السبت، 17 يوليو 2010

الزمالك ينتظر عمرو موسى


العمارة تطل على نادى الجزيرة على بعد أمتار قليلة من فندق الماريوت بحى الزمالك. أما الشقة فكان يقطنها فى القرن الماضى الناقد والشاعر السيريالى جورج حنين مع زوجته إقبال أو «بولا» حفيدة أمير الشعراء أحمد شوقى.شقة حنين وبولا تخضع للتجديد استعدادا للساكن الجديد الذى سيشغلها قريبا ــ ربما مع مطلع العام المقبل أو فى ربيعه: عمرو موسى وزوجته ليلى بدوى.سكان العقارات الملاصقة يتابعون «منذ نحو 3 أشهر أعمال توضيب وتجهيز الشقة»، ويقول أحدهم «يبدو أن أمامهم أشهر أخرى»، من المنتظر بعدها أن ينتقل الدبلوماسى المصرى الرفيع من منزله فى القطامية عائدا إلى وسط المدينة المزدحم، الذى تركه منذ أعوام قليلة بعد أن كان يطلق على شارع مكة قرب نادى الصيد اسم «الشارع اللى ساكن فيه عمرو موسى».سيأتى موسى هذه المرة إلى الزمالك على بعد أمتار قليلة من نيل القاهرة، الذى يعشق النظر إلى صفحته المنسابة، وعلى بعد خطوات من نادى الجزيرة، الذى طالما جلس فيه منذ أن كان سفيرا بالخارجية وخلال عقد التسعينيات الذى كان فيه وزيرا للخارجية. بل كان النادى شاهدا أيضا على السنوات الأولى لتوليه منصب الجامعة العربية فى 2001 قبل انتقاله إلى منزل فى الضاحية الشرقية الراقية.المنزل الجديد، الذى سيجمع موسى وبدوى، بعد أن طال تنقلهما معا من أنحاء القاهرة إلى نيويورك ومومباى منذ زواجهما نهاية الستينيات، يقع فى الدور الثانى من العقار، الذى لا يتجاوز الأربعة أدوار.ومنذ ما يقرب من 15 عاما، دفع محمد مغازى صديق جورج حنين، مليون و700 ألف جنيه، مقابل شراء الشقة ليسكنها مع زوجته قبل وفاته. ومع وفاة الأخيرة الصيف الماضى، قام الورثة ببيعها لموسى مقابل مبلغ لم يكشف عنه أى من الجانبين بالنظر لحساسية منصب رجل الدبلوماسية.ولم تتمكن «الشروق» من دخول المكان، إلا أن إحدى جارات موسى فى المستقبل، قالت إن مساحة الشقة تقترب من 250 مترا مربعا «بها 3 غرف للنوم ولكن صالة الاستقبال صغيرة إلى حد ما».وسيتنازل موسى بذلك عن المساحة الكبيرة لمنزل القطامية، الذى يقول البعض إنه بصدد عرضه للبيع أو الإيجار. وهو منزل اعتاد أن يستقبل فيه كبار الشخصيات فى مناسبات خاصة، وأحيانا شبه رسمية، من وزراء خارجية عرب وغربيين، وحتى أمين عام الأمم المتحدة. كان منزل القطامية أيضا شاهدا على لقاءات منها ما صار يعرف فى العالم العربى بـ«تفاهمات القطامية»، وهو اللقاء الذى جمع فى أجواء، وصفت آنذاك بأنها «ودية»، وزراء خارجية مصر والسعودية وسوريا وقطر وعمان فى مبادرة «لتلطيف الأجواء» العربية ــ العربية، خاصة بين القاهرة والرياض من جهة ودمشق من جهة أخرى. كما شهد لقاءات تناولت القضية الفلسطينية، التى شغلت موسى طوال حياته الدبلوماسية منذ انضمامه للسلك الدبلوماسى فى منتصف الخمسينيات وحتى اليوم ــ وربما حتى مايو المقبل.اليوم يبدو موسى مستعدا للتخلى عن ذلك النمط من الحياة، ويتأهب لما هو آت بعد انتهاء مدته الثانية أمينا عاما لجامعة الدول العربية فى مايو المقبل، وهى المدة التى يسعى مسئولون مصريون ألا تكون الأخيرة. وزير الخارجية الأسبق والدبلوماسى المحنك الذى يحتفل فى أكتوبر المقبل بعيد ميلاده الـ74، مازال يقع تحت ضغوط تمارسها عليه القاهرة للتمديد خمسة أعوام أخرى، أو على الأقل لعامين إضافيين لتفادى تدوير منصب الأمين وخروجه من تحت «سيطرة مصر» حسبما تريد بعض العواصم العربية التى لا تمانع، رغم ذلك، حسب دبلوماسييها، فى المد لموسى بذاته.فى المقابل يبدو موسى غير متحمسا للبقاء فى العمل «العربى الرسمى»، راغبا ربما، كما ألمح سابقا، فى الانخراط فى العمل السياسى المصرى أو كتابة مذكراته، وما بينهما يقرأ الجريدة ويدخن سيجار «اوب ـ مان» أو «كوهيبا» عبر شرفة شقته الجديدة فى الجزيرة.
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق