تعترف الفنانة التونسية درة أن جنسيتها كانت وراء اختيار المخرج أكرم فريد لها لتجسيد شخصية «جيهان» بفيلم «سامى أوكسيد الكربون»، حيث رأى الأخير أنها عاشت أجواء الخوف والقلق خلال ثورة بلادها، وبالتالى من السهل عليها التعبير عن تلك المشاعر بأحداث الفيلم.ورغم تأكيدها أن مشهدا واحدا لم يضف إلى السيناريو بعد ثورة 25 يناير حتى لا تتم المتاجرة بها فإنها تعترف بإضافة بعض الافيهات المقتبسة من الثورات العربية مثل «زنجة زنجة.. وإلى الأمام»، وذلك كنوع من الكوميديا الشعبية الجديدة التى يتداولها الجميع حاليا.- هل تعتقدين أن توقيت عرض الفيلم يمكن أن يضره؟ــ بالتأكيد التوقيت الحالى صعب جدا لأن الناس لا تشعر بالأمان الكامل فى رحلتها لدور العرض إلى جانب مواعيد الامتحانات التى تقلل من نسبة مشاهدته، ولكنى أيضا أشعر بالسعادة من توقيت عرضه لأنه من أوائل الأفلام التى عرضت عقب الثورة المصرية المجيدة، كما أننى واثقة من نجاح الفيلم وتحقيقه إيرادات كبيرة فى السينما.وأضافت: الهدف من عرض الفيلم حاليا هو شعور الجمهور بعودة الروح مرة أخرى إلى السينما لما يتمتع به من روح كوميدية تحترم عقول المشاهدين وترتقى إلى لقب ما بعد الثورة فضلا عن أن الشركة المنتجة كان لديها الرغبة فى استكمال الفيلم بعد الثورة كما أن بعض مشاهد الفيلم صورت خصيصا لما بعد الثورة.- معنى ذلك أن سيناريو الفيلم شهد بعض التعديلات عقب الثورة؟ــ لم نعدل بالسيناريو على الإطلاق.. وقد أحزننى ترديد البعض لذلك.. فالسيناريو تم تنفيذه كما كان عليه قبل الثورة تماما، ولكن تم وضع إفيهات للفيلم فى الشعارات منها «زنجة زنجة، وثورة ثورة، وإلى الأمام، والتنحى».. أى أن الموضوع لم يتم تعديله بل تم إضافة إفيهات فقط وكان المخرج يرفض إدخال أحداث من الثورة أو مظاهرات على الفيلم حتى لا يركب الموجة السائدة.وقد أعجبنى أن هانى رمزى كان دائما ما يقدم أفلاما سياسية وينتقد الحكومة ولكنه اليوم ظهر بفيلم كوميدى لايت ولم يركب الموجة.- وهل كانت الرقابة ستقبل السيناريو فى حال عدم اندلاع الثورة؟ــ بالتأكيد كان الفيلم سيواجه مشاكل عديدة من قبل الرقابة وعندما صورنا الفيلم لم نتوقع أن تحدث ثورة ولم نكن نعلم أن الأمور ستصل لهذه الدرجة فما حدث كان مفاجأة سعيدة.- هل كان لجنسيتك التونسية دور فى اختيارك لبطولة الفيلم؟ــ كلمنى المخرج أكرم فريد قبل أن أقرأ السيناريو وقال لى إن الدور جديد وكنت واثقة فى كلامه لأنى عملت معه من قبل فى فيلم «الحب كده» فتحمست للدور الجديد الذى أتاح لى أن أكون متنوعة فى أدوارى، وقال لى أيضا: أنت تونسية وتستطيعين أن تجسدى هذا الدور لأن تونس مرت بالظروف التى مرت بها مصر من حيث قيام الثورة وتشابه المطالب الشرعية للمواطن.- إلى أى مدى توجد شخصية جيهان فى مجتمعنا؟ــ بالفعل هناك بنات كثيرات خصوصا بنات وسط البلد اللاتى نزلن مظاهرات ميدان التحرير واعتصمن لأنهن يؤمن بمبادئ وقيم وطنية عظيمة.. وقد تقمصت الشخصية بكل حواسها وتخيلت جيهان بهذا الشكل لبساطتها وستايل ملابسها كان مناسبا للدور.. ولكنى تعمدت أن تظهر بمظهر جيد وأن تكون جميلة فى نفس الوقت لأن المعروف عن البنات المثقفات أنهن غير مهتمات بمظهرهن فتساءلت: ما المانع من كونها مثقفة وجميلة فى نفس الوقت؟.? الفيلم تطرق لحقوق المرأة.. هل ترين أنها ما زالت لم تحصل عليها بعد؟ــ بالفعل.. لأن المرأة بالنسبة للبطل مجرد ترفيه، ونظرة الرجل للمرأة غير صحيحة فالمرأة تمتلك العقل والشخصية ولها دور إيجابى فى المجتمع والدليل أننا فى الثورات العربية وجدنا أن المرأة كان لها دور وكانت ندا قويا إلى جانب الرجل من حيث الدور الإيجابى وعدد الضحايا، فلابد أن تتغير نظرتنا للمرأة ولابد أن تكون حقوقها ومكانتها فى المجتمع على قدر وجودها.? هل من الممكن أن نجدك تشاركين فى أفلام تتناول الثورة المصرية والتونسية ؟ــ رغم أن الواقع أقوى بكثير من صناعة أفلام عن الثورة والناس والمشاعر كانت حقيقية، فمن الصعب أن نأتى بها كما هى من خلال فيلم وأنا ضد أن نأتى بأشياء معروفة وتم رصدها وليس لدىّ مانع فى عمل ذلك ولى الشرف.. ولكن بشرط أن يكون هناك تناول موضوعات جادة من جوانب الإنسانية ليس فى الميدان فقط بل وخارجه أيضا.? هل سيكون للفنانات دور أكبر فى البطولة السينمائية بعد الثورة؟ــ حتى الآن المرأة فى السينما لم تنل حقها الطبيعى من البطولة النسائية وما زال الرجال لهم نصيب الأسد على الرغم من قيام نجمات بعمل أدوار البطولة وأتمنى أن الاثنين يأخذا نفس الحق على عكس الدراما، فالبطولة النسائية فيها أكبر من السينما.? هل خفضت أجرك فى السينما كما فعلت فى مسلسل «الريان»؟ــ لم تطلب الشركة المنتجة للفيلم منى ذلك، وأنا أرى أن أجرى مناسب جدا وكثيرا ما يرى البعض أننى أستحق أكثر من ذلك فأنا لا أهتم بالمادة بقدر ما أهتم بالقيمة الفنية، أما بالنسبة للدراما فقد خفضت بالفعل أجرى نظرا للظروف الأخيرة.
المصدر : الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق