الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009
موسى يطالب بتفعيل دور الامم المتحدة بعملية السلام
طالب عمرو موسى , الامين العام لجامعة الدول العربية بتفعيل دور الامم المتحدة في عملية السلام في الشرق الاوسط , وانهاء الصراعات.
وقال عمرو موسى خلال استعراضه لحصاد الجامعة العربية في عام 2009 - خلال لقاء موسع مع الصحفيين المعتمدين لدى الجامعة - "يجب تفعيل دور الأمم المتحدة في إحلال السلام, وإنهاء الصراعات, وإحداث تقدم حقيقي على صعيد القضية الفلسطينية. وتحجيم دورها كان في غاية الخطأ , لأن ذلك أضر كثيرا بالسلام. ومجمل ما حدث وفي ظل الكيل بمكيالين, يجعلنا نضع علامات استفهام حول مفهوم الوسيط النزيه".
وشدد موسى على أن السياسات الإسرائيلية في الأراضي "المحتلة" واستمرار الاستيطان هو " انتهاك واضح وصارخ للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف".
وأعرب موسى عن "غضبه البالغ" لما نفذته إسرائيل في قطاع غزة نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي , مشددا على ضرورة التزام المجتمع الدولي بتنفيذ ما ورد في تقرير جولدستون, "بما يسمح بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
وأضاف موسى" مطلوب رفع الحصار عن غزة ومساعدة الناس هناك, والمشكلة أن إسرائيل تتعامل مع عملية السلام كانها وليمة, تدعو لها متى تشاء ولا تدعو لها متى ترغب في ذلك, وكأن عدم الجلوس على هذه الوليمة يشعر الآخر بالألم والحسرة, مع انها وليمة خالية, أو تضم إلا طعاما مسمما , وبالتالي لا يبكي أحد على هذه الوليمة".
وشدد على أن المجتمع الدولي كان متفائلا كثيرا عندما سمع خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ولكنه "للأسف لم يحدث اختراق حقيقي في عملية السلام, في ظل تصعيد حملة الاستيطان الإسرائيلي, مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة وجود موقف أمريكي مختلف عن السابق".
وقال موسى: "بيان الإتحاد الأوروبي الأخير , رغم انه كان مختلفا عن المشروع السويدي, استطيع ان اقول بأنه جيد جدا , والسبب أنه تحدث بوضوح عن أن القدس عاصمة للدولتين الفلسطينية, ومن هنا التفاوض سيكون حول كيفية تحقيق ذلك, كما أن موقف الاتحاد الأوروبي بخصوص الحدود والاستيطان كان مشجعا".
وأكد موسى غضبه "لاستمرار حالة التشرذم الفلسطيني" , وقال: "فرض عين علينا أن نقف جميعا وننهي حالة الانقسام الفلسطيني, واحد العوامل الرئيسية لإنهاء هذا الخلاف يكون بالتوقيع على الورقة التي طرحتها مصر للمصالحة, واي تحفظ عليها يجب ان لا يحول دون التوقيع عليها".
وتابع: "حركة فتح وقعت على الورقة المصرية, وانا احييها على ذلك, وفي الوقت ذاته أطالب حركة حماس بالقيام بهذه الخطوة الضرورية سريعا, لان أي تاخير لن يكون لصالح القضية الفلسطينية.
وجدد الامين العام للجامعة العربية التأكيد على محورية القدس في القضية الفلسطينية وفي حل النزاع القائم, مضيفا: "لا دولة بدون القدس الشرقية, ودونها لا سلام ولا تطبيع, ونحن كعرب لا يمكن أن نسلم بالسياسة الإسرائيلية, أو نوافق على زحزحة هذا الملف عن مائدة التفاوض".
وبخصوص مبادرة السلام العربية , قال موسى "انها تشكل الموقف العربي من التطبيع وإيجاد التسوية, والمبادرة لن تبقى طويلا إن استمرت إسرائيل بالتهرب من التزاماتها ".
وقال "انني أرى انه خلال الشهرين المقبلين ستتضح الامور أكثر, وهذا الموضوع سيكون من أبرز المسائل المطروحة على القمة العربية في ليبيا خلال شهر مارس المقبل حيث ستطرح المبادرة على اجتماع الرؤساء والملوك المغلق في القمة لاتخاذ القرار المناسب بخصوصها".
ولفت موسى إلى أن الأسابيع القليلة القادمة, ستحدد طبيعة التحرك العربي بخصوص الانتهاكات الإسرائيلية, وما هي الخطوات المطلوب السير بها, بالإضافة إلى التوجه لمحكمة العدل الدولية.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الجدار المصري " موضوع مطروح صحفيا , وليس مطروحا على أي مؤسسة رسمية سواء الجامعة أو غيرها" , مؤكدا "أن سيادة أي دولة موضوع مسلم به".
واردف موسى: إن الذين يتابعون موضوع بناء الجدار على الحدود مع غزة, لا يتابعون قيام مصر بفتح معبر رفح" منوها في هذا الإطار بفتح المعبر في الأيام الأخيرة.
وحول موضوع القوافل الإنسانية التي تريد دخول غزة , أكد موسى ضرورة مساندة كل حركة إنسانية لمعاونة ومساعدة أهل غزة , لافتا إلى أن النقطة التي تحدثت فيها وزارة الخارجية المصرية هي أنها "تريد تصاريح معينة وإتباع طرق معينة".
وشدد على أنه لابد أن يكون العنصر الغالب على كل العناصر الأخرى, مساعدة أهل غزة, وتمكينهم من الحصول على ما تحرمهم إسرائيل منه عبر هذه الطرق , وأردف قائلا "لا اعتقد أنه يوجد أحد في مصر يمانع في هذا الاتجاه".
وندد موسى باستمرار المجازر المؤسفة في العراق والتي يروح ضحيتها المدنيون العزل, موضحا ان مثل هذه الاعمال تؤخر تقدم هذا البلد إلى الأمام.
وشدد على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن والسودان, والصومال وإنهاء الخلافات عبر الحوار الذي تشارك فيه مختلف الأطراف.
وهنأ الشعب اللبناني بتشكيل الحكومة الجديدة والاتفاق على برنامجها, وبزيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لسوريا, معتبرا هذه الامور "مشجعة وتدعو للتفاؤل".
وحول وضع النظام العربي الرسمي في ظل اقتراب نهاية فترة مدته كأمين عام للجامعة العربية , شدد موسى على أن نظاما مثل الجامعة العربية لا يجب أن يرتبط "وجوده بشخص وإلا يصبح هناك خطأ في هذا النظام والحديث عن مصير أمين عام الجامعة العربية مبكر ولكن يجب الحديث فيه".
وقال: " بعد عشر سنوات, هذا يكفي وربما هناك حاجة لدم جديد, في إشارة لاقترابه من الانتهاء من مدته الثانية كأمين عام للجامعة العربية, ثم أردف قائلا "ما قلته أؤمن به , ولا أتردد فيه وهو موقف ثابت".
وأكد موسى أن النظام الرسمي العربي "مهدد ويحتاج إلى تجديد وإعادة نظر, والتوصل لكيفية دعمه, ولكن لابد من وجود نظام عربي, فعندما يقود زعيم مصري كبير , مثل مصطفي النحاس تأسيس الجامعة العربية فإن هذا جاء من منطلق وطني وقومي وإدراكه للحاجة لهذا الكيان العربي في ظل الأوضاع التي كانت سائدة أنذاك".
وتابع: " أنا من الناس الذين يؤمنون بالمصلحة العربية المشتركة, فالعلاقات العربية تبعث الدفء في ظهور الكل, مثلما حدث مع التجمعات الإقليمية الأخرى في العالم, كأوروبا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا فقد أصبحت أوضاعهم أفضل لأنهم يقفوا معا وبالتالي تقدموا ".
وأكد أن الجامعة العربية مسألة أساسية وضرورية لحاضر العرب ومستقبلهم ولا يجب أن تكون بهذا الشكل, منوها بالمؤسسات العربية الجديدة مثل البرلمان العربي, ومجلس السلم والأمن الذي قال إنه سوف يحدث تطورا كبيرا المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أنه في ضوء التقدم الملحوظ في تطبيق قرارات القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية في الكويت , بات مؤكدا بأن القمة الاقتصادية المقرر عقدها عام 2011 في مصر ستكون في موعدها, دون تأجيل.
وفيما يتعلق بإقامة صندوق الصناعات المتوسطة والصغيرة, الذي طرحه أمير الكويت برأس مال ملياري دولار , قال موسى " بات واضحا أن هذا الصندوق سيدخل حيز التنفيذ قريبا بعد توفر النصاب المالي المطلوب, وهذا مهم لأن لهذا الصندوق صلة مباشرة بالعمالة والتبادل التجاري والتخفيف عن الناس".
وعن أهمية تقرير التنمية العربية الذي أعلن عنه قبل بضعة أيام من الجامعة العربية , اكد موسى قلقه ازاء هذا التقرير الذي تحدث عن أن عدد الفقراء في الوطن العربي قد بلغ 140 مليون نسمة وبنسبة تصل ل 50%,.
وأوضح موسى حدوث تقدم على صعيد التجارة البينية بين البلاد العربية بعد أن ارتفعت النسبة من 8% الى حوالي 15%, موضحا أن هذا لا يكفي ويعتبر بداية, لأنه مطلوب رفع هذه النسبة لتصل الى 25%.
وعرض موسى اسهامات الجامعة العربية على الصعيد الثقافي, ودعا لتنظيم قمة عربية ثقافية, وقال "لا يشترط ان يحضر فيها الرؤساء والملوك, , بل يمكن ان تعقد على مستوى أهل الثقافة والفكر".
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق