روى المواطن المصرى عصمت على عبده موسى - 25 عاما من محافظة دمياط - الناجى الوحيد حتى الآن من طاقم سفينة الشحن الغارقة التوجولية "كريم جنيور "التى غرقت يوم الثلاثاء الماضى - تفاصيل اللحظات الأخيرة التى سبقت غرق السفينة .
وقال لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى الجزائر بعد إفافته بالمستشفى " إن الرحلة الأخيرة للسفينة المنكوبة كانت تحمل على متنها شحنة من مادة الصودا من رومانيا إلى الجزائر ، حيث تم تفريغ نصف الكمية فى ميناء "جن جن " بولاية جيجل الواقع على بعد 400 كيلومتر شرق العاصمة الجزائر، وكان ذلك فى أوائل شهر ديسمبر الحالى حيث كان الطقس سيئا للغاية والأمواج مرتفعة " .
وتابع: وعندما هدأت الرياح نسبيا توجهت السفينة إلى ميناء بجاية على بعد 350 كيلو مترا شرق العاصمة حتى تهدأ الرياح وتستقر الأحوال الجوية، ورست السفينة هناك لمدة يومين، ثم توجهت إلى ميناء "غزوات " لتفريغ ألف طن من الصودا وأصبحت السفينة فارغة تماما".
وأضاف أن "السفينة توجهت بعد ذلك إلى ميناء تنس الواقع بولاية الشلف الجزائرية على بعد 200 كيلومتر غرب العاصمة لتحميل شحنة "خردة حديد"، وكان ذلك يوم 9 ديسمبر الحالى وانتظرت السفينة ستة أيام للسماح لها بدخول الميناء لتحميل الشحنة، وكان من المنتظر دخول الميناء يوم الأحد الماضى، أى قبل وقوع الحادث بيومين .. وأجرى قبطان السفينة "محلدين سنكارى " (سورى الجنسية) إتصالا هاتفيا بالوكيل الجزائرى للسماح بالدخول يوم الإثنين ....غير أن شدة الرياح والعاصفة ليل الإثنين الماضى أجل دخول الميناء إلى ليل الثلاثاء".
وتابع قائلا "فى ليل الإثنين جر "المخطاف" السفينة إلى جهة الشاطىء، فحاول القبطان الاتجاه ناحية الغرب للابتعاد عن الشاطىء وتفادى الاصطدام به ..ثم أمر بعد ذلك برمى مخطافين لتثبيت السفينة، وبعد حوالى خمس دقائق تلقى الضباط الثانى أمرا برفع المخطافين بسبب إقتراب السفينة من الشواطىء بسبب الرياح الشديدة، ثم حاول القبطان الابتعاد مرة أخرى عن الشاطىء غير أن شدة الرياح منعت عمل مكينة السفينة من الابتعاد خارج منطقة الصخور التى توجد على الشاطىء".
وقال المواطن المصرى عصمت على عبده موسى "توجهت أنا فى هذه اللحظات إلى كابينة البحارالهندى للراحة بسبب التعب الشديد بينما كان زميلى المصرى (عبوده شوقى محمد - من محافظة دمياط) واقفا على ظهر السفينة ، ثم سمعته يقول إننا سنغرق ....وهنا أسرعت إلى أسفل السفينة وطلبت من الهنديين اللذين يعملان عليها إطلاق رسالة إستغاثة، وإتجهت مع صديقى المصرى وبحار سورى وإثنان من البحارة الهنود إلى خارج الكباين" .
وأضاف : إنتظرنا حوالى دقيقتين كانت السفينة خلالها تتحطم بسبب ارتطامها بالصخور حيث انقسمت إلى قسمين، وكنا نقف على النصف الواقع فى مؤخرة السفينة والذى بدأ يسقط ببطء فى قاع البحر، وتمسكت بجب المؤخرة التى تسقط ...وناديت على صديقى المصرى أن يمسك بأى شيىء، غير أن قوة الرياح والأمواج فرقت بنا، وأغشى على ولم أشعر إلا وأنا أرتطم بالصخور، وظللت أنادى على صديقى وزملائى الأخرين .. إلا اننى من شدة الصدمة أغشى على مرة أخرى فوق الصخور، ولم أشعر والا وأنا فى المستشفى."
جدير بالذكر أن طاقم السفينة يتكون من تسعة أعضاء، أربعة سوريين ومصريان وهنديان ولبنانى واحد، وتم أستخراج جثتين حتى الآن لقبطان السورى وبحار لبنانى، فيما لاتزال هناك ست جثث مفقودة.
اهتمام جزائري
من جانبه ، قام عمار تو وزير النقل الجزائري بزيارة المواطن المصري الذي نجا من طاقم سفينة الشحن التوجولية "كريم جنيور" التي غرقت أمام ساحل ميناء تنس الجزائري، في المستشفى للاطمئنان عليه والتوجيه بتوفير كل الوسائل العلاجية له.
وأكد الدكتور إيجر مصطفي مدير مؤسسة تنس الاستشفائية بولاية الشلف غرب الجزائر أن الحالة الصحية للمواطن المصري جيدة جدا, وأن إدارة المستشفي وفرت له جميع وسائل العلاج مع إتاحة اتصاله هاتفيا مع أهله في دمياط للاطمئنان عليه، حسبما ذكرت صحيفة الاهرام الخميس التي وصفت الموقف بأنه يعبر عن " الأصالة الجزائرية".
وكان المواطن عصمت علي عبده موسى (25 عاما) من محافظة دمياط قد تمكن من السباحة والوصول إلى شاطئ الميناء وتم نقله إلى مستشفى "تنس" لعلاجه بعد تعرضه لرضوض متعددة، وأمر وزير النقل الجزائري بالتحقيق لتحديد أسباب غرق السفينة الحاملة للعلم التوجولي, التي أدي غرقها إلى مقتل فردين, وفقدان ستة آخرين, مازالت تتواصل الجهود للبحث عنهم.
اخبار مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق