الاثنين، 12 يوليو 2010

محمد سعد‮ ‬يواصل‮ ‬خلطته اللمبية‮ ‬في‮ "‬اللمبي‮ ‬8‮ ‬جيجا‮"


من منطلق نكتة من هنا وموقف مفتعل من هناك
بعيداً‮ ‬عن الهجوم والتقييم الفني لـ»محمد سعد‮«‬،‮ ‬لا يستطيع أحد إنكار أنه في حد ذاته حالة يجب تقييمها فنياً،‮ ‬مع الأخذ في الاعتبار أنه لا توجد معايير في محاسبة الإنسان في كيفية رؤيته لنفسه،‮ ‬واعتقد أن تلك المعايير هي السبب في حالة التدهور الفني المتواجد فيها‮ »‬محمد سعد‮« ‬الذي في حد ذاته بعيد عن سلسلة أفلامه،‮ ‬يعد ممثلاً‮ ‬له مقومات الفنان الكوميدي،‮ ‬ولكن ينقصه أهم عناصرين يصنعان منه مبدعاً‮ ‬حقيقياً،‮ ‬وهما الاعتراف بأنه لا يوجد ممثل أياً‮ ‬كانت قدراته يستطيع أن يؤلف ويخرج ويمثل‮.. ‬والتأكيد علي أن صناعة النجم بكل تفاصيلها تحتاج إلي مؤسسة بأكملها،‮ ‬بالإضافة إلي الاعتراف بأن الاستغراق في تقديم شخصية فنية حظيت في عمل أو اثنين بقبول جمهور لا تعني الاستمرار في فرضها علي الجمهور،‮ ‬خاصة إذا كانت بلا مقومات تجعلها قادرة علي الاستمرار،‮ ‬ومن هذا المنطلق يكون المدخل للكلام علي آخر أعمال‮ »‬محمد سعد‮« »‬اللمبي‮ ‬8‮ ‬جيجا‮« ‬والذي بمثابة كلاكيت أكثر من مرة لشخصية اللمبي المقدمة أول مرة في فيلم‮ »‬الناظر‮« ‬وحظيت في ذلك الفيلم علي قدر من القبول تم استثماره في فيلمين بعد ذلك‮ »‬اللمبي‮« ‬و»اللي بالي بالك‮« ‬ثم حاول الخروج ظاهرياً‮ ‬من عباءة‮ »‬اللمبي‮« ‬بسلسلة أفلام لم تتخذ من تلك الشخصية محوراً‮ ‬لها،‮ ‬ولكنها في الحقيقة كانت صورة‮ »‬مستنسخة‮« ‬من اللمبي،‮ ‬فالأساس هو الإنسان المهزوز الذي يتكلم بطريقة‮ ‬غير مفهومة ويقوم بتصرفات بوهيمية تفتقر إلي الذكاء والذوق معاً،‮ ‬ومن خلالهما كان فيلما‮ »‬عوكل‮« ‬و»بوحة‮« ‬ونال قدر من النجاح أغري‮ »‬محمد سعد‮« ‬بتقديم سلسلة من الأفلام ضعيفة المستوي الفني جداً،‮ ‬إلي جانب الاخفاق الجماهيري مثل‮ »‬كتكوت‮« ‬و»بوشكاش‮« ‬و»كركر‮«. ‬وبدلاً‮ ‬من التراجع والبحث عن مضمون جديد يطرح به نفسه ازداد‮ »‬محمد سعد‮« ‬عناداً‮ ‬وقرر العودة من جديد إلي الشخصية التي كانت سبباً‮ ‬في نجوميته مقرراً،‮ ‬أنه لا تراجع ولا استسلام،‮ ‬وأن علي الجمهور قبول ما يراه‮ »‬سعد‮« ‬صواباً‮ ‬وأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان،‮ ‬وأن العيب‮ ‬غير موجود فيما يطرحه‮ »‬سعد‮« ‬من أفلام،‮ ‬ولكن في الجمهور نفسه وبالطبع في النقاد محدودي الأفكار،‮ ‬والغريب أن فيلماً‮ ‬مثل‮ »‬اللمبي‮ ‬8‮ ‬جيجا‮« ‬ظهر من يقول إنه صاحب العمل،‮ ‬رغم أن الفيلم يجب أن يتبرأ منه حتي مشاهديه،‮ ‬فالسيناريو الذي كتبه مجازاً‮ »‬نادر صلاح الدين‮« ‬نفذ بأسلوب نكتة من هنا وموقف مفتعل من هناك وخلطهما بالنكهة‮ »‬اللمبية‮« ‬التي صنعها‮ »‬محمد سعد‮«‬،‮ ‬المعتقد أنه كاتب سيناريو لا مثيل له،‮ ‬وبالطبع لا مانع من أن يكون المنتج‮ ‬غير قابل للاستهلاك الفني ومنتهي الصلاحية،‮ ‬منذ أفلام الأبيض والأسود،‮ ‬وإذا كان‮ »‬محمد سعد‮« ‬كما يحلو له التصريح سيقدم سلسلة متواصلة من اللمبي مثلما فعل‮ »‬إسماعيل ياسين‮«‬،‮ ‬فالشيء الوحيد الذي يجب الانتباه له،‮ ‬أن تلك الصناعة تقدمت عن أيام‮ »‬إسماعيل ياسين‮«‬،‮ ‬وأن ما تقبله الجمهور من أفلام حملت اسم‮ »‬إسماعيل ياسين‮« ‬في الماضي لا يمكن تقبلها الآن‮.. ‬فالفكرة المطروحة والتي قيل إنها من بنات أفكار‮ »‬سعد‮« ‬كانت جيدة،‮ ‬ولكن تم تقديمها بأسلوب عقيم،‮ ‬لا ينتج عنه سوي فيلم لم يحظ حتي بميزة الضحك من أجل الضحك دون البحث عن مضمون،‮ ‬فالقصة محصورة في زوجين لا ينجبان،‮ ‬وإن كانت هناك فرصة لكل منهما في الانجاب إذا تزوج من شخص آخر،‮ ‬هذا الشخص يقع تحت طائلة مدعي طب يزرع في دماغه ذاكرة مقدارها‮ »‬8‮ ‬جيجا‮« ‬فيصبح اللمبي محامياً‮ ‬له مقدرة علي قراءة الآخرين،‮ ‬وبالتالي يكسب معظم القضايا بالتحايل والتزوير،‮ ‬وعندما يحاول التمرد علي الطبيب،‮ ‬يهدده بنزع الشريحة،‮ ‬ومن أجل الفكر النضالي والأخلاقي الذي يحاول سعد قوله،‮ ‬لذلك ينزع الشريحة ويعود صعلوكاً،‮ ‬ولأن في سينما‮ »‬محمد سعد‮« ‬لا صوت يعلو فوق صوته،‮ ‬فإن كل الممثلين والعاملين لا يمكن محاسبتهم،‮ ‬خاصة أن المخرج‮ »‬أشرف فايق‮« ‬لا يمكن أن يكون له رأي في ظل دكتاتورية‮ »‬سعد‮«. ‬لذلك فلا مجال لانتقاد دور‮ »‬حسن حسني‮« ‬صاحب الماكياج السيئ جداً‮ ‬والدور الذي لا معني له،‮ ‬ويبقي في النهاية أن‮ »‬محمد سعد‮« ‬لا يسمع سوي صوته،‮ ‬فمن حقه أن يفعل ذلك في حياته الخاصة وليس في الفن

الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق