الثلاثاء، 17 مايو 2011

غارات للناتو على "العزيزية" وموسكو تدخل على خط الوساطة



في الوقت الذي شن فيه حلف الشمال الاطلسي "الناتو" غارات على باب العزيزية مقر العقيد الليبي معمر القذافي في العاصمة طرابلس الثلاثاء ، يجري مسؤولون روس محادثات الثلاثاء مع وفد ارسله القذافي الى موسكو.وجددت طائرات حلف الاطلسي غاراتها على اهداف حكومية ليبية، وكان آخرها استهداف مبنيين رئيسيي حكوميين قريبين من باب العزيزية، مقر القذافي.وقال مسؤولون في الحلف، اطلعوا على تقارير وصلتهم فجر الثلاثاء حول تلك الغارات التي شنت ليل الاثنين، اظهرت اشتعال النار في المبنيين.وقال ناطق حكومي ليبي ان احدى البنايتين تعود لجهاز الامن، والثانية لتخزين ملفات تحتوي على تفاصيل حول ما قال انها قضايا فساد تطال مسؤولين حكوميين سابقيين انشقوا وانضموا الى قوات المعارضة.
وعلى صعيد التطورات السياسية لحل الأزمة التي تعيشها ليبيا ، يجري مسؤولون روس محادثات الثلاثاء مع وفد ارسله القذافي الى موسكو.ومن المنتظر ان يعقب هذا الاجتماع لقاء لاحق مع ممثلين روس ووفد من قوات المعارضة الليبية.يذكر ان روسيا لا تعترف بالمعارضة على انها جهة شرعية في ليبيا، وتستمر في اقامة علاقات رسمية مع حكومة القذافي.الجنائية الدوليةوتأتي هذا التطورات بعد ان طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو إصدار مذكرات اعتقال بحق القذافي وابنه سيف الاسلام، ورئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي.واسند طلبه بقوله:"لدينا ادلة على جرائم مروعة ارتكبت في ليبيا".واضاف اوكامبو: " لقد تمكن مكتبنا من جمع الدلائل المباشرة عن ان القذافي شخصيا اصدر اوامره لقمع التظاهرات وللدائرة المحيطة به ليقوم بالاضطهاد المنهجي لكل من تحدى سلطاته".واوضح "لدينا الوثائق لكي نصدر مذكرات اعتقال ضد معمر القذافي وسيف الاسلام القذافي وعبد الله السنوسي".ووصف اوكامبو في مؤتمر صحفي عقده في لاهاي نجل القذافي سيف الاسلام بأنه "رئيس الورزاء الفعلي وان السنوسي هو ساعدة الايمن والذي قاد بنفسه هذه الهجمات".واشار الى ان مكتب المدعي العام قد تمكن من الحصول على وثائق عن الخطط التي اعدت لقمع المتظاهرين.واضاف:ان "معظم الضحايا هم من الليبين لكن هذه الهجمات الواسعة طالت مواطنيين غير ليبيين ايضا وهي جرائم ضد الانسانية". "لقد تمكن مكتبنا من جمع الدلائل المباشرة عن ان القذافي شخصيا اصدر اوامره لقمع التظاهرات وللدائرة المحيطة به ليقوم بالاضطهاد المنهجي لكل من تحدى سلطاته"واوضح : "لقد ارتكب معمر القذافي الجرائم للمحافظة على سلطتة المطلقة وحسب القانون الليبي ان تحدي سلطة القذافي يعد جريمة".وليس هناك في قانون المحكمة الجنائية الدولية مدة محددة لقيام القضاة باصدار مذكرات الاعتقال بل يقضي قنون المحكمة ان يأخذ القضاة وقتهم لدراسة الادلة.وأكد اوكامبو في بيانه انه القرار متروك "لقضاة المحكمة الجنائية الدولية بقبول طلب المدعي العام او رفضه او الطلب الى مكتب المدعي العام تزويدهم بمعلومات اضافية".كما اوضح ان الشعب الليبي هو المكلف بالقاء القبض عليهم وتقديمهم الى المحكمة الدولية.وأشار ايضا الى ان مكتب الادعاء العام يحقق في دعاوى اغتصاب وجرائم قتل من قبل مرتزقة من جنوب الصحراء وجرائم حرب.وكان اوكامبو قد اعلن سابقا ايضا أن لديه أدلة قوية على جريمتي القتل والاضطهاد تشمل إفادات من شهود عيان.واوضح مكتب المدعي العام انه خلص الى ادلته بعد مراجعة اكثر من 1200 وثيقة و50 مقابلة مع شخصيات رئيسية من داخل ليبيا وشهود عيان.وكان فريق يضم خمسة اعضاء في مكتب المدعي العام قام بوضع اللمسات النهائية الاحد على وثيقة تقع في 74 صفحة وخمسة ملحقات تضم تفاصيل الملف المقدم لطلب اصدار مذكرات التوقيف.من جهتها، قالت الحكومة الليبية انها ستتجاهل اوامر المحكمة مضيفة انها لم تصدق على ميثاقها شانها في ذلك شان الولايات المتحدة.واعتبر نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم ان ممارسات المحمكة الجنائية الدولية تثيرالتساؤلات وانها تهدف الى محاكمة السياسيين الافارقة.
في المقابل ، رحب الثوار الليبيون بطلب مدعي المحكمة الجنائية الدولية، لكنهم أملوا بأن تتم محاكمته أولاً داخل ليبيا.
وقال نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحافظ غوقة ، إن "المجلس الوطني الانتقالي يرحب بقرار مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو".
وأضاف غوقة "نرغب في أن تتم محاكمتهم أولاً داخل ليبيا قبل أن يحاكموا أمام محكمة دولية". وأوضح انه ينبغي محاكمة القذافي أولا على "الجرائم" التي ارتكبها قبل بداية التمرد في منتصف فبراير الماضي، ثم محاكمته على الجرائم المرتكبة خلال قمع التمرد.
وتابع غوقة "تم التشاور معنا ، قدمنا تقريرًا عن جرائم القذافي . والشهود في ليبيا مستعدون لأي تحقيق تجريه المحكمة الجنائية الدولية".
تدخل عسكريوفي واشنطن ، أعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس استمرار دعم بلاده للعملية العسكرية في ليبيا، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة لن تنشر قوات على الأرض، كما أشار إلى أن واشنطن لن تتدخل عسكريا في الاضطرابات التي تهز سوريا حاليا.وردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة في حرب مع ليبيا، قال جيتس في مقابلة على شبكة "سي بي أس" الأمريكية نشرت مقتطفات منها ليل الاثنين بالتوقيت المحلي، انه من المنظور الأمريكي "نحن نشارك في عملية محدودة وحركية".وأضاف جيتس "لو كنا نتعقب (العقيد الليبي معمر) القذافي، كنا لنعتبر في حرب".واعتبر أن كلمة حرب تشير إلى ما جرى في العراق وأفغانستان خلال السنوات الماضية، مضيفاً إن "هدفنا الآن في ليبيا محدود جداً في الواقع، وهو دور داعم في الأساس".ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "كان واضحاً جداً" عندما قال اننا لا ننوي نشر قوات في ليبيا.وكانت محطات تليفزيون عربية ذكرت الاثنين إن شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا انشق على نظام معمر القذافي.ونقلت قناة "العربية" عن مصادر في المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة ان غانم انشق وانضم الى صفوف المعارضين.وقالت قناة "الجزيرة" ايضا إن غانم انشق وغادر ليبيا، لكنها لم تذكر تفاصيل اخرى.ويمثل غانم البالغ من العمر 68 عاما ليبيا في اجتماعات منظمة اوبك. وكان المسؤول الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط منذ عام 2006.ومنذ بدء الانتفاضة في ليبيا في منتصف فبراير/ شباط، أوقعت أعمال العنف آلاف القتلى بحسب مدعي المحكمة الجنائية الدولية ودفعت بحوالى 750 ألف شخص إلى النزوح بحسب الأمم المتحدة.ووصل القتال بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية على عدة جبهات الى ما يشبه الجمود بينما يرفض العقيد القذافي الانصياع لمحاولات إجباره على التنحي.



المصدر : محيط



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق