رغم الاعتراف بقدرات المؤلف المصري، وإشادة الجميع به في العالم كله، إلا أن المؤلفين المصريين مازالوا يصرون في كل عمل يقدمونه أن تصلهم وصمة التقليد فأصبحت السمة الرئيسية لأي فيلم مصري أنه مقتبس من فيلم أجنبي، بل ويمتنعون عن الاعتراف بأن هذه الفكرة مقتبسة. آخرهم الفنانة ياسمين عبدالعزيز، بالرغم من اهتمامها الدائم بالتجديد من نفسها، وحفاظها الدائم علي اختيار سيناريوهات تثبت طريق نجاحها من خطوة لأخري، إلا أنها وقعت في فخ التقليد ولا نعلم إذا كان وقوعها هذا بقصد أو من دون قصد في آخر أفلامها الثلاثة يشتغلونها، بالنظر لشخصية نجيبة والتي تحمل ملامحها ملامح فتاة لا تهتم بنفسها علي الإطلاق، تركز في حفظ كتب المدرسة حتي أرقام المراجع وأرقام الصفحات حتي تحصل علي 101 في نتيجة الثانوية العامة والتي تظهر كفتاة ذكية جداً لكنها قبيحة شكلاً وهي نفس الشخصية التي تم تقديمها في المسلسل الأمريكي المدبلج uglly betty والذي تم تقديمه في خمسة أجزاء، بنفس الشكل حتي أن المخرج علي إدريس والمؤلف يوسف معاطي رغم دراستهما الجيدة لشخصية نجيبة وكتابة سيناريو محكم إلا أنهما وقعا في فخ التقليد غير المقبول. قصة المسلسل تدور حول فتاة من حي فقير، ذكية، طيبة، صادقة وقبيحة حصلت علي وظيفة في مجلة تعمل في الموضة والأزياء والمشاهير، وأصبحت تشغل وظيفة مساعدة المدير (ابن رئيس المجلة) واكتشفت أن شكلها القبيح كان له دور في تعيينها لهذا المنصب، وهو أن رئيس المجلة تعب من علاقات ابنه بمساعداته فقام بتعيين مساعدة قبيحة وفجأة اهتمت بمظاهرها ولبسها وتقويم أسنانها لتغيير حياتها، وهو نفس ما حدث من نجيبة مع اختلاف التفاصيل فهي الطالبة المثالية نجيبة متولي الفولي التي تصبح الأولي علي الجمهورية في الثانوية العامة وتلتحق بكلية الآثار تقع نجيبة في فخ شكلها القبيح وبحثها الدائم عن عريس يقبلها وبالفعل تبحث عن عريس ثري فتجد نبيل ابن أحد الأثرياء معها في الكلية ولكنه لا يحب مظهرها ولكن يتقرب منها حتي يستطيع تجاوز الامتحانات التي يفشل فيها دائماً وهو نفس ما حدث مع ابن صاحب الشركة فتبدأ نجيبة في تغيير من نفسها من أجل الشاب التي تفاجأ في النهاية أنه يسعي خلفها لمصلحته الشخصية ورغبته في النجاح، مما يتسبب في فشل نجيبة ورسوبها في السنة الدراسية، لم تستغل ياسمين شكل الفتاة بيتي فقط بل استغلت أيضاً ضحكاتها ومشاهدها فتشابهت ياسمين في نفس مشاهد المسلسل حتي مشهد الماستر سين للشخصية والذي تسمع نجيبة أنها حصلت علي 101 في المائة فسقطت مغشياً عليها لأنها لم تحصل علي أكثر من ذلك وهو نفس المشهد الذي نفذته بيتي عندما عرفت نتيجتها في الكلية أيضاًَ مشهد مذاكرة نجيبة وهي تغلق عينيها وتتفاني في الحفظ نفس مشهد بيتي في المسلسل الذي تم تقديمه في فيلم من قبل. رغم أن فريق الفيلم قدم عملاً كوميدياً راقياً إلا أنه كان الأفضل بحثهم عن تفاصيل أخري تخرجهم من فخ التقليد. وهذه ليست المرة الأولي التي تقع فيها ياسمين في هذا الفخ فوقعت فيه أيضاً في فيلم »الدادة دودي« الذي كتبه نادر صلاح وهو مأخوذ عن الفيلم الأجنبي صوت الموسيقي، نفس الفخ وقع فيه أحمد حلمي العام الماضي عندما قدم فيلم »ألف مبروك« وهو أقل أفلامه نجاحاً لأنه كان مقتبساً من الفيلم الأمريكي groundhog day. وفيلم »طير انت« الذي قدمه أحمد مكي تم اقتباسه من فيلم bedazzled ويحسب للمؤلف أنه صمم علي وضع اسم الفيلم في بداية التيتر. فيلم »حبيبي دائماً« الذي قامت ببطولته الفنانة الشابة مي عز الدين، فقد اقتبس من الفيلم الأمريكي »شالو هال« الذي قدمت ببطولته النجمة جوينيث بالترو، وفيلم »في محطة مصر«، المنقول عن الفيلم الأمريكي »السير فوق السحاب«. وفيلم »التوربيني« المقتبس من فيلم »رجل المطر«، أيضاً فيلم »شجيع السيما« المأخوذ عن الفيلم الأمريكي »الطريقة الصعبة« لمايكل جيفوكسي ونتمني أن يتم تدارك هذا الخطأ مبكراً لأننا لم نسمع عن فيلم طرحته السينما المصرية! وكان مقتبساً من فيلم أجنبي، فالأفضل لهم البحث عن أفكار مصرية بدلاً من الارتماء في أحضان الغرب واقتباس أفكارهم لأنهم يؤرخون لتاريخ السينما المصرية.
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق