الاثنين، 13 فبراير 2012

سقوط "الفرعون"حديث الإعلام الغربي


‏18يوما حاسمة غيرت وجه مصر إلي الأبد بثورة سلمية أطاحت بنظام حكم مستبد ومهدت الطريق أمام إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة‏,‏ ونالت هذه الثورة إعجاب العالم‏.






بل وأشعلت احتجاجات واعتصامات علي مستوي العالم علي غرار النموذج المصري, كما دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشباب الأمريكي إلي الاقتداء بالشباب المصري.

وخلال الفترة من25 يناير2011 وحتي10 فبراير كانت أحداث مصر تتصدر الصفحات الأولي من الصحف والمجلات العالمية, ولكن في يوم الحادي عشر من فبراير تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك, وكان الحدث الأكبر في الثورة المصرية والخبر الرئيسي في جميع وسائل الإعلام.

وتوالت الأخبار والمقالات والتحليلات خلال أيام الثورة, وانعكست رؤية كل صحيفة لتنحي مبارك في المانشيت الرئيسي يوم12 فبراير, وأجمعت هذه الصحف والمجلات علي أن ما حدث هو زلزلال كبير هز الشرق الأوسط فيما أطلق عليه اسم الربيع العربي نظرا لسقوط مبارك ومن قبله الرئيس التونسي زين العابدين بن علي, وأن مصر أصبحت حرة وفتحت صفحة جديدة وتكتب التاريخ من جديد.

وفيما يلي بعض الأمثلة للصحف الأمريكية وعناوينها الرئيسية, فقد كتبت صحيفة واشنطن بوست في عنوانها الرئيسي في18 يوما وقعت ثورة, وقالت في العنوان الثاني إن مصر تذوقت ثمرة انتفاضتها التاريخية بانتهاء حكم مبارك المستمر منذ ثلاثة عقود.

وكان مانشيت صحيفة نيويورك تايمز يحمل عنوان خروج مبارك, وكتبت في عنوانها الثاني أن مصر تفرح بينما أنهت ثورة الشباب ثلاثة عقود من القبضة الحديدية, وأضافت عنوانا ثالثا يتحدث عن انقلاب النظام العربي, وتولي الجيش السلطة.

وذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في عنوانها الرئيسي سمع صوت مصر, وكتبت عنوانا ثانيا يقول إن مبارك انتبه لمطلب رحليه, وأوضح السطر الثالث أن ثورة مدتها18 يوما أنهت سيطرة عمرها30 عاما, وهزت العالم العربي. كما كتبت قصتين آخريين تحت المانشيت الأولي تتحدث عن مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية, وكيف أن الولايات المتحدة تواجه اختبارا حرجا بشأن نفوذها في مصر والمنطقة, بينما تتحدث القصة الأخري, التي حملت عنوان الأمل في المستقبل, عن احتفالات التحرير بالألعاب النارية والأغاني بعد إعلان تنحي مبارك وهو الأمر الذي وصفته بـ الفوز الصعب.

وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال عنوانا رئيسيا سقوط مبارك يهز الشرق الأوسط, وأضافت عنوانا ثانيا حول تولي الجيش السلطة بعد استجابة الرئيس للمظاهرات الغاضبة, والهرج يسيطر علي المنطقة بعد الإطاحة بثاني زعيم عربي خلال شهرين.

وكانت الصفحة الأولي لصحيفة نيويورك بوست مميزة بصورتها التي وضعت فيها رأس مبارك علي جسم مومياء تحت عنوان هذا غطاء وعنوان ثان بأن مبارك أصبح تاريخا في الثورة المصرية وخصصت4 صفحات لسرد قصة الثورة وسقوط مبارك.

أما بالنسبة للصحف البريطانية البارزة, فقد كتبت صحيفة الجارديان عنوانا رئيسيا فجر مصر الجديد, وأسفل المانشيت أضافت ثلاثة عناوين صغيرة الأول يتحدث عن تسليم مبارك السلطة إلي الجيش ومغادرته القاهرة, والثاني يقول الأمة تحتفل بانتهاء81 يوما من المظاهرات الحاشدة بثورة, والثالث يؤكد تعهد الجيش بانه لن يكون بديلا للحكومة الشرعية التي يرتضيها الشعب.

وكان العنوان الرئيسي لصحيفة التايمز هو التاريخ يتجلي وتحته عنوان ثان يقول إن الثورة المميزة التي استمرت18 يوما في ميدان التحرير اختتمت بانفجار حالة من الفرح بعد تنحي مبارك.

وتحت عنوان خروج طاغية وفرح شعب نشرت صحيفة الإندبندنت صورة كبيرة لمتظاهرين يحتفلون بتنحي مبارك. وخصصت أربع صفحات لتقرير مطول للكاتب روبرت فيسك, بالإضافة إلي تقارير أخري وتحليلات من الصفجة الثانية إلي الثامنة.

وكانت الصفحة الأولي لصحيفة التليجراف الأكثر تميزا حيث وضعت صورة لتمثال علي هيئة مبارك ولكن التمثال متشقق وإلي يمينها عنوانا أبو الهول يتصدع, وعنوان أسفل الصورة مبارك يسلم السلطة للجيش واندلاع الفرحة في مصر, كما خصصت4 صفحات لتقرير مطول يتحدث عن سقوط الفرعون وما يعنيه ذلك وما وراءه. وكانت المفارقة أن الصين التي حاولت لاحقا منع البحث علي الانترنت عن كلمات مثل الثورة ومصر وميدان التحرير والربيع العربي ومظاهرات, قد نشرت في صحيفتها الكبري تشينا ديلي تحت صورة كبيرة عنوانا رئيسيا يقول إن المظاهرات تنهي حكم مبارك وعنوانا آخر يتناول تولي الجيش السلطة واحتفال الحشود في التحرير بعد يوم من الدراما وإلي جواره صورة عمر سليمان وهو يلقي بيان تنحي مبارك.

لقد نشرت العديد من صحف العالم تنحي مبارك والكثير من أخبار مصر في الفترة السابقة, وكذلك واصلت اهتمامها بأخبار مصر في الفترة اللاحقة, خاصة مع تعثر المرحلة الانتقالية ودخول البلاد في أزمة تلو الأخري.

وساهم الكاريكاتير أيضا بدوره في تسجيل وتوضيح مراحل الصراع بين الشعب ومبارك والدور الأمريكي خلال الثورة وتطلع الشباب المصري نحو الحرية والديمقراطية, وكذلك الصراع مع المجلس العسكري لاحقا, وكان رسام الكاريكاتير البرازيلي اللبناني الأصل كارلوس لاتوف من أبرز من انتشرت رسوماتهم خلال الثورة لدرجة أن الثوار المصريين أطلقوا عليه لقب فنان الثورة غير المصري.









المصدر : الاهرام









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق