الجمعة، 18 ديسمبر 2009
محيي إسماعيل صاحب "المخبول" : كنت أعيش علي تأجير شقتي !
في البداية تتردد في التحدث معه.. فهو صريح جريء لا يخشي من أحد لديه حضور طاغ واثق من نفسه إلي حد اتهامه بالغرور مؤمن بأنه فنان خسره من لم يتعامل معه.ابتعد لسنوات ورغم ذلك لم ينساه الجمهور ولم ينس أدواره النفسية المعقدة التي جعلت البعض يتخيل أنه مصاب بمرض عقلي هو الفنان العائد محيي إسماعيل الذي ما إن تتحدث معه حتي تدرك أنك أمام "حالة فنية" وإنسانية مختلفة فهو إنسان لطيف وخفيف الظل إلي أقصي حد وقادر علي تفهم الآخر والتعامل معه وهو فنان بارع ظلمته السينما والتليفزيون والقائمون عليهما وبعد عودته مع فيلم "حد سامع حاجة" مما آثار شهية الحوار معه يعيده لجمهوره ويجيب علي أسئلتهم...اسمه محيي الدين محمد إسماعيل.. متزوج من سيدة من خارج الوسط الفني منذ نحو 15 سنة ولم ينجب.* في البداية يجب أن نسأل العائد بعد سنوات من الابتعاد عن الفن.. هل ابتعد محيي إسماعيل عن الفن أم الفن الذي ابتعد عنه؟ لقد ظللت 12 عاما بعيدا عن الفن باختياري اعتذرت خلالها عن العديد من الأعمال التي عرضت عليّ لأنها أعمال ليس لها معني فالفيلم الحقيقي في نظري هو الذي يعيش بعد موتي.* هل تعتقد أن هذه الصفات تنطبق علي فيلمك الجديد "حد سامع حاجة"؟ الفيلم جميل في رأيي وعندما عرض عليّ احتجت إلي أربع جلسات عمل مع المخرج سامح عبدالعزيز والمؤلف أحمد عبدالله فأنا أتعامل مع جيل أنا أبعد ما أكون عنه. وعندما وافقوا علي جلسات العمل شعرت أن الأمور ستكون علي مايرام. ووقعت العقد وكان أمامي سؤال وهو كيف سيراني هذا الجيل؟ كنت مثل الكثير من الشباب خائفا ومرعوبا من العمل. إلا إنني فاجأتهم بشخصيتي وحاولت التكيف معهم. نزلت لهم * كيف؟ كان يجب أن "أنزل" لهم وأتعامل وأفكر بعقلهم.. فأنا لا أتوقع من الآخرين أن يصعدوا لمستوي تفكيري.. بل أتنازل لمستوي الاخرين. * الفيلم مقتبس من فيلم أمريكي بعنوان "أغرب من الخيال" فهل شاهدت العمل الأصلي؟ صدقيني أنا لم أعرف سوي الآن أن الفيلم مقتبس ورغم ذلك أنا لست ضد فكرة الاقتباس.. فالموسيقار محمد عبدالوهاب كان يقتبس أحيانا بعض المقاطع ويبني عليها لحنا كامل. وأعتقد أن "حد سامع حاجة" فيلم جيد علي المستوي الإنساني والفني. * ما الذي جذبك في دورك بهذا الفيلم؟ الدور لكاتب وفيلسوف ساخر يبحث عن الخير ويقف ضد الشر ويحاول خلق نموذج إنساني أخلاقي يتعايش مع متناقضات العصر وأعتقد أنني استطعت أن أصل بهذا المعني للجمهور! * ابتعدت عن الفن لسنوات فكيف كانت حياة محيي إسماعيل؟ منذ ثلاثين عاما وأنا أحمل داخلي جذور "7" روايات أتمني أن أجد الوقت لكتابتهم ومع حالة الركود التي أصابت السينما بدأت في كتابتها وظللت نحو "7" سنوات أكتب هذه الروايات وقدمت أولها "المخبول" التي تعد أول رواية تطبع وتنشر لممثل مصري كما عرضت عليّ دار نشر أمريكية طباعة ونشر روايتي الثانية!! * ولكن كل فنان يوكد أنه يضطر للعمل أحيانا ليؤمن حاجته المادية فكيف تدبرت البقاء كل هذه السنوات بعيدا عن الفن؟ الحمد لله عندي شقة أقوم بتأجيرها. والمادة ليست هدفي بحد ذاتها فأنا أحد القلائل الذين يؤمنون بأن القيمة أهم شيء. * طوال هذه السنوات ابتعدت عن السينما ألم تفكر في التليفزيون؟ أكره التليفزيون وأسبابي هي التعتيم التام علي أعمالي! فرصيدي يضم "25" فيلما ومسرحيتين وعشر مسلسلات لا أري أي منها علي شاشة التليفزيون المصري.. وقد لا يعرف الكثيرون أنني قمت عام 2007 ببطولة مسلسل "المخبر الخاص" من إنتاج مدينة الإنتاج الإعلامي.. ووسط عشرات المسلسلات التي عرضت في نفس السنة.. لم يعرض مسلسل "المخبر الخاص" علي التليفزيون المصري رغم أن العمل محترم وجيد وأرهقني العمل فيه بعد التعديلات التي تم ادخالها علي العمل ليتحول البطل فيه إلي "رمز" قومي.. وأتوجه بسؤالي للسيد وزير الإعلام وأسامة الشيخ رئيس الاتحاد واسألهما لماذا لا يعرض لمحيي إسماعيل الذي يحفظ الجمهور أعماله أي فيلم أو مسلسل؟ * وسط أعمالك ما هو الأقرب إليك؟ كل دور أساهم فيه بروحي ودمي وأعصابي. لذلك فأنا أحب أدواري كلها.. والجمهور يعرف أدواري ويحبها ويكفي أنني قدمت طوال 30 عاما شخصيات من تعقيدات البشر لأقدم مدرسة خاصة بي وهي مدرسة "السيكودراما" ويكفي أنني نلت من أمريكا جائزة خاصة هي جائزة أفضل ممثل سيكودراما في السينما المصرية. * علي سيرة الجوائز كما جائزة نلتها حتي الآن؟ نحو 12 جائزة.. فمنذ بدايتي في الفيلم الإيطالي "أبطال المجد" مع النجم أحمد رمزي والمخرج روبرتو منتيرو وموهبتي تفرض نفسها ويكفي أنني نلت جائزة من مهرجان طشقند في روسيا عن فيلم "الأخوة الأعداء" وجائزة من أمريكا كأفضل ممثل سيكودراما وجائزة جمعية نقاد السينما وكل تلك الجوائز نلتها ولم أكن قد بلغت الخامسة والعشرين. * أين فيلم "القذافي" الذي يروي قصة حياة الزعيم الليبي؟ قمت بالانتهاء من 70% من السيناريو وقد طلبت موعدا مع الزعيم الليبي خلال الشهر القادم لأعرضه عليه.. وذلك من خلال السفارة الليبية.. خاصة أن هناك عرضا أمريكيا لإنتاج الفيلم. إلا أنني سأعرض الأمر أولا علي السفارة الليبية.. وسواء وافقت ليبيا علي الإنتاج أو تم إنتاجه بأموال أمريكية سيكون علي السفارة مراجعة النص مع الشركة الأمريكية منعا لأي تحوير يتم في النص! * عندما عدت للفن هل شعرت أن الزمن تغير وكذلك التقنيات الإنتاجية؟ أنا لا أهتم بالزمن فأنا من أطوعه لمصلحتي. ويكفي أنني أقضي وقت فراغي في دراسة اليوجا والفلسفة التي تمكنني من التعامل مع أي شخص ولو كان الشيطان نفسه. وبالنسبة للتقنيات بالفعل تغيرت الكاميرات والعدسات وحتي المونتاج أصبح اليوم رقميا.. وأشعر بالأسي للعديد من مسئولي المونتاج الذين أفنوا حياتهم في غرف ضيقة في الماضي مع أجهزة متخلفة.. فجيل اليوم حظه أحسن في التقنية فالخام أرخص والأجهزة أفضل بمراحل. * وأخلاق الفنانين هل اختلفت؟ أكره التعليق علي سلوك البشر فكل إنسان مسئول في ذاته. ولكنني استمتعت بالعمل مع زملائي في الفيلم وأعتقد أن معظمهم صرح في أحاديث تليفزيونية أنه كان سعيدا بالعمل معي. * وهل عرض عليك أعمال أخري بعد هذا الفيلم؟ نعم أنا سأعود وبقوة وبشكل جديد "نيولوك" وروح جديدة وسأقدم أي عمل شرط أن يحمل معني وقيمة. * محيي إسماعيل كان مضربا عن الزواج ثم تزوج فجأة فكيف هي حياتك الزوجية؟ الزواج مثل الفن حرية وزوجتي تتفهمني رغم أنها من خارج الوسط وتفهم حاجتي إلي البقاء وحدي أحيانا.. فأنا لا التزم بالبقاء في شقة واحدة طوال الوقت بل أبقي في شقتي الأخري معها أحيانا.. ووحدي أحيانا أخري فالزواج بالنسبة لي ليس تحقيق " س وج" بل حب وتفاهم!
الجمهورية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق