قال رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام فى الشرق الأوسط، تونى بلير، إن مدينة القدس تمثل جزءاً كبيراً من حياته أينما ذهب.وأضاف بلير، فى مقابلة مع تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى)، أثناء وجوده فى مدينة رام الله بالضفة الغربية وبث مساء اليوم، الأحد، أنه يشعر إلى حد كبير أنه فى وطنه لدى وجوده فى هذه المدينة (القدس).وبالحديث عن السياسة فى منطقة الشرق الأوسط، أوضح مبعوث اللجنة الرباعية الدولية أن السياسة تغيرت إلى حد كبير فى المنطقة فى أعقاب مسلسل الثورات الشعبية التى شهدتها الآونة الأخيرة، مما يفرض تحديات كبيرة أمام السياسيين.وشدد بلير على أن هذه المرحلة تتطلب شيئاً من الجرأة فى اتخاذ القرارات والمبادرات وإعادة تفعيل هيكل لاستكمال المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وجار الآن العمل على جس النبض لمعرفة مدى إمكانية تحقيق ذلك. وألمح إلى أن هناك مشكلة - نوعا ما - تكمن فى أن الجانب الفلسطينى بصفة خاصة يأبى استئناف التفاوض دون التأكد من أن هذه المفاوضات ستعود عليه بالنفع على أرض الواقع.كما أعرب بلير عن اعتقاده بأن التحرك فى هذا الاتجاه (التفاوض) فى الوقت الراهن سيعود بالنفع - بشكل خاص - على الجانب الإسرائيلى، لأنه يرى أن هذه هى "لحظة استراتيجية" بالنسبة لإسرائيل، وأن أهم ما يميز السياسى هو تحديد مثل هذه اللحظات واستغلالها على النحو الأمثل.وحول المصالحة بين حركتى فتح وحماس، أكد ضرورة أن تتوج باتفاق حقيقى فى الرؤى السياسية وليس اتحاد لمجرد الاتحاد، مشيرا إلى أن المفاوضات لا يمكن لها أن تستأنف دون اعتراف حماس بإسرائيل وإنهاء ممارستها لأعمال العنف، على حد تعبيره.وفيما يتعلق باختلاف موقف حلف شمال الأطلسى (ناتو) من ليبيا وسوريا، والتدخل لحماية المدنيين فى ليبيا دون سوريا، أوضح رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام فى الشرق الأوسط أنه لا توجد موافقة على التدخل العسكرى فى سوريا لأسباب لا يعلمها بدقة.وأعرب بلير عن رؤيته بأن ما تشهده المنطقة فى الوقت الراهن مما يسمى بالربيع العربى هو شىء إيجابى بالتأكيد، حيث عبرت الشعوب عن عدم رغبتها فى العيش بهذه الطريقة، وحطمت القيود المفروضة عليها، وهذا من الأشياء المذهلة داخل الروح البشرية.وألمح إلى أن هذا مؤشر طيب بالنسبة للغرب، حيث يرى المجتمع الغربى الشعوب العربية وهى تتمنى العيش على قيمه ومبادئه، ومن أهمها الحرية. وعلى صعيد آخر، أكد بلير أنه تعلم درسين من عملية غزو العراق، الأول أن الشعوب لا تريد إلا الديمقراطية والحرية، والثانى أن هناك تعقيدات دينية وقبلية بالمنطقة تشكل عائقا أمام التغيير.ودافع بلير عن غزو العراق بقوله، "إن صدام حسين ليس مبارك"، فهو لم يكن ليتنازل عن الحكم وإنما "يواصل قتل أبناء شعبه، كهذه الطريقة التى يمارسها الرئيس السورى بشار الأسد فى الوقت الراهن".
اليؤم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق