الخميس، 15 يوليو 2010

مفتي مصر : تنفيذ وعود أوباما للعالم الاسلامي صعب المنال


فى مقال له نشر بـ"واشنطن بوست"
أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن مسئولية تحسين العلاقات بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة تقع على كاهل الجانبين، لنتمكن بناء عالم أكثر إشراقًا وازدهارًا وبالتعاون والاحترام لا شيء يستحيل على الإنسان فعله.
وأوضح الدكتور على جمعة أنه وبعد مرور عام من خطاب اوباما أدرك الجميع أن ترجمة وتنفيذ الوعود التى قالها الرئيس الامريكى الى واقع أمر صعب المنال.
ودعا مفتي الجمهورية إلى ضرورة أن نتدارس سويا كيفية الدفع بتلك النوايا الحسنة والأمنيات الطيبة التي صاحبت خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في جامعة القاهرة العام الماضي إلى الأمام، وترجمتها إلى برامج عملية تنفيذية تهدف إلى تجاوز مفهوم الحوار إلى مفهوم الشراكة.
جاء ذلك في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" و"نيوزويك" بقلم فضيلة المفتي بمناسبة مرور عام علي الخطاب الذي وجهه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من القاهرة، واكد جمعة على أن الحاجةُ إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة أَمْسَتِ أشدَّ إلحاحًا في ضوء تلك المشكلات التي عكرت صفو العلاقات بين الشعوب والمجتمعات و ذلك من خلال الحوار المبني على التعددية الدينية والتنوع الثقافي والاعتراف بالهويات والخصوصيات.
وأكد أنه لا بد من أن يكون التعليم في صدارة الاهتمامات لما له من تأثير بالغ في نشر ثقافة الحوار، ولذا فإنه يجب علينا أن نعزز الأنظمة التعليمية حتى يستفيد الشباب من التنوع الثقافي وقبول الآخر،وان نسعى الى تصحيح المفاهيم المغلوطة التي غالبا ما تفسد علاقاتنا بالآخر والتي منها ما يتردد حول قضية وضع المرأة في المجتمعات الإسلامية، دور الشريعة، حقوق الأقليات وأنه لابد من مناقشة مثل هذه القضايا مناقشة جيدة، مع فهمها في أطرها وأسسها التاريخية والثقافية والدينية.
وطالب مفتي الجمهورية بفتح قنوات دائمة للحوار المتواصل العلمي والثقافي والاقتصادي والتكنولوجي بين المسلمين وبين الولايات المتحدة،وشدد على أنه يجب أن تكون السياسات الإصلاحية نابعة من مجتمعاتها موضحا أنها من أجل أن تدوم تلك السياسات، لابد أن تنبع من واقع مجتمعها وإطاره الثقافي،وطالب بضرورة أن تكون السياسة الخارجية المتزنة أساسًا لتحسين العلاقات، وأنه من الضروري سيادة القانون في أوقات النزاع، ولا بد من وجود جهد منسَّقٍ من كلا الجانبين لاحترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وقال أنه مع إعلاء قيمة القانون تَسُود العدالة ولا يستطيع أحدٌ الاختباءَ وراء ذرائعَ كاذبة ويرى الرأي العام الإسلامي ضرورة التطبيق الفوري لذلك على قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني إننا جميعا مدركون أن إقامة السلام العادل والشامل في فلسطين سوف يكون له أبلغ الأثر في العلاقات بين الثقافات والأديان، والأكثر من هذا أن السلام العادل حتمي لنجاح أي مبادرة تسعى لتحقيق التقارب بين أمريكا والعالمين العربي والإسلامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق