسلم واحد، وتعانى المنطقة مثلها مثل بقية عشوائيات مصر من غياب البنية التحتية، وضعف الخدمات، ويؤكد على هذا المواطنون الذين ليس لديهم مياه شرب نظيفة، ويعتمدون على مياه الآبار الارتوازية، ناهيك عن عدم وصول الغاز الطبيعى لأغلب السكان، وانتشار القمامة بشكل كبير فى المنطقة.

فتحية إبراهيم، واحدة من السكان، تقول: «المشكلة الرئيسية هنا هى انتشار تلال القمامة فى كل مكان، وعدم وجود اهتمام من المسؤولين سواء بإزالتها أو حتى توفير صناديق لها»، ويرجع إبراهيم على، أحد شباب المنطقة، السبب فى ضعف الخدمات بالمنطقة إلى وجودها على أطراف محافظة القاهرة وتبعيتها لمحافظة القليوبية، مما يؤخر اتخاذ قرارات خاصة بتطويرها من قبل المسؤولين.

يبلغ تعداد سكان منطقة الخصوص 2.5 مليون نسمة، يتنوعون بين مسلمين ومسيحيين، وإذا ذهبت لمنطقة الخصوص يصعب عليك تحديد تعداد كل فئة على حدة، لعدم وجود تعداد لكل فئة وفقا لديانتها. شارع ترعة الزنانيرى حيث تقع كنيسة مار جرجس التى حدثت بجانبها اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين، لا يختلف حاله كثيرا عن المنطقة، ويؤكد سامح حلمى، واحد من سكانه، أن منطقة الخصوص لا تختلف عن غيرها من عشوائيات القاهرة، فهى تعانى من الإهمال فى توفير الغاز الطبيعى ولا يوجد سوى مستودع أنابيب واحد لكل أبناء المنطقة، إضافة إلى الزحام الشديد على منافذ الخبز، ضعف الخدمات فى الخصوص لا يقتصر على هذا فقط، إنما يمتد للمستشفيات التى لا يوجد واحد منها يغطى مشاكل وأمراض أهالى المنطقة.

أسامة فكرى، عضو مجلس الشورى عن دائرة القليوبية، قال إن أغلب أعمال البنية الأساسية فى المنطقة مبنية على الجهود الذاتية من قبل حزب النور، والجمعية الشرعية، وحزب الحرية والعدالة، وأيضا تقوم الكنائس بدور خيرى فى مساعدة المواطنين، ويبلغ عددها 5 كنائس.

«الشائعات».. بطل الفتنة المجهول فى الأحداث الأخيرة

فى شارع ترعة الزنانيرى حيث تقع كنيسة «مارجرجس» يصعب الإجابة على السؤال ما هو السبب الحقيقى فى الاشتباكات وما حقيقة ما يتردد أن السبب يعود إلى كتابة أحد المواطنين كلمات على المعهد الدينى.

فالشائعات هى الأمر الوحيد المسيطر على المنطقة، وكل فرد لديه قصة مختلفة عما حدث. لا تتوقف عند هذه النقطة، فلكل فرد قصته حول الأسلحة المستخدمة، فالبعض يؤكد أنه لقناصة استهدفوا أشخاصا بعينهم، خاصة الأقباط، والبعض يؤكد أن السلاح غير معلوم مصدره أو شكله. رضا واحدة من سكان المنطقة، تقول السبب وراء زيادة حدة الاشتباكات بين المسلمين والأقباط ما قام به أحد شيوخ المساجد فى المنطقة بعد بدء الاشتباكات، مطالبا جميع المسلمين فى المنطقة بالنزول والانتقام من الأقباط. المعهد الأزهرى الذى يعمل به الشيخ «العجلاتى» لا يبعد كثيرا عن الكنيسة، فالشيخ لا توجد عنه معلومات سوى ما يردده الأهالى، والكنيسة ترفض الحديث مع الإعلاميين. فاتن واحدة من قاطنى المنطقة تقول: «السلاح الذى ظهر والأفراد الذين قاموا بهذه الجريمة من خارج المنطقة ولأول مرة نراهم، فهذا الحادث المتسبب به يد خارجية تريد إشعال الفتنة فى المنطقة».

تراجع دور الأمن فى «الخصوص» عقب ثورة 25 يناير ساعد على انتشار السلاح ويحرض التجار على اقتنائه لحماية مصالحهم ,,

الجلسات العرفية.. بديل الغياب الأمنى وانتشار السلاح

“ الأهالى: الشرطة لا تظهر فى المنطقة إلا فى الأعياد وأغلب سكان المنطقة يملكون أسلحة ”

من أين أتى المواطنون بالسلاح الذى استخدم فى الاشتباكات بين الأقباط والمسلمين بالخصوص؟، وأين كانت الأجهزة الأمنية فى الساعات الأولى لوقوع الحادث؟، وكيف توفيت 6 حالات دون تدخل الشرطة ؟. أسئلة طرحتها أحداث كنيسة «مارجرجس» بالخصوص التى أشارت إلى غياب الأمن، وهو ما أكده المواطنون هناك، بأن دور الأمن تراجع بعد ثورة 25 يناير فى المنطقة وحل محله الجلسات العرفية، وساعد هذا على انتشار السلاح بين الأهالى كوسيلة لحماية أنفسهم.
يقول جورج عبدالسيد، واحد من أبناء المنطقة «الأمن غير متواجد هنا ودوره تقريبا مختف، فلا نرى أفراد الشرطة إلا فى الأعياد أمام الكنائس لحمايتها، أما غير ذلك فلا يتواجدون، وظهر هذا يوم الأزمة، حيث أتت قوات الأمن بعد خمس ساعات من الاشتباكات، وبعد وفاة أحد الأشخاص».

ويضيف جورج « أغلب سكان المنطقة يعملون بالتجارة، ويقومون بشراء أسلحة لحماية أنفسهم، وليس للاتجار به».

وعن السلاح الذى ظهر فى الاشتباكات الأخيرة بين مسلمين وأقباط، أوضح جورج أنهم لا يعرفون مصدره، ولا من أين أتى به المواطنون وبهذا الكم، متهما أجهزة الأمن بالمسؤولية عن الحادث لعدم تدخلها فى محاولة فض الاشتباك وحماية أى طرف من الأطراف. وحمل هانى لطفى واحد من سكان المنطقة الأمن جزءا من المسؤولية فيما وقع من اشتباكات بين مسلمين وأقباط بالخصوص، مؤكدا أن تأخره فى الوصول بعد وقوع الاشتباكات زاد من حدتها، إضافة إلى أنه لم يستطع السيطرة على الموقف بعد ذلك، وعن هوية المواطنين الذين استخدموا أسلحة نارية فى الاشتباكات بين مسلمين وأقباط أكد أنهم غير معروفين، وأن وقت الاشتباكات جاء الرصاص من كل اتجاه، فأصبح غير معروف من يوجهه، لكنه عاد يقول إن الأسلحة التى تم استخدامها فى المشاجرات بدأت من المسدسات وصولا لأسلحة تشبه أسلحة القناصة.








المصدر اليوم السابع

==============
اقرأ أيضا :
بالفيديو.. معز مسعود فى مؤتمر أحباب الله بكندا: المتطرفون يغتابون الناس على التليفزيون ويستغلون الدين وهذا طريق الإلحاد.. هؤلاء يظنون أنفسهم على هدى.. والشيطان يفضل مدخل التطرف على الكفر
نجل مرسي: «اللهم ابتل إسرائيل بجبهة إنقاذ كمصر» وآخر ساخرا: «ورئيس كرئيسنا»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق