الأحد، 11 يوليو 2010

المسرحيون ووالد مارادونا.. مع جمال عبدالمقصود

من واجبنا ان نستفيد من ما يدور حولنا في العالم. ونتعلم منه خاصة إذا كان يلمس جرحا من جروحنا العميقة! نحن والعالم الآن في ضيافة مونديال 2010 وللعلم ليس هناك فارق كبير في الهدف بين الفنون الرفيعة والرياضة فالرياضة كالفنون تروج لمبادئ سامية كالعمل بروح الجماعة والفريق والتعاون والتخطيط وبذل الجهد لتحقيق الهدف المشترك واحترام الخصم ومراعاة شرط الخصومة والتماسك عند الهزيمة وعدم الاستسلام لليأس. لدينا من المونديال نموذجان يلقيان الضوء علي فلسفتنا المسرحية مدرب فرنسا الذي خيب آمال عشاق الفريق الذي حصل من قبل علي بطولة العالم أجلس علي دكة الاحتياطي المهاجم الفرنسي الكبير "هنري" والذي أوصل فرنسا لنهائيات هذا المونديال ووضع مكانة اكثر من لاعب مستواه يرثي له. ناشد طوب الأرض المدرب لاشراك هنري المنقذ في المباريات لكنه كان يبتسم في ثقة بنفسه ويدفع باللاعبين الخائبين إلي أرض الملعب. كان منتخب فرنسا أمامه كالمريض الذي في طريقه إلي الموت وكان الدواء أمامه مثل "هنري" وكريم بنزينا الذي يعد من اغلي لاعبي العالم خرجت فرنسا من المونديال بطريقة آسف لها العالم. هذه بالضبط هي استراتيجية وتكتيك رجال المسرح لدينا النقاد والجمهور يصرخون بأعلي اصواتهم افسحوا الطريق للكتاب المجيدين وانتم تعرفونهم واستبعدوا الدخلاء رغم انهم ينتمون إليكم. اعطوا الفرقة لمن يعرف المسرح. لا لمن يعرفكم! لكنهم يقابلون ذلك بنظرة بلهاء كالنظرة في عيون السمك أو كالمسئولين في مسرحية الوزة لجمال عبدالمقصود الذين "ياخدوا الكلام في عضمهم وكأنك أديتهم حتة كنافة". النموذج الثاني مارادونا الارجنتيني الذي دفع بلاعب عجوز تخطي 37 عاما في مباراة اليونان. اختاره مارادونا لأنه رغم سنه الكبير لاعب فعال ومؤثر وموهوب وقد أحرز فعلا هدفا جميلا. كما أشرك مارادونا زوج ابنته وكان يمكن أن يكون عرضه للانتقاد. لكنه غامر بذلك لأن زوج ابنته لاعب موهوب وهداف فريقه ولو تخيلنا المسرحيين مكان مارادونا لدفعوا إلي الملعب بوالد مارادونا بعد أن أعطوه طبعا فيتامينات ومنشطات. تألقت الأرجنتين لأنها اختارت الجيد والأفضل وخرجت فرنسا لأنها اختارت الخائب وعديم الموهبة. اختار مسرحيونا بشكوكهم مدرب فرنسا كمثلهم الأعلي ونحن ندعوهم إلي إعادة النظر وما يدور في المونديال درس يجب أن يستفيدوا منه.
الجمهورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق