الاثنين، 12 يوليو 2010

عم حمدى : الربع جنيه مكسب كويس المهم إن الصين غفلانة عن «المنخل»



أسلاك ذات خيوط رفيعة وقطعة خشب ومكان فارغ فى أى سوق.. هى كل ما يحتاجه حمدى السيد ليعيش حياته وينفق على أبنائه الستة، فوسط الملابس المستعملة والستائر وأدوات المطبخ يجلس حمدى فى سوق الخميس ليبيع المنخل الذى قضى عمره وبصره فى تصنيعه.
٢٥ قرشا هو المكسب الذى يحصل عليه حمدى من كل قطعة يصنعها، ومكسبه الأسبوعى لا يتعدى ٢٠ جنيها، ومع ذلك فهو لايزال متمسكا بهذه المهنة، لأن المنخل هو السلعة الوحيدة التى لم تنافسه فيها الصين حتى الآن: «٣٠ سنة وأنا باشتغل فى المهنة دى لحد ما نظرى ضعف وسنى كبر لكن مليش غيرها».
لم يكتف حمدى بعمره الذى قضاه فى تصنيع وبيع المنخل، فقرر أن يورثها لأبنائه الستة خاصة أنه لا يملك غيرها ليورثه لهم: «علمتها لولادى علشان يكملوا فيها من بعدى».
يبدأ حمدى يومه فى السادسة صباحا متوجها إلى مكانه المخصص فى السوق، حيث يضع قطعة قماش تحميه من أشعة شمس الصيف الحارة، وطوال ١٠ ساعات متواصلة لا يتوقف حمدى عن العمل، ولا يكتفى بالعمل فى سوق الخميس فقط، فخبرته بالأسواق الشعبية جعلته ينتقل من سوق إلى سوق: «ماخلتش سوق فى القاهرة ولا المحافظات إلا وزرتها وبعت فيها بضاعة».
كل ما يخشاه حمدى هو أن يصاب سوق الخميس بما أصيبت به سوق الجمعة، مشيرا إلى المخاطر التى أصبحت الأسواق الشعبية تواجهها: «خايف أصحى فى يوم ألاقى الحى نقل سوق الخميس زى ما نقل سوق الجمعة بعد الحريقة، مش كفاية الإتاوة اللى بندفعها للبلدية علشان تسيبنا بدل ما نقعد نجرى زى الحرامية».
مجبر أخاك لا بطل.. منطق يتعامل به حمدى السيد أثناء تنقله بين الأسواق الشعبية التى لا يجد ما يرحمه منها: «أنا متبهدل لكن مش بإيدى مش معايا تمن محل». وعلى كل حال يصبر «عم حمدى» نفسه على ما يراه فى رحلته مع المنخل بجملة واحدة: «أكل العيش مر».

المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق