السبت، 2 يناير 2010

محكمة أمريكية ترفض التهم الموجهة لـ "بلاك ووتر" بقتل عراقيين


رفض قاض أمريكي كل التهم الموجهة لخمسة حراس من شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأمريكية فيما يتعلق بحادث إطلاق نار أدى لوقوع ضحايا مدنيين في بغداد عام 2007. وعلى صعيد متصل، اظهرت دراسة جديدة ان عدد المدنيين الذين قتلوا في العراق قد انخفض في عام 2009 الى حوالي 4500.
من جانبه، اعربت الحكومة العراقية عن "الاسف" لقرار اسقاط التهم عن عناصر شركة "بلاك ووتر" الامنية، مؤكدة انها ستتابع "اجراءاتها بكل حزم لملاحقة" المتورطين في مقتل 14 عراقيا على الاقل في بغداد في سبتمبر/ ايلول 2007.
وقد قال القاضي بالمحكمة الجزئية الأمريكية في واشنطن ريكاردو اوربينا إن ممثلي الادعاء الحكوميين أساءوا استخدام الأدلة ضد المتهمين الخمسة مما دفعه لرفض القضية بالكامل.
وجاءت هذه الاتهامات على خلفية حادث وقع في سبتمبر/ أيلول 2007 قام خلاله حراس من بلاك ووتر كانوا يرافقون موكبا دبلوماسيا بفتح النار في ساحة النسور في بغداد مما أدى إلى مقتل وإصابة 34 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال.
وأكد ممثلو الإدعاء أن الحراس لم يواجهوا أي أعمال استفزازية وأنه لم يكن من بين القتلى أي مسلحين أو أشخاص يمثلون تهديدا للموكب. وواجه المتهمون الخمسة 14 تهمة بالقتل الخطأ و20 تهمة لمحاولة القتل علاوة على تهمة إحراز أسلحة نارية من خلال استخدام سلاح هجومي أثناء ارتكاب الجريمة.
وتعاقدت وزارة الخارجية الأمريكية مع شركة بلاك ووتر الأمنية ومقرها كارولينا الشمالية لتوفير الحماية للدبلوماسيين ومدنيين آخرين يعملون في العراق. ومنذ ذلك الحين غيرت الشركة اسمها إلى "اكس أي سيرفيسيس".
ورفضت الحكومة العراقية أوائل 2009 تجديد رخصة عمل بلاك ووتر في العراق.
العودة إلي أعلي
دراسة: قتلى العراق 4500 في 2009
وعلى صعيد متصل، اظهرت دراسة جديدة ان عدد المدنيين الذين قتلوا في العراق قد انخفض في عام 2009 الى حوالي 4500 لكن التحسنات في الاوضاع الامنية للبلاد تباطأت والهجمات الكارثية حصدت الكثير من الارواح.
وقدرت جماعة "اي.بي.سي" الحقوقية أن عدد القتلى من المدنيين في العراق عام 2009 بلغ 4497 حتى 16 من ديسمبر/ كانون الاول وهو أقل حصيلة قتلى منذ الغزو عام 2003 واقل من نصف الذين ماتوا في عام 2008 وعددهم 9226.
واشاد مسئولون امريكيون وعراقيون بالهبوط الكبير في مستويات العنف في العراق من ذروة القتال الطائفي في 2006-2007.
وتظهر الاحصاءات العسكرية الامريكية ان العنف بلغ ذروته في اواخر عام 2006 واوائل عام 2007 حين كان يقع حوالي 1700 هجوم كل اسبوع.
وشتان بين هذا الوضع واواخر صيف عام 2009 حينما بلغ عدد الهجمات التي سجلت حوالي 200 هجوم اسبوعيا.
لاحظ التقرير اتجاهات تبعث على القلق مثل زيادة حصيلة القتلى من التفجيرات الكبيرة خلال عام 2009 اذ أنها تسببت في سقوط أكثر من 50 مدنيا قتيلا في كل منها. وفي عام 2008 قتل 534 شخصا في تسعة هجمات كبيرة مقارنة مع 750 شخصا قتلوا في ثمانية هجمات في عام 2009.ويكافح رئيس الوزراء نوري المالكي لاحتواء اثار سلسلة من الهجمات المنسقة التي استهدفت منشات حكومية وتسبب أحدثها في قتل 112 شخصا في وقت سابق من هذا الشهر.
واستمرت الهجمات خارج العاصمة أيضا. وفي الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية قتل ما لا يقل عن 25 شخصا يوم الاربعاء فيما بدا انه محاولة لاغتيال المحافظ.
وأذكت تلك الهجمات مخاوف كثير من العراقيين من ان العنف سيتصاعد قبل الانتخابات العامة في السابع من مارس اذار وما بعدها مع استعداد القوات الامريكية لايقاف عملياتها القتالية بحلول الخريف القادم والانسحاب كلية بنهاية عام 2011.
وتهتم حكومة اوباما على نحو متزايد بالوضع الامني المتدهور في افغانستان وهي تستعد لخفض مستويات قواتها في العراق الى 50 ألفا بنهاية أغسطس اب من 115 ألفا في الوقت الحالي.
وقالت جماعة "اي.بي.سي" التي تحصل على احصائياتها من البيانات العامة مثل التقارير اعلامية وتقارير المستشفيات والمشارح ومنظمات المجتمع المدني ان اجمالي عدد القتلي من المدنيين منذ العزو عام 2003 يتراوح ببن 94939 و103588 .
وأبرزت الدراسة اتجاهات اخرى مثل زيادة الهجمات الموجهة الى اهداف معينة باستخدام ما يسميه المواطنون "القنابل اللاصقة" وهي متفجرات توضع على السيارات باستخدام ادوات مغناطيسية.
ويشكل هذا تحولا نحو القيام باغتيالات محسوبة ذات دوافع سياسية وابتعادا عن حوادث القتل الجماعي للمدنيين في الاماكن العامة مثل الاسواق المزدحمة والتي كانت من خصائص نشاط القاعدة في العراق منذ عام 2003.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق