الخميس، 15 يوليو 2010

هل يجب علي الرئيس أن يعلن عن أجازاته وزياراته الخاصة؟


أكد مصدر رئاسي مصري أن الربط بين عدم اتمام لقائين كانا مقررين للرئيس حسني مبارك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس وبين "خطط لدي الرئيس للقيام بإجازة خاصة للراحة والنقاهة والمتابعة الصحية أمر مغلوط". وعزا مسئولون مصريون وعرب تحدثوا للشروق الغاء اللقاءات إلي خلافات في وجهات النظر السياسية حالت دون أن يكون للاجتماعات المزمعة فائدة توازي الثمن السياسي الذي تدفعه القاهرة جراء استقبال نتنياهو. ويأتي ذلك علي خلفية ما وصفته المصادر الرسمية المصرية باجراءات استفزازية اعتبرت أنها تهدف لاحراج القيادة السياسية المصرية. "القاهرة كانت تسعي للاستجابة لمطلب أمريكي بتشجيع عباس علي القبول بطلب نتياهو الانتقال من التفاوض غير المباشر إلي التفاوض المباشر ، وهو الأمر الذي كان يتطلب خطوات لم يقدم عليها رئيس الوزراء الاسرائيلي”، حسبما حدد أحد هؤلاء المسئولين. ويقول أحد العاملين السابقين في مؤسسة الرئاسة إن خطط الرئيس للإجازة السنوية، التي يقضيها عادة في منزله الصيفي الكائن ببرج العرب، تتسع أحياناً لتسمح ببعض الزيارات الخاصة خارج مصر برفقته السيدة الاولي وأحيانا باقي أفراد الاسرة وهي الزيارات التي لا تفضل عادة مؤسسة الرئاسة الاعلان عنها، على حد قوله. "هذا ليس تقليدا سنه مبارك. هذا كان الحال دوماً... عندما يسافر الرئيس – أي رئيس – أو قرينته إلي الخارج سواء للراحة أو لاستشارة طبيب، لم تجر العادة علي الاعلان... هذه أمور خاصة"، هكذا قال، مضيفاً أن هذا أمر كثيراً ماحدث خلال عهد الرئيس السابق أنور السادات وأحياناً في عهد الزعيم جمال عبد الناصر. الرئيس حسني مبارك نفسه تحدث في حواره التلفزيوني، مع عماد الدين أديب عام 2005، عن ألم نفسي شديد شعر به عندما لم يتمكن من مرافقة نجله الاكبر إلي الولايات المتحدة حيث خضع الأخير منذ سنوات لعملية جراحية في الظهر. "لو كان الرئيس سافر أمريكا وقتها ليطمأن علي الاستاذ علاء هل كان يجب أن نعلن أم لا؟ هذا سؤال ستختلف التقديرات في الإجابة عليه"، يقول المصدر نفسه. ويصر العاملون في مؤسسة الرئاسة أن هذه "أمور بالغة الخصوصية وليس من حق أحد أن يقحم نفسه علي الحياة الشخصية للافراد" إلا إذا ما تعلق الأمر، حسب تقديرهم، بما يدخل في نطاق الوضع الدستوري للرئيس ولمعاونيه. واعلن مبارك في عامي 2004 و2010 عن عمليتين جراحيتين، واحدة في العامود الفقري والثانية لاستئصال المرارة - حسب البيانات الرئاسية - خضع لهما الأولي في ميونيخ والثانية في هايدلبرج بألمانيا. لكن هل يضطر الرئيس للاعلان عن خطط للرحلة قد تستغرق أقل من اسبوع للمتابعة مع أي من الطبيبين أو لمرافقة أحد أفراد اسرته حال استشارة طبيب؟ وإذا ما أراد الرئيس القيام بزيارة خاصة دون أن يكون لها هدف علاجي هل هو ملزم بالاعلان؟ الإجابة القاطعة من مؤسسة الرئاسة هي قول واحد: لا. تعليل هذه الاجابة يرتبط دوماً بالحديث عن تفادي البلبلة. "لم يتقرر شئ بصفة نهائية بعد ولا داعي للافتراضات والبلبلة" هكذا قال مصدر رئاسي للشروق منذ عشرة أيام رداً علي سؤال حول ما ذكره مصدر ألماني من رحلة قادمة قد تكون خاصة للرئيس إلي ألمانيا. وأضاف المصدر الرئاسي في حينها"ولنفرض (حدوث ذلك) فما وجه العجب في الاستشارة الطبية". أمس جدد المصدر الرئاسي نفسه نفس المطالبة بالكف عن الخوض في أمور تسبب بلبلة. "الرئيس عنده لقاءات مهمة قبل نهاية الشهر وبيجري اتصالات مع المسؤولين في مصر لمتابعة الملفات ولو أخذ أجازة أسبوع فهذا حقه الشخصي البحت... وما حدش قال انه فعلاً هيسافر وموضوع نتنياهو ده بسبب اللخبطة السياسية اللي حاصلة" أضاف في كلمات متسارعة قبل أن ينهي الحوار من طرف واحد: "مع السلامة"، رافضاً القول إذا ما كانت مقابلات الرئيس مبارك مع نتياهو وعباس ستعقد مطلع الاسبوع القادم أم لا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق