
أثار خطاب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في ذكرى مرور عامين على رحيل بينظير بوتو عاصفة جديدة من الجدل.وقالت صحيفة "دون" الباكستانية أن معظم القيادات السياسية بمن فيهم بعض قيادات حزب الشعب الباكستاني الحاكم كانوا غير متأكدين بشأن ماهية القوى التي اتهمها الرئيس بمحاولة زعزعة العملية الديمقراطية فى باكستان ونوهت بأن هذه كانت المرة الثانية التي يشير فيها الرئيس في خطاب علني إلى "قوى غير رسمية".ففي الشهر الماضي قال في خطاب موجه إلى أعضاء الحزب في كراتشي عبر الدوائر التليفزيونية المغلقة أن هناك اناسا في الخارج يتآمرون ضد النظام وذكرت الصحيفة إن الأحزاب الكبرى اختلفت في رأيها بشأن القوى التي ألمح إليها زرداري في خطابه ففى حين أعرب البعض عن اعتقاده بأنه كان يشير إلى الجيش فإن آخرين قالوا إن انتقاده كان موجها إلى وسائل الاعلام الا أن المتحدث الرئاسي فرحت الله بابار نفى نفيا قاطعا أن الرئيس كان يستهدف ايا من الجيش أو وسائل الاعلام.وقال بابار أن الرئيس استخدم تعبير "قوى غير رسمية" بما يعني انه لايقصد اي منظمة حكومية موضحا ان هذا التعبير يعني عدم وجود تلك القوى في الحكومة مضيفا "إن الرئيس لم يتجنب ذكر الولايات المتحدة لاي سبب بعينه ولكن بعض المحللين السياسيين اساءوا تفسير ما قاله الرئيس". وأضاف قائلا أن "الرئيس أكد ضرورة تجنب الصدام بين اجهزة الدولة".وفي معرض تعليقه على ملاحظات الرئيس الباكستاني ضد القوى التي تعمل ضد الديمقراطية قال أحسن إقبال المتحدث باسم حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية(جناح نواز) أنه من الصعب فهم سبب تخوف الرئيس من الجيش او الاعلام او القضاء.وكان من رأي اقبال أنه لايوجد تهديد لاستيلاء الجيش على السلطة لان ذكريات عهد مشرف لاتزال حاضرة في اذهان الناس وأضاف بأن القضاء والإعلام بالمثل خاضا نضالا مشتركا من أجل استعادة الديمقراطية والأهم هو أن المعارضة تعمل بأسلوب ينم عن شعورها بالمسئولية.ورجح إقبال احتمال أن يكون فشل الحكومة في حل مشاكل الناس وأن تكفل لهم إدارة رشيدة هو الذي يخلق الخوف في عقول الحكام وقال إن الرئيس في الوقت الذي يعرب فيه عن قلقه بشأن محاولات لاضعاف المؤسسات فانه لايطبق ميثاق الديمقراطية الذي وقعه الحزبان الرئيسيان لتقوية المؤسسات الديمقراطية.وقال منور حسن رئيس حزب الجماعة الاسلامية في بيان أصدره من مقر قيادة الحزب "إنه لأمر مدهش أن يشير القائد الاعلى للقوات المسلحة بأصابع الاتهام الى الجيش" وأضاف في إشارة إلى الرئيس الباكستاني زرداري أن "شخصا يتحدث دائما عن المصالحة هاهو يعلن الحرب على الجيش والاعلام والقضاء" وطالب الرئيس زرداري بأن يخبر الامة بعبارات واضحة بمن يتآمرون ضد نظامه في وقت لا توجد فيه معارضة في البلاد.من جانبه رحب الطف حسين ريس حزب الحركة القومية المتحدة (شريك في الائتلاف الحاكم) بخطاب زرداري وقال في بيان أرسله (بالفاكس) من مقره في لندن إن الرئيس أعلنها بوضوح للعناصر المقاومة للديمقراطية أن حزب الشعب الباكستاني سيواصل جهوده من اجل تقوية الديمقراطية والعمل من أجل استقرار البلاد.وكان الرئيس الباكستاني قد شن الاثنين هجوما عنيفا على منتقديه في محاولة منه لاحتواء الأزمات التي يواجهها بسبب العمليات العسكرية ضد مسلحي طالبان وبعد أن رفعت المحكمة العليا الحصانة عن مئات الأشخاص ومن بينهم أربعة من عناصر حكومته المتهمين بالفساد وجدد رفضه لدعوات المعارضة التي طالبته بالاستقالة من منصبه وقال "إن المعارضة لا تخشاه هو ولكنها قلقة إزاء استمرار الديموقراطية في البلاد".جاءت تصريحات زرداري في الذكرى الثانية لمقتل زوجته بينظير بوتو زعيمة حزب الشعب الذي تسلم السلطة بعد مقتلها ويواجه أربعة من أعضاء حكومة زرداري إلى جانب حوالي ثمانية آلاف من المقربين والساسة دعوات قضائية بعد رفع الحصانة التي حالت دون فتح قضاياهم المتعلقة بالفساد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق