الخميس، 19 مايو 2011

الشعب يقاتل من أجله .. رحلة البحث عن جركن سولار


مازالت مشكلة السولار تتفاقم يوميا وتعطلت معظم أوجه الحياة في مصر بل أدت لشلل في حركة النقل والزراعة
وبلغت طوابير انتظار سيارات الميكروباص والجرارات واللوادر وغيرها عدة كيلو مترات علي محطات البنزين خلال الأيام الأخيرة. وسجلت كاميرا الأهرام المعاناة للحصول علي جركن جاز لتشغيل الآلات الزراعية فهذا موعد حصاد القمح وتجهيز الأرض للأرز وري المشاتل ولا يتوافر السولار.. والسؤال من المسئول عن هذه الأزمة الخطيرة؟.. لابد من محاسبته وترك مكانه لغيره مادام لا يستطيع تحمل المسئولية..الواقع يكشف عن زيف تصريحات المسئولين.. فالمحطة التي تبلغ حصتها30 ألف لتر حصلت علي7 آلاف لتر فقط وتخرج التصريحات بأن السولار زيادة ومتوافر وهذا عكس الحقيقة.بدأت الرحلة الساعة الثامنة من وسط القاهرة وشبرا وكان الزحام علي محطات البنزين بدأ يتزايد مع قدوم العديد من السيارات بحثا عن السولار حتي لا تتعطل حركة النقل والأعمال والأشغال المرتبطة بها الي جانب سيارات الميكروباص التي تساهم بدور كبير في نقل المواطنين ووصولهم لأعمالهم.وتستمر الرحلة في قلب القاهرة ووجدنا بعض محطات البنزين ليس بها طابور لعدم وجود السولار مطلقا بها, فالحصص لم تصل لها بعد رغم انخفاضها للثلث, وبلغنا بداية الطريق الزراعي الذي لم يكن مزدحما كالعادة ومعظم السيارات ملاكي وبعد نحو 15كيلو مترا ظهرت بوادر الأزمة الحقيقية حيث وجدت طابور طويل من سيارات النقل والأجرة والجرارات والمعدات, وبعض الأفراد يحملون الجراكن بأنفسهم أو علي الدواب,.ببساطة جذبني أحد سائقي سيارات النقل بقوة وقال تعالي شوف طول الطابور أنا واقف من الساعة5 بعد الفجر لكي أحصل علي السولار لقد تعبت وأعمال الناس متوقفة حيث ينقل علي السيارة الرمل والزلط والموقع لا يوجد به خامات والعمال متوقفون وبالتالي لا يوجد يومية ومن أين نحصل علي وقود للسيارات.. انفعالات مستمرة فيتحدث رأفت عبد العاطي سائق نقل ثقيل أحتاج كل 24 ساعة نحو400 لتر سولار لسيارتي حتي أستطيع العمل بلا عطلة, وما تراه وقف حال وتعطيل اعمال وأنا بهذا الشكل منذ10 أيام أقف في طابور البنزينة4 ساعات لكي أمون الجرار وأحيانا تزيد ساعات الانتظار وهذ تعطيل للجميع وضياع للوقت وانخفاض في الانتاج.. وانتقل بي لموضوع آخر وسألني قل لي صحيح أن موضوع وقف المقطورة حقيقي في سنة2102 وفي ظل هذه الظروف؟.. فتدخل سائق صديقه يدعي حسن عبدالعاطي خلينا الأول في السولار أنا عاوز أشغل الجرار فالعمال منتظـرين في الغيط وأنا واقف من صباحة ربنا وتعبت من الانتظار.الحاج رضا الصعيدي فلاح يقول إن المشكلة الآن عاوزين جاز.. وكررها قول للوزرا عاوزيين جاز.. نحن ندرس ونزرع ونروي الآن فهو موسم لا تحرقوه علينا وعلي مصر نحن نريد زيادة الانتاج والقمح بالذات وهو الآن يحترق في الغيط دون دراس والقمح سيفرط في الغيط.. والله حرام, فسألته هل صاحب البنزينة يتلاعب في الكمية والسعر حيث أنه لا يوجد مشكلة في البنزينة المشكلة إن الحكومة بتضحك علينا بعد ما قلنا بعد الثورة يجب أن نكون واضحين لكن للأسف التصريحات غير صادقة ويجب محاسبتهم لأنهم مختارين وقت مهم وخطير في السنة وقللوا ضخ السولار.سألت عن صاحب البنزينة فأشار الناس عليه وحضر بزيه الفلاحي وقال الحاج حامد الشناوي الذي يقف علي العمل بنفسه هؤلاء أقاربنا والسولار بيحصل عليه كل واحد بأمانة دون زيادة سعر أو نقصان كمية.. لكن العين بصيرة والأيد قصيرة الكمية التي جاءت للمحطة اليوم قليلة فكل يوم كانت تأتي ثلث الحصة وهي01 آلاف لتر, وللأسف كانت7 آلاف فقط رغم أن المسئولين وعدوا بحل المشكلة خلال يومين وهناك حجج كثيرة والحل أن توفر الحكومة السولار وتضخه وفقا للحصص دون كذب.ويضيف عمرو حامد ــ مفتش منذ عشرة أيام وكان لابد من الاسراع في حلها فالوقت موسم والسولار في غاية الاهمية وكل يوم يمر بهذا الشكل خسارة للناس وللدولة, ويؤكد أن المحطة جاء لها أمس الأول12 ألف لتر وأمس10 آلاف واليوم جاء للأسف7 آلاف والكمية في تناقص, واليوم أصعب والطوابير أطول, وهذه المحطة حصتها30 ألف لتر يوميا والمفروض الكمية تزيد في الموسم. ولا يوجد حلول.وتحدث امين الشرطة أحمد علي ويقول هناك تعاون رغم افتقاد النظام أحيانا ونفض أي مشاحنات بسرعة, ويناشد المسئولين بسرعة توفير السولار لأنه وقود الغلابة, ولو أن الازمة في البنزين أرحم فأزمة الجاز تعطل العمل والعمال في كثير من الأماكن وتسبب أزمات.ويقول احمد الشناوي سائق لودر إذا استمرت الأزمة ستكون مصيبة لوجود حصاد للغلة وزرع للأرز الجديد والقطن وهذا موسم عمل وكل واحد أحضر معاه ولاده ومراته للحصول علي السولار لتشغيل الآلات في الغيط بالإضافة إلي تأثر حركة البناء والانتاج في المصانع فالأزمة كبيرة وليست هينة.وفي المحلة هناك مشكلة وهي توقف المصابغ لعدم وجود السولار وعندما سأل السائق رئيس الجمعية التعاونية للغزل والنسيج لم لا يوجد هناك بديل؟.. قال يوجد لكن هناك عقبات, فالغاز موجود في الشوارع وتشترط الشركة دفع33 مليون جنيه قبل توصيله لنحو62 مصبغة وهذا مبلغ كبير خاصة في هذا الوقت الذي تتعثر فيه الصناعة.ويؤكد حمادة القليوبي صاحب مصنع لا نجد السولار للسيارات ونقل البضائع وإحضار الخامات كله يتم بسيارات تعمل بالسولار, وينادي بحل المشكلة لأنها توقف الحال.ويشير الحسيني سلامة سائق ربع نقل إلي نقص السولار أوقف الاحوال علي جميع الاتجاهات, فالكل عطلان, ويتساءل سعد عبدالحميد كيف أسدد قسط الميكروباص هذا الشهر فأنا منتظر أمون من الصباح حتي الظهر, والناس نفسها لا يعرفون الوصول للعمل خاصة السيدات لقلة السيارات التي تعمل بسبب الأزمة.الارز الصغير يتعرض للموت هكذا يقول محمد الحبشي فلاح يحمل الجركن ويحلم بعدة لترات من السولار لتشغيل ماكينة الري وأخاف علي الغلة من الاحتراق بوجودها في الارض بعد ضمها ومع زيادة تحمصها سوف تتفرط.. وحسبنا الله ونعمة الوكيل.وقد علم مندوب الاهرام من مصدر مسئول ان هناك خلافا بين الهيئة العامة للبترول وشركة انابيب البترول المسئولة عن نقل وتخزين السولار والمواد البترولية لديها سواء كان منتجا محليا أو مستوردا عن طريق المراكب والذي يتم ضخه في الانابيب وتخزينة في الخزانات ورغم ان هناك قواعد علي حد قول أحد الخبراء في تسلم الوقود وتخزينة وتوزيعه حيث يتم تسلم الكمية ووضعها في تنكات الخزانات وعند امتلاء الخزانات يتم تحديد الكمية المستلمة ثم إعادة توزيعه حاليا إلا ان هيئة البترول التابع لها شركة الانابيب ابلغتها مع تحميلها مسئولية التأخير في ترحيل وتوزيع السولار نتيجة لملء الخزان اولا ثم التوزيع إلا أن الهيئة تريد التوزيع حتي ولو لم تمتليء الخزانات وهذا خطأ وفقا لكلام الخبير, حيث يضيف تحديد الكمية المستلمة بهذا الشكل ويؤدي للتضارب واشار الي أن الكمية الموزعة خلال هذه الفترة من العام أكبر من مثيلاتها العام الماضي إلا انه يوجد بعض التأخير من المراكب التي تحمل كميات من السولار



المصدر : جريدة الاهرام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق