بدأت تايلاند في ساعة مبكرة أمس الاثنين في ترحيل 4 آلاف لاجئ من عرقية الهمونج إلى لاوس رغم المناشدات الدولية لحكومتها لتعيد التفكير في إعادة اللاجئين لوطنهم بشكل إجباري وجماعي ليواجهوا مصيرا مجهولا.
وقال الكولونيل في الجيش التايلاندي ثانا جاروات المتحدث باسم قيادة العمليات الامنية الداخلية إن الدفعة الاولى المكونة من 442 لاجئا من عرقية الهمونج نقلوا من مخيم هواي نام خاو في إقليم فيتشابون إلى حافلات ستقلهم إلى إقليم نونج خاي حيث سيعبرون نهر الميكونج على جسر الصداقة بين تايلاند ولاوس إلى لاوس المجاورة. ورفض الباقون وعددهم 3600 لاجئ حتى الآن مغادرة المخيم بشكل سلمي حسبما ذكر المتحدث. وتابع ثانا " سنحاول إقناعهم بالمغادرة بإرادتهم الخاصة لكن إذا رفضوا سنطبق القانون
ولم تعترف تايلاند على الاطلاق بالهمونج في مخيم هواي نام خاو شمال شرقي بانكوك كلاجئين لكن تصنفهم بدلا من ذلك كمهاجرين غير شرعيين الذين طبقا للقانون التايلاندي يمكن طردهم بدون توجيه اتهامات ضدهم حسبما ذكر ثانا. ومنعت قوات الأمن التايلاندية مسئولين من مفوضية الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين وآخرين من ناشطي حقوق الإنسان وصحفيين من الاقتراب وأبقتهم على بعد عدة كيلومترات من مخيم هواي نام خاو في إقليم فيتشابون شمال شرق بانكوك. وقال مسئول تايلاندي طلب عدم ذكر اسمه إن آلافا من رجال الجيش والشرطة تدعمهم فرق من وزارة الداخلية ,حرصوا على ضرورة ألا يرى اللاجئون أي غرباء حتى لا يؤدي ذلك لاحتجاجات أو مقاومة تلقائية. وقال اريك شوارتز , مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة , في مقابلة هاتفية مع وكالة الأنباء الألمانية "هذا أمر مؤسف ولا يمكن الدفاع عنه, ونحن قلقون للغاية بشأن هذا الأمر". وكانت تايلاند ولاوس قد اتفقتا منذ أشهر على ترحيل لاجئي الهمونج من مخيم هواي نام خاو بحلول نهاية العام الجاري. وأعلنت حكومة لاوس في التلفزيون الحكومي مساء امس أن الهمونج العائدين سيتلقون معاملة إنسانية. وأضاف شوارتز "أمام حكومة لاوس فرصة كبيرة الآن لإظهار سياسة المعاملة الإنسانية لأولئك الذين عادوا". وبدأت الاستعدادات للترحيل الجماعي الأسبوع الماضي عندما صادر الجيش التايلاندي - الذي يسيطر على مخيم هواي بان خاو - جميع الأدوات الحادة والهواتف المحمولة من 4000 نزيل من عرقية الهمونج , وبعضهم يعيش في المخيم منذ عام 2004 على أمل الانتقال إلى دول أخرى والاستقرار بها. وأعربت كل من حكومة الولايات المتحدة ومفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين والاتحاد الأوروبي عن مخاوفهم إزاء ترحيل الهمونج لكن دون جدوى. وقال مصدر بوزارة الخارجية التايلاندية طلب عدم ذكر اسمه "إنها نهاية لقضية طال أمدها بالنسبة لنا. مشكلة الهمونج من لاوس ظلت تواجهنا منذ عقود من الزمن". وكان الجيش الأمريكي قد جند الهمونج - وهم أقلية عرقية عاشت في المنطقة الشمالية الجبلية من لاوس لقرون من الزمن - خلال "حربه السرية" ضد القوى الشيوعية في لاوس. غير أن الشيوعيين سيطروا على مقاليد الأمور عام 1975 , ونسي الأمريكيون أمر الهمونج. وفر آلاف منهم لتايلاند منذ عام 1975 وسعوا للاستقرار بالخارج. وفي 2003 وافقت الولايات المتحدة على استقبال 14 ألف من الهمونج الذين عاشوا لسنوات في معبد ثام كربوك شمال شرقي تايلاند , ومنذ ذلك الحين يسعى قرابة ثمانية آلاف من الهمونج لنيل حق اللجوء لتايلاند ,خوفا من الاضطهاد في وطنهم حسب زعمهم. وتم حشدهم في هواي نام خاو. وفي عامي 2008-2009 عاد منهم نحو ثلاثة آلاف للاوس , ويقضي اتفاق ثنائي مع لاوس بضرورة عودة الباقين لوطنهم قبل نهاية هذا العام. وواجهت تايلاند انتقادات حادة لعدم سماحها لمفوضية الأمم المتحدة العليا لشئون اللاجئين بتحديد استحقاق لاجئي الهمونج لموقف اللجوء. ويقبع ما لا يقل عن 158 شخصا ممن كانوا يعيشون في هواي نام خاو , الآن في مركز احتجاز في نونج خاي, وصنفتهم وكالة الأمم المتحدة للاجئين بأنهم "مواطنون يخشى عليهم". وعلى الرغم من مزاعم بشأن هذا القلق لم تعرب أي دولة أجنبية عن اهتمامها بقبول اللاجئين من مخيم هواي نام خاو. وحتى الان لم توجه حكومة لاوس دعوة لمفوضية الامم المتحدة العليا لشئون اللاجئين للعمل في البلاد ولا مراقبة عملية إعادة لاجئي الهمونج إلى بلادهم على الرغم من أن موظفي السفارة الاجنبية في فينتيان نقلوا إلى مخيمات لإعادة توطينهم حيث انتهى الامر بنحو ثلاثة آلاف شخص من لاجئي الهمونج العائدين. كانت حكومة الولايات المتحدة أعربت الخميس الماضي عن "عميق قلقها" إزاء خطط تايلاند , وقالت إن خطوة كهذه قد تعرض حياة اللاجئين للخطر. كما أرسل الاتحاد الأوروبي خطابا للحكومة التايلاندية الأسبوع الماضي يعرب فيه عن قلق التكتل إزاء عملية الترحيل.
نايل نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق