الاثنين، 8 فبراير 2010

"رسائل البحر" لـ داود عبد السيد دعوة للتسامح و تمرد هادئ


يحمل دلالات سياسية واجتماعية
حاز فيلم "رسائل البحر" تاليف واخراج داود عبد السيد على اعجاب النقاد الذين راوا فيه دعوة للسلام والتسامح مع الآخر رغم الاختلاف الديني او العقائدي وعرضا لحالة الضياع الانساني الذي تعيشه الطبقة المتوسطة في مصر.
ويختلف الفيلم, الملىء بالشجن والشخصيات التي لم تحقق ذاتها, عن سياق الافلام المصرية التي عرضت خلال الموسمين السابقين وايضا خلال الاعوام السابقة لتقديمه رؤية متعددة الابعاد واكثر من قراءة لمستوى الحدث الواحد.
ويقيم المؤلف علاقات متعددة المستويات بين شخصيات الفيلم التي يربط فيما بينها البطل يحيى الذي يقوم بدوره النجم الجديد آسر ياسين.
ويدعو الفيلم إلى تقبل الاخرين كما هم كما في حب يحيى لفريدة، وتجسدها بسمة، التي تعرف عليها كأمرأة ساقطة ثم تزوجها. وكذلك قبول العلاقة بين ابنة الجيران الفتاة الايطالية (سامية سعد) وصديقتها (دعاء حجازي).
واعتبر الناقد طارق الشناوي ان رسائل البحر هو الابرز في مسار داود عبد السيد السينمائي لتميزه بالرقة والنعومة والسلاسة في تقديم الرؤية والصورة بشكل جمالي اخاذ، حيث استطاع أن يدير حركة ممثليه وابداعهم بشكل هائل".
ويضيف أن "مساحات الايحاء الفني في الفيلم اقوى واعرض واعمق بكثير من التصريح بالمشهد الدرامي ومن الصورة وهو يترك مساحات ليضيف المتلقي ما يشاء مثل المشهد الاخير حيث تطفو الاسماك بعد قتلها بالديناميت على يد صاحب المحلات التجارية والعقارات (صلاح عبد الله) الذي يمثل سيطرة وقوة النظام وراس المال".
ويرى الشناوي أن في هذا المشهد "تحذيرا لبطلي الفيلم من انهما سيلاقيان المصير نفسه لوجودهما في القارب - الذي يحمل اسم القدس بما لذلك من دلالات سياسية - والسمك الميت يحيط بهما, اذا لم يعودا الى مائهما ليواجها هذا الراسمالي الذي يدمر الجمال في الحياة ولا يستمتع فيها سوى بجمع المال".
وترى الناقدة علا الشافعي ان "اختيار المؤلف للاسكندرية ليس عبثيا فهي التي كانت منفتحة على الحضارات الاخرى في فترة الحكم الملكي والتي ملكت روحا مختلفة في العلاقة مع الاخر وفي تكوين شخصية عالمية قادرة على الانفتاح ما كان يعطي ابناء الطبقة المتوسطة في هذه المدينة رؤية مغايرة".
وحمل الناقد اشرف بيومي على "الرؤية الاخلاقية التي قدمها بعض الزملاء الصحفيين الذين اخذوا القراءة السطحية للفيلم ورأوا فيه دعوة للعلاقات الجنسية الشاذه وخارج الزواج, لكنهم لم يروا اسقاطات العجز وعدم التحقق في المشهد الجنسي العام".
ونبه بيومي من القراءة الخاطئة للفيلم الذي يرى انه "من اكثر الافلام عمقا خلال السنوات الاخيرة في السينما المصرية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق