مئات القتلى فقدتهم مصر طوال العشرين سنة الماضية .. كان أغلبهم من البسطاء والخارجين كل صباح للبحث عن مصدر للرزق و"لقمة العيش" ، لم يدفعوا حياتهم ثمناً لقضية أو هدف معين، أو نتيجة كارثة طبيعية، بل دفعوا حياتهم ثمنا للإهمال والتقاعس من قبل المسئولين عن إدارة هذا البلد، والذى تمثلت أبشع صوره فى سكك حديد مصر.
والذى جعل من دولة من أقدم الدول التى أستخدمت القطارات والأولى عربيا وإفريقيا، أن تكون الأولى أيضا ولكن هذه المرة فى حوادث القطارات، فخلال العقدين الأخرين وقع بمصر 12 حادث قطار.
ففى ديسمبر عام 1993 كان حادث تصادم قطارى القاهرة والدلتا على بعد 90 كيلو متر من العاصمة القاهرة والذى راح ضحيته 12 قتيل، وماهى إلاشهور ليأتى مارس 1994 ليقع حادث قطارى الدلتا والذى لقى فيه 75 راكب مصرعهم وأكدت التحقيقات وقتها أن مسئولية الحادث تقع على سائق القطار الذي قام بتجاوز السرعة المسموح بها رغم وجود ضباب كثيف مما تسبب فى الحادث.
اما عام 1995 كان به نصيب الأسد من حوادث القطارات، واحتل عام 1995 ، ففى فبراير قُتل 11 شخصاً كانوا يستقلون سيارة اصطدمت بقطار شمال القاهرة، وبعد هذا الحادث بشهرين قٌتل 49 شخصا عندما اصطدم قطار بحافلة مزدحمة بعمال النسيج عند تقاطع قرب بلدة قويسنا التابعة لمحافظة المنوفية.
وفى عام 1997 تنتقل مكان حوادث القطارات من وجه بحرى إلى وجه قبلى، ليصطدم قطارين بأسوان نتيجة خلل فى إشارات التحويل ليذهب ضحية هذا الحادث 11 مواطنا، وبعدها بعام واحد، قٌتل 50 وأصيب أكثر من 80 في خروج قطار عن القضبان بالقرب من الإسكندرية، حيث فشل سائق القطار في التوقف عند مصدات نهاية الخط الحديدي واخترق المحطة إلى سوق مزدحمة، وأشارت التقارير وقتها إلى احتمال عبث بعض المسافرين المنبطحين فوق سطح القطار بصمام فرامل الهواء مما أدى إلى إتلافها.
اما عام 1999 أدى تصادم قطاري ركاب إلى مقتل 10 و إصابة أكثر من 50بإصابات خطيرة، وفى نوفمبر من نفس العام قتل عشرة أشخاص وأصيب سبعة عندما دهس قطار مجموعة من العمال أثناء تقديمهم المساعدة في حادث سيارة بمحافظة القليوبية وهو نفس الشهر الذى شهد حادثة اصطدام قطار متجه من القاهرة إلى الإسكندرية بشاحنة نقل و خرج عن القضبان متجها إلى الأراضى الزراعية مما أسفر عن وقوع 10 قتلى و إصابة 7 آخرين.
ومع نهاية عام 2000، يأتى اليوم الأسوأ فى تاريخ مصر والسكك الحديدية الشهير بحادث "قطار الصعيد"، والذى راح ضحيته أكثر من 350 راكبا، بعد أن تابع القطار سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه وهو ما اضطر الركاب للقفز من النوافذ، ولم يصدر بيان رسمى بالعدد النهائي للقتلى، وذكرت بعض المصادر وقتها أن عددهم تجاوز 1000 قتيل، وتمت محاكمة 11 مسئولا بهيئة السكك الحديدية في مصر، بتهمة الإهمال الجسيم، و استقال معه وزير النقل وقتها إبراهيم الدميري، وصدر التصريح المستفز للدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء وقتها، والذى قال "نحمد ربنا ان مفيش أجانب ماتوا"، وكان هذا الحادث هو الذى لفت الانظار للبرلمانى الدكتور محمد مرسى "رئيس الجمهورية الحالى" والذى كان استجوابه فى مجلس الشعب سببا فى إثارة الرأى العام على الحكومة ومبارك.
وفى مارس 2002، خرج قطار قادم من الوجه البحري إلى الجيزة عن القضبان، وانفصلت إحدى عرباته وسقطت في نهر النيل؛ مما أسفر عن إصابة 31 شخصًا، اما عام 2006 أصطدم قطاران بالقرب من مدينة الإسكندرية مما إدى لإصابة نحو 20 شخصا، وفى شهر مايو من نفس العام، اصطدم قطار شحن بآخر قرب قرية الشهت بمحافظة الشرقية، مما أدى إلى إصابة 45 شخصا، وتستمر مهزلة الاهمال ليكون شهر أغسطس من العام نفسه هو الأسوأ خلال 2006 حيث اصطدم قطاران أحدهما قادم من المنصورة متجها إلى القاهرة و الأخر قادم من بنها على نفس الاتجاه مما أدى إلى مقتل 80 راكبا.
وفى أكتوبر سنة 2009 تصادم قطاران في منطقة العياط على طريق القاهرة-أسيوط، حيث تعطل القطار الأول وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف وهو متوقف مما أدى لانقلاب أربع عربات من القطار الأول،ليسفر عن مقتل 50 وإصابة 300 آخرين، وفى 3 أبريل 2010 حدث حريق في إحدى عربات القطار الإسباني رقم 1902 بإدفو فى أسوان ليقتل 60 شخصا ويصيب 30 آخرين.
لتبدأ مصر عصر جديد فى 2012 مع حادث قطار جديد، لكن هذه المرة فى عهد الرئيس مرسى، الذى قاد الإستجوات بمجلس الشعب ضد الحكومة فى حادث قطار الصعيد وقت أن كان عضوا بمجلس الشعب، ليشهد عهده ثلاث حوادث قطارات متتالية أشهرهم منذ 60 يوما والذى عرف بحادث قطار أسيوط والذى راح ضحيته 52 طفلا كانوا متوجهين لمعهدهم الأزهرى، وأخرهم حادث قطار البدرشين الذى حدث فجر أمس الثلاثاء.
والسؤال الأن أين المشكلة فقد تغير خلال العشرين سنة الماضية أكثر من وزير نقل و7 حكومات ورحل رئيس وجاء أخر، هذا مايجيب عنه لبوابة الشباب محمد ماهر الرئيس الأسبق لهيئة سكك حديد مصر: اى عمل قيم وجيد مرتبط بعنصرين ..هما العمالة والمعدات المستخدمة فى هذا العمل، وإذا كان مستوى أحد هاذين العنصرين متدنى فحتما سيحدث قصور فى صورة المنتج النهائى.
والسكك الحديدية تقدم خدمة يستخدمها قطاع كبير من الجمهور فى مصر، ومن المفترض أن تكون هى أكثر وسائل النقل امانا، لكن عندنا يحدث العكس فمصر من أكثر الدول التى تحدث بها حوادث قطارات، وهذا يرجع إلى التراخى فى منظومة الصيانة للقطارات ، ورغم أن قواعد العمل هيئة سكك حديد مصر صارمة، فهناك صيانة دورية تتم كل 3 سنوات واخرى كل عام، وواحده كل 3 شهور هذا بالإضافة إلى التقارير اليومية التى ترفع عن حالة كل قطار قبل إقلاعه من المحطة، لكن للأسف المسئولين عن الصيانة لا يقومون بعملهم كما ينبغى ، فمثلا المناطق المتواجدة بالقطار والتى من المفترض الكشف عنها بجهاز الليزر يتم الكشف عنها بالعين المجردة، لأسباب عطل جهاز الليزر أو عدم توافره مع مسئول الصيانة وقت كشفه على القطار.
اما عن وجهة نظر المسئولين الحاليين فقد صرح المهندس خالد فاروق، رئيس وحدة السلامة بوزارة النقل، إن وحدة السلامة بهيئة السكك الحديدية تم إنشاؤها عام 2007، وعدد العاملين فيها 10 أشخاص ولا تتوافر لهم إمكانيات كافية، وأضاف فاروق أن هناك خللاً في منظومة الصيانة والبرمجة، والهيئة كلها لا تسير على خطوات مدروسة، وأشار إلى أن كافة حوادث القطارات خلال السنوات الماضية، كانت بسبب أخطاء مهنية، و90% من الحوادث كانت بسبب أخطاء بشرية.
والذى جعل من دولة من أقدم الدول التى أستخدمت القطارات والأولى عربيا وإفريقيا، أن تكون الأولى أيضا ولكن هذه المرة فى حوادث القطارات، فخلال العقدين الأخرين وقع بمصر 12 حادث قطار.
ففى ديسمبر عام 1993 كان حادث تصادم قطارى القاهرة والدلتا على بعد 90 كيلو متر من العاصمة القاهرة والذى راح ضحيته 12 قتيل، وماهى إلاشهور ليأتى مارس 1994 ليقع حادث قطارى الدلتا والذى لقى فيه 75 راكب مصرعهم وأكدت التحقيقات وقتها أن مسئولية الحادث تقع على سائق القطار الذي قام بتجاوز السرعة المسموح بها رغم وجود ضباب كثيف مما تسبب فى الحادث.
اما عام 1995 كان به نصيب الأسد من حوادث القطارات، واحتل عام 1995 ، ففى فبراير قُتل 11 شخصاً كانوا يستقلون سيارة اصطدمت بقطار شمال القاهرة، وبعد هذا الحادث بشهرين قٌتل 49 شخصا عندما اصطدم قطار بحافلة مزدحمة بعمال النسيج عند تقاطع قرب بلدة قويسنا التابعة لمحافظة المنوفية.
وفى عام 1997 تنتقل مكان حوادث القطارات من وجه بحرى إلى وجه قبلى، ليصطدم قطارين بأسوان نتيجة خلل فى إشارات التحويل ليذهب ضحية هذا الحادث 11 مواطنا، وبعدها بعام واحد، قٌتل 50 وأصيب أكثر من 80 في خروج قطار عن القضبان بالقرب من الإسكندرية، حيث فشل سائق القطار في التوقف عند مصدات نهاية الخط الحديدي واخترق المحطة إلى سوق مزدحمة، وأشارت التقارير وقتها إلى احتمال عبث بعض المسافرين المنبطحين فوق سطح القطار بصمام فرامل الهواء مما أدى إلى إتلافها.
اما عام 1999 أدى تصادم قطاري ركاب إلى مقتل 10 و إصابة أكثر من 50بإصابات خطيرة، وفى نوفمبر من نفس العام قتل عشرة أشخاص وأصيب سبعة عندما دهس قطار مجموعة من العمال أثناء تقديمهم المساعدة في حادث سيارة بمحافظة القليوبية وهو نفس الشهر الذى شهد حادثة اصطدام قطار متجه من القاهرة إلى الإسكندرية بشاحنة نقل و خرج عن القضبان متجها إلى الأراضى الزراعية مما أسفر عن وقوع 10 قتلى و إصابة 7 آخرين.
ومع نهاية عام 2000، يأتى اليوم الأسوأ فى تاريخ مصر والسكك الحديدية الشهير بحادث "قطار الصعيد"، والذى راح ضحيته أكثر من 350 راكبا، بعد أن تابع القطار سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه وهو ما اضطر الركاب للقفز من النوافذ، ولم يصدر بيان رسمى بالعدد النهائي للقتلى، وذكرت بعض المصادر وقتها أن عددهم تجاوز 1000 قتيل، وتمت محاكمة 11 مسئولا بهيئة السكك الحديدية في مصر، بتهمة الإهمال الجسيم، و استقال معه وزير النقل وقتها إبراهيم الدميري، وصدر التصريح المستفز للدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء وقتها، والذى قال "نحمد ربنا ان مفيش أجانب ماتوا"، وكان هذا الحادث هو الذى لفت الانظار للبرلمانى الدكتور محمد مرسى "رئيس الجمهورية الحالى" والذى كان استجوابه فى مجلس الشعب سببا فى إثارة الرأى العام على الحكومة ومبارك.
وفى مارس 2002، خرج قطار قادم من الوجه البحري إلى الجيزة عن القضبان، وانفصلت إحدى عرباته وسقطت في نهر النيل؛ مما أسفر عن إصابة 31 شخصًا، اما عام 2006 أصطدم قطاران بالقرب من مدينة الإسكندرية مما إدى لإصابة نحو 20 شخصا، وفى شهر مايو من نفس العام، اصطدم قطار شحن بآخر قرب قرية الشهت بمحافظة الشرقية، مما أدى إلى إصابة 45 شخصا، وتستمر مهزلة الاهمال ليكون شهر أغسطس من العام نفسه هو الأسوأ خلال 2006 حيث اصطدم قطاران أحدهما قادم من المنصورة متجها إلى القاهرة و الأخر قادم من بنها على نفس الاتجاه مما أدى إلى مقتل 80 راكبا.
وفى أكتوبر سنة 2009 تصادم قطاران في منطقة العياط على طريق القاهرة-أسيوط، حيث تعطل القطار الأول وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف وهو متوقف مما أدى لانقلاب أربع عربات من القطار الأول،ليسفر عن مقتل 50 وإصابة 300 آخرين، وفى 3 أبريل 2010 حدث حريق في إحدى عربات القطار الإسباني رقم 1902 بإدفو فى أسوان ليقتل 60 شخصا ويصيب 30 آخرين.
لتبدأ مصر عصر جديد فى 2012 مع حادث قطار جديد، لكن هذه المرة فى عهد الرئيس مرسى، الذى قاد الإستجوات بمجلس الشعب ضد الحكومة فى حادث قطار الصعيد وقت أن كان عضوا بمجلس الشعب، ليشهد عهده ثلاث حوادث قطارات متتالية أشهرهم منذ 60 يوما والذى عرف بحادث قطار أسيوط والذى راح ضحيته 52 طفلا كانوا متوجهين لمعهدهم الأزهرى، وأخرهم حادث قطار البدرشين الذى حدث فجر أمس الثلاثاء.
والسؤال الأن أين المشكلة فقد تغير خلال العشرين سنة الماضية أكثر من وزير نقل و7 حكومات ورحل رئيس وجاء أخر، هذا مايجيب عنه لبوابة الشباب محمد ماهر الرئيس الأسبق لهيئة سكك حديد مصر: اى عمل قيم وجيد مرتبط بعنصرين ..هما العمالة والمعدات المستخدمة فى هذا العمل، وإذا كان مستوى أحد هاذين العنصرين متدنى فحتما سيحدث قصور فى صورة المنتج النهائى.
والسكك الحديدية تقدم خدمة يستخدمها قطاع كبير من الجمهور فى مصر، ومن المفترض أن تكون هى أكثر وسائل النقل امانا، لكن عندنا يحدث العكس فمصر من أكثر الدول التى تحدث بها حوادث قطارات، وهذا يرجع إلى التراخى فى منظومة الصيانة للقطارات ، ورغم أن قواعد العمل هيئة سكك حديد مصر صارمة، فهناك صيانة دورية تتم كل 3 سنوات واخرى كل عام، وواحده كل 3 شهور هذا بالإضافة إلى التقارير اليومية التى ترفع عن حالة كل قطار قبل إقلاعه من المحطة، لكن للأسف المسئولين عن الصيانة لا يقومون بعملهم كما ينبغى ، فمثلا المناطق المتواجدة بالقطار والتى من المفترض الكشف عنها بجهاز الليزر يتم الكشف عنها بالعين المجردة، لأسباب عطل جهاز الليزر أو عدم توافره مع مسئول الصيانة وقت كشفه على القطار.
اما عن وجهة نظر المسئولين الحاليين فقد صرح المهندس خالد فاروق، رئيس وحدة السلامة بوزارة النقل، إن وحدة السلامة بهيئة السكك الحديدية تم إنشاؤها عام 2007، وعدد العاملين فيها 10 أشخاص ولا تتوافر لهم إمكانيات كافية، وأضاف فاروق أن هناك خللاً في منظومة الصيانة والبرمجة، والهيئة كلها لا تسير على خطوات مدروسة، وأشار إلى أن كافة حوادث القطارات خلال السنوات الماضية، كانت بسبب أخطاء مهنية، و90% من الحوادث كانت بسبب أخطاء بشرية.
الشباب
===========
اقرأ أيضا :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق