استطاعت مكتبة الأسرة أحد أبرز أنشطة مهرجان القراءة للجميع ان تحتل مكانا بارزا في كل بيت مصري لما تقدمه من ذخائر وأمهات الكتب بأسعار تتناسب مع جميع مستويات الدخول, وعلي رأسها الكتب المترجمة وكتب التاريخ.
وكان المشروع يحظي برعاية كبيرة ودعاية ضخمة في الشوارع ووسائل المواصلات وجميع وسائل اللأعلام وذلك في عهد قرينة الرئيس السابق إلا ان هذا المشروع مهدد بالتوقف وذلك بعد أن أعلنت وزارة المالية منذ أيام نيتها التوقف عن دعم المشروع ماليا.يقول د. أحمد مجاهد ــ رئيس الهيئة العامة للكتاب ــ ان د. عماد أبوغازي وزير الثقافة ارسل مذكرة إلي د. سمير رضوان ــ وزير المالية ــ يطلب منه فيها الاستمرار في تقديم الدعم للمشروع والمتمثل في الميزانية السنوية المخصصة له خاصة وأن الانفاق علي المشروع كان مدعوما من أكثر من جهة في الدولة ولا يمكن معرفة هل سيستمر تقديمهم لهذا الدعم أم لا.ويؤكد مجاهد ان هذا المشروع هو مشروع ثقافي قومي بالدرجة الأولي ولا يمكن ربطه بشخص بعينه مؤكدا أن عددا من العقبات سوف تواجه المشروع حتما بعد الثورة وتنحي الرئيس السابق ومثول جميع أفراد عائلته امام المحاكمة الا أن مجاهد يأمل في ان تستجيب وزارة المالية للطلب المرسل إليها.اما د. عماد أبوغازي ــ وزير الثقافة ــ فيقول إنه ارسل بالفعل مذكرة إلي كل من د. عصام شرف ــ رئيس الوزاء ــ وجميع الجهات المساهمة في تمويل ودعم المشروع يطلب فيها توفير الدعم السنوي للمشروع البالغ قيمته15 مليون جنيه كي يستمر المشروع ولا يتوقف خاصة وأن وزارة الثقافة هي التي ستتولي إدارة واستمرار المشروع من الآن فصاعدا.وكشف عن ان أول استجابة تمت الأسبوع الماضي, من د. فايزة أبوالنجا ــ وزيرة التخطيط والتعاون الدولي ــ حيث وافقت علي تخصيص8 ملايين جنيه لصالح المشروع مشيرا إلي ضرورة أن تلتزم جميع الجهات التي كانت تدعم مكتبة الأسرة قبل ثورة يناير في تقديم الدعم والتمويل اللازم لها حتي لا تتوقف.فيما يقول مصطفي بكري ــ النائب السابق بمجلس الشعب ــ ومقدم أحد البلاغات للنائب العام للتحقيق في إهدار المال العام في مكتبة الأسرة, انه منذ عام1991 جري انشاء مشروع القراءة للجميع وأعقبه انشاء مشروع مكتبة الأسرة وفي هذا التوقيت جري تخصيص مبالغ مالية يقدمها عدد من الوزارات تشمل, المالية والشباب والاعلام والتنمية الاقتصادية وعدد من المؤسسات والهيئات المدنية حيث وصل اجمالي تلك المبالغ إلي15 مليون جنيه سنويا.ويوضح بكري أن الأزمة تكمن في أن سوزان ثابت قرينة الرئيس السابق فتحت حسابا لصالح جمعية الرعاية المتكاملة لتلقي التبرعات الخاصة بمكتبة الأسرة ومهرجان القراءة للجميع وانها تلقت علي مدي فترات طويلة مبالغ مالية كبيرة ويكفي القول في ذلك انه عندما تولت الهيئة العامة للكتاب طبع ونشر رواية الأرض الأرض للرئيس الليبي معمر القذافي وذلك منذ أكثر من10 سنوات ضمن سلسلة كتب مكتبة الأسرة قام القذافي بدفع مبلغ5 ملايين دولار بشيك لصالح جمعية الرعاية المتكاملة, وعندما سأل بكري عددا من المسئولين في الهيئة العامة للكتاب ومكتبة الأسرة هل تصلكم تبرعات من جمعية الرعاية المتكاملة؟ أنكر الجميع ذلك وأكدوا له أن إجمالي مبالغ تبرعات مختلف الجهات تتلقاها وتتولاها وزارة الإعلام وحدها.ويضيف انه من خلال بلاغه للنائب العام الذي تقدم به الاثنين الماضي يطالب بكري بمراجعة جميع التبرعات التي تم تلقيها باسم مكتبة الأسرة والتي كانت ترد من الداخل والخارج خاصة وان اللجنة العليا لمهرجان القراءة للجميع مكونة من عدد من الوزراء وكبار المسئولين وبعض المقربين من حرم الرئيس السابق برئاستها شخصيا وان السؤال الذي يطرح نفسه أين ذهبت تلك الأموال؟.ويشير بكري إلي ان الفلسفة التي قام علي اساسها المشروع صحيحة تماما وأننا في حاجة لاستمرارية مشروع مكتبة الأسرة وانه يأمل في أن تحرص جميع الجهات المعنية علي تقديم حصة تمويلها للمشروع لما يقدمه من فائدة ثقافية هامة للمواطن المصري الذي ساعده علي تكوين مكتبة عامرة بالكتب بأرخص الأسعار خاصة في الظرف الراهن مطالبا بوضع جميع الضوابط التي من شأنها ان تحافظ علي المال العام وتضمن استمراريته.وقد احتلت مكتبة الأسرة مؤخرا موقعا متميزا علي ساحة الجدل الدائر بشأن فساد اسرة الرئيس الاسابق, حيث كان عدد من الأدباء والمثقفين قد طالبوا مؤخرا بإعادة هيكلة مشروع مكتبة الأسرة بان تسند ادارته لعدد من المثقفين والأدباء المشهود بوطنيتهم وكفاءتهم مع الالتزام بالأسعار الرمزية للكتب المطبوعة في إطار هذا المشروع كما رفعت الهيئة العامة للكتاب صورة قرينة الرئيس السابق من علي أغلفة جميع اصدارات المكتبة بعد ان لازمتها ما يقرب من20 عاما مستبدلة إياها بشعار المشروع.يذكر ان فكرة مشروع مكتبة الأسرة ظهرت عام1994 من خلال اللجنة العليا لمهرجان القراءة للحميع برئاسة سوزان مبارك رئيس اللجنة وراعية المهرجان بتمويل يقدم من عدد من الجهات شملت المجلس الأعلي للشباب والرياضة ووزارات التعليم والحكم المحلي والاعلام والشباب وجمعية الرعاية المتكاملة.وكانت اهداف المشروع كما أقرتها اللجنة العليا لمهرجان القراءة للجميع: التشجيع علي القراءة علي أوسع نطاق بين جموع الشباب والمواطنين وبعث الروح القومية والشعور بالفخر بالثقافة المصرية الحقيقية, وذلك من خلال تمكين الشاب والمواطن من الإطلاع علي الأعمال الأدبية والإبداعية والدينية والفكرية التي صنعت مسيرته الحضارية وشكلت وجدانه وتقدمه الفكري وإشاعة الأفكار الحقيقية والصادقة التي شكلت المسيرة الحضارية ومسيرة التنوير للشعب المصري في العصر الحديث, وكذلك القيام بخطوة عملاقة للمواجهة الثقافية مع الأفكار التي تنحو بالشباب نحو التطرف او غيره فضلا عن تقديم احدث الإنجازات العلمية بنشر احدث مؤلفات العلماء التي تواكب التطور العلمي والتكنولوجي في العالم والتواصل مع الحضارات الأخري من خلال الترجمة التي تقدم للنشء, حتي يطلع علي إنجازات الشعوب الأخري في المجالات الأدبية والعلمية والفكرية بالإضافة إلي نشر الوعي بالتراث العربي والإسلامي وتأكيد الهوية القومية, وذلك من خلال تقديم عيون أعمال التراث المستنير, وكذلك تقوية الانتماء الوطني لدي الشباب يتعريفهم بمختلف مراحل التاريخ المصري منذ الفراعنة وحتي الآن. وبالتالي يصبح الحاضر هو النتاج الطبيعي لمسيرة حضارية أسهمت في صنع تاريخ البشرية وارساء قيمها الدينية والاجتماعية والفكرية والعلمية وغيرها.. وقد تجلي ذلك في سلاسل التراث والمصريات والروائع والأعمال الفكرية
الاهرام المسائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق