الاثنين، 12 يوليو 2010

كرم كردى يكتب : كورة x كورة


انتهى عرس كرة القدم الذى نستمتع به كل أربعة أعوام، ومن المؤكد أن ما فعلته جنوب أفريقيا هو شىء فاق التوقعات، فالأكثرية توقعوا فوضى وسوء تنظيم ومشاكل أمنية قد تصل إلى عدم استكمال النهائيات، وكنت أحد هؤلاء المتشائمين، فلقد كنت متواجداً هناك أثناء كأس القارات فى يونيو ٢٠٠٩، وبالفعل بعد عودتى كتبت أن بلاتر فى ورطة، وماذا سوف يفعل فى نهائيات كأس العالم؟! لأننى لمست سوء الحالة الأمنية خاصة فى جوهانسبرج وأيضاً التنظيم ليس على درجة كبيرة من الكفاءة، ولكن اكتشفنا جميعاً أن كأس القارات بروفة أظهرت للدولة المنظمة أوجه القصور واستطاعت تلافيها بنجاح فى كأس العالم، باستثناء المشاكل الأمنية والسرقات التى حدثت وهى من الصعب السيطرة عليها فى دولة معدل الجريمة فيها مرتفع جداً.
الشىء الذى كنت أتمنى حدوثه فى أول كأس عالم تقام فى أفريقيا أن يكون تمثيل الفرق الأفريقية المشاركة قوياً ومشرفاً لنا جميعاً، ولكن للأسف الشديد رغم أنه كان هناك ستة فرق أفريقية، لكن لم يتخط الأدوار التمهيدية ويصل إلى دور الستة عشر غير فريق واحد هو غانا، وكثر الكلام فى الأسباب التى أدت إلى عدم تقديم العروض اللائقة ببعض هذه الدول، خاصة كوت ديفوار، ونيجيريا، والكاميرون،
وكان هناك سبب يردده كثير من النقاد والمحللين، وهو عدم اكتراث اللاعبين الأفارقة باللعب لمنتخبات بلادهم، وتفضِل العودة سريعاً إلى أنديتهم فى أوروبا، حيث يستمتعون بحياة المال والترف، سبب مزعج ومخيف فهو ينزع الانتماء للوطن من داخل هؤلاء، حمداً لله أن هذا الشعور لم يداخلنا إطلاقاً فى أى من لاعبينا، بل دائماً نجد أن الانتماء وحب الوطن هما من الدوافع الأولى للفوز والنجاح سواء من اللاعبين أو الجماهير،
ولكن للأسف الشديد نجد ذلك فقط فى الرياضة ولا نجده فى الحياة اليومية وفى الأداء الوظيفى للجميع سواء فى الحكومة التى شاخت بإدارتها وبكوادرها وبأدائها أو حتي فى موظفى القطاع الخاص الذين بات معظمهم يستبيح كل شىء ولا يقدم شيئاً، ما علينا خلينا فى الرياضة وفى كأس العالم ولا داعى لفتح الجروح التى لا ولن تغلق فى ظل التخبط والظلم والفساد التى نعيش فيها وأصبحت ساكنة فى جنبات حياتنا كلها.
اللحظات التى نشعر فيها بالفخر والاعتزاز أصبحت قليلة بعد أن انخفض ثمننا، واختفى دورنا سواء العربى أو الأفريقى وطبعاً العالمى الذى لم يكن موجوداً أصلاً، عشت حوالى ساعتين وأنا فخور وسعيد ومبتهج بأننى مصرى أفريقى (شعور جاء داخلى لأول مرة) فنحن دائماً نقول مصرى فرعونى، أو مصرى عربى، ولكننى هذه المرة سعدت أننى مصرى أفريقى، كان ذلك أثناء أن قادتنى رجلاى لأن أشاهد مباراة غانا وأوروجواى فى أحد مقاهى فيينا الجميلة فى شارع من شوارع منطقة المشاة غير المسموح فيها لغير المشاة ليستمتعوا ولا يزعجوا من السيارات وغيرها، جلست فى المقهى بعد أن وجدت كرسياً بشق الأنفس وكان الجالسون عددهم يزيد على مائتين والواقفون زادوا على ذلك، ولكم كانت دهشتى عندما وجدت الأغلبية العظمى تشجع غانا ولا أقول الكل، لأنه كان عدد بسيط جداً يشجع الأوروجواى، وربما كانوا مواطنين منها أو من إحدى دول أمريكا الجنوبية، الجميع كان يتمنى فوز غانا، الجميع سعد بأداء غانا، أداء رفيع المستوى، لا تشنج ولا انفعالات زائدة، وتصرفات، حتى عند الهزيمة الدرامية، كانت على درجة عالية من اللياقة، حقاً كان اللاعبون الغانيون مشرفين للقارة الأفريقية كلها، كم تمنيت أن تكون مصر هناك فى كأس العالم.
المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق